الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تركيا تواجه تمرّد فصائل المعارضة السوريّة الموالية لها حول تدخل أنقرة في ليبيا

تركيا تواجه تمرّد فصائل المعارضة السوريّة الموالية لها حول تدخل أنقرة في ليبيا
أحمد الخالد 

باتت العلاقات بين تركيا وفصائل المعارضة السورية، التي اعتادت أن تكون وديّة وحميمة بفضل دعم واسع النطاق للمعارضة السورية من قبل السلطات التركية، خاضعة الآن لتدهور سريع بسبب التدخل التركي في الصراع الليبي وفقاً لمصادر بين المسلحين السوريين الذين يقاتلون في ليبيا. 


فقط الشهر الماضي، بلغ عدد المقاتلين المنشقين من فرقة سلطان مراد، إحدى الوحدات الرئيسة التي تخدم مصالح تركيا في سوريا، ما يزيد على 2000 شخص. قرار الانشقاق جاء بعد إعلان إرسالهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الموالية لتركيا، ما يمثّل تغيّراً جذرياً في موقف فصائل المعارضة السورية تجاه المشاركة في الصراع الليبي، حيث لم يكن هناك نقص في المسلحين المستعدين للذهاب إلى ليبيا على متن الطيران التركي، بفضل المكافأة السخية من $2000 وحتى $5000، بالإضافة إلى وعود منح الوطنية التركية، قبل بضعة أشهر فقط.


ولكن يبدو أنّ هذه الوعود مبالغ بها، إن لم تكون كاذبة تماماً. لم يحصل المسلحون الذين سافروا إلى ليبيا على الأموال ولا المكافآت والامتيازات الأخرى، وفقاً لما أفاد به أحد عناصر فصيل أحرار الشرقية، زين أحمد. وأشار أحمد إلى أنّه بعد وصول المسلحين إلى ليبيا، تم إرسالهم إلى منطقة طرابلس، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي، على الرغم من الوعود التركية بتكليف عناصر الفصائل المسلحة السورية بحماية أغراض النفط بعيداً عن الخطوط الأمامية.


يقدّر تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المقاتلين السوريين الموجودين في ليبيا بأكثر من 9000 شخص، علاوة على 3500 شخص في معسكرات التدريب في سوريا وتركيا مستعدين للمغادرة. تضم صفوفهم أعضاء سابقين في منظمات إرهابية، مثل فرع القاعدة في سوريا، هيئة تحرير الشام، كما أكدت تقارير أسر عنصر من هيئة تحرير الشام، إبراهيم محمد درويش، من قبل الجيش الوطني الليبي، وكذلك أسر إرهابي من داعش، الذي اعترف بأنّه سافر من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا. 


كانت أنقرة تسعى إلى تجنّب مخاطر وعواقب شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق، قد تتطلّب نفقات كبيرة وتؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات المسلحة التركية، عن طريق إرسال الفصائل المعارضة السورية إلى ليبيا، وإعادة تكليفها بهدف تعزيز النفوذ التركية في المنطقة. ولكن يبدو أنّ السلطات التركية تفشل في تحقيق أهدافها.


تكبّدت الفصائل السورية خسائر بالغة في الأرواح والإصابات، بسبب نقص في التدريب وافتقارهم للأسلحة، ويقدّر عدد المسلحين الذين لقوا مصرعهم بالمئات، ومايزال بازدياد، بينما تستمر الاشتباكات ما بين كرّ وفرّ بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي. فإن لم يكبح الرئيس التركي رجب أردوغان طموحاته المدمرة لدور المسلحين السوريين في ليبيا، فقد يؤدي إلى سقوط التأثير التركي على المعارضة السورية المدعومة من قبله.


– أحمد الخالد 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!