-
تراجع نفوذ واشنطن في المحيط الهادئ
لم يستطع مارك إسبر في زيارته الأخيرة إلى استرليا أن يحصل على دعم كامل فيما يتعلق باستراتيجية الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي الغربي، تايوان , كوريا الجنوبية , والمحيط الهادئ لتقويض نفوذ الصين المتزايد.
وقد شارك بامبيو وزير الدفاع رحلته إلى استراليا، وبالرغم من ضغط وزير الخارجية الأميركي وتشديده في اللقاءات مع المسؤولين الاستراليين وفي المؤتمر الصحفي حول وجوب التعاون في نشر الصواريخ متوسطة المدى وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، لكن لم تجرِ الأمور كما عقد الأميركيون آمالهم .
فقد قدّم الاستراليون مصالحهم التجارية مع الصين على حساب أي خطوة في ميزان التوسع العسكري اللوجستي، الذي لا مردود استثماري فيه ولا ضرورة جدية له.
وفي ضوء هذه المعطيات قال تقرير لمركز دراسات أسترالي، نشر اليوم الإثنين، "الولايات المتحدة لم تعد تهيمن عسكريًا على المحيط الهادئ"، وحذّر من أنها قد تعاني في الدفاع عن حلفائها في مواجهة الصين.
وجاء في تقرير لمركز الدراسات حول الولايات المتحدة في جامعة سيدني أن الجيش الأميركي "قوة في طور الضمور" و"منهكة بشكل خطير" و"غير جاهزة" للمواجهة مع الصين، كما اتهم معدو التقرير واشنطن بـ"الإفلاس الإستراتيجي".
بحسب التقرير، فإن تراجع الهيمنة العسكرية يحمل تداعيات خطيرة بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة مثل أستراليا وتايوان واليابان التي تعتمد على الضمانات الأمنية الأميركية.
وقد تفاقمت في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المخاوف من تخلي الولايات المتحدة عن الدفاع عن حلفائها في مواجهة أي عدوان صيني. لكن التقرير الأخير خلص إلى أن واشنطن ستعاني في الدفاع عن حلفائها حتى ولو أرادت ذلك.
وقد جاء في التقرير الذي اتّهم معّدوه الولايات المتحدة بـ"الإفلاس الإستراتيجي" أن الحروب في الشرق الأوسط على مدى عقود، والانحياز وضعف الاستثمار يعرّض حلفاء واشنطن في المحيط الهادئ للخطر.
وحذّر التقرير من أن "الصين، وعلى العكس من ذلك، تزداد قدرة على تحدي النظام الإقليمي بالقوة نتيجة استثمارها الكبير في المنظومات العسكرية المتطوّرة".
يشار في هذا السياق إلى أنه في عهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ارتفعت الميزانية العسكرية الرسمية للصين بنحو 75 بالمئة إلى 178 مليار دولار، علماً أنه يسود اعتقاد بأن الرقم الحقيقي أكبر بكثير.
وقد استثمرت الصين في الصواريخ البالستية البالغة الدقة وأنظمة مكافحة التدخل التي من شأنها إعاقة الوصول السريع للجيش الأميركي إلى المناطق المتنازع عليها.
وبحسب التقرير "غالبية قواعد الولايات المتحدة والحلفاء والمطارات والمرافئ والمنشآت العسكرية الواقعة في غرب المحيط الهادئ" تفتقر للبنى التحتية المدعّمة، وهي تواجه خطراً محدقاً.
ويمكن استغلال هذه الأفضلية للسيطرة على مناطق في تايوان والجزر الخاضعة لليابان وبحر الصين الجنوبي قبل وصول القوات الأميركية.
وكان وزير الدفاع الأميركي الجديد، مارك إسبر، قد أعلن، السبت، أنّ الولايات المتّحدة تُريد الإسراع في نشر صواريخ جديدة في آسيا، خلال الأشهر المقبلة إذا كان ذلك ممكنًا، لاحتواء توسّع النفوذ الصيني في المنطقة.
تراجع نفوذ واشنطن في المحيط الهادئ تراجع نفوذ واشنطن في المحيط الهادئ
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!