الوضع المظلم
الأربعاء ١١ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • حزب الله.. تساؤلات حول مستقبل السلاح بعد الانسحاب من الجنوب

  • الخسائر العسكرية والقيادية التي تكبدها حزب الله تضعه أمام منعطف تاريخي قد يؤثر على دوره السياسي والعسكري في لبنان
حزب الله.. تساؤلات حول مستقبل السلاح بعد الانسحاب من الجنوب
حزب الله ولبنان - ليفانت نيوز

استجاب حزب الله لضغوط غير مسبوقة عقب الضربات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، حيث بادر إلى قبول اتفاقية لوقف إطلاق النار تقتضي سحب قواته وعتاده من مناطق شاسعة في جنوب لبنان.

وتظل المنظومة المدعومة من إيران محورية في المشهد السياسي اللبناني، بالرغم من تصاعد الأصوات المناهضة التي تطالب بتجريده من ترسانته العسكرية الهائلة.

وبرز حزب الله كقوة عسكرية فريدة احتفظت بسلاحها عقب نهاية الحرب الأهلية (1975-1990) متذرعة بـ"مقاومة إسرائيل"، الأمر الذي يثير تساؤلات عن جدوى احتفاظه بأسلحته في حال الابتعاد عن المناطق الحدودية.

وتستنتج الباحثة في معهد "تشاتام هاوس" لينا الخطيب في تصريح لوكالة "فرانس برس": "يتعرّض حزب الله لضغوط غير مسبوقة"، مضيفةً أن "بنود اتفاق وقف إطلاق النار تمهّد لتفكيك قدراته العسكرية".

اقرأ أيضاً: اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل يدخل حيز التنفيذ

وتكبد حزب الله خسائر فادحة نتيجة فتحه "جبهة إسناد" لقطاع غزة من الجنوب اللبناني، بعد اندلاع المواجهات بين حماس وإسرائيل إثر هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وشنت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر عملية عسكرية مدمرة استهدفت معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية والمناطق الجنوبية والشرقية، متبوعة بتوغلات برية في المناطق الحدودية.

وتشير تقديرات مصدر مقرب من حزب الله لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم كشف هويته، إلى سقوط مئات المقاتلين منذ أواخر أيلول/سبتمبر.

ويرى رئيس قسم العلاقات الدولية والسياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامة أن "الحرب من دون شك أضعفت حزب الله عسكرياً، بعدما مُني بخسائر كبرى على مستوى القيادة وتمّ تقليص قدراته التشغيلية"، لكنه "لم يُهزم".

وتصدى عناصر حزب الله بعنف للقوات الإسرائيلية خلال محاولات تقدمها نحو البلدات الحدودية في جنوب لبنان، مؤكداً عجز الجيش الإسرائيلي عن "تثبيت وجوده" في أي من هذه المناطق.

وباشر أنصار الحزب منذ سريان وقف إطلاق النار فجر الأربعاء بالاحتفال بما اعتبروه "نصراً"، متجاهلين حجم الدمار الواسع الذي خلفته الغارات الإسرائيلية.

ونظم المسؤولون في حزب الله زيارات ميدانية للإعلاميين في المناطق الجنوبية، سعياً لإثبات استمرار نفوذهم وسيطرتهم.

وصرح النائب حسن فضل الله من حزب الله لوكالة "فرانس برس" من مدينة بنت جبيل المحاذية للحدود مع إسرائيل، أنه ليس "للمقاومة" أي "سلاح ظاهر أو قواعد منتشرة"، مشدداً على استحالة إبعاد مقاتلي الحزب عن قراهم وبلداتهم الأصلية في الجنوب.

وتتجاوز القدرات العسكرية لحزب الله، بحسب المحللين، ما يمتلكه الجيش اللبناني من عتاد وأسلحة.

وتتضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار، المدعوم فرنسياً وأمريكياً، انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، مع تسليم المواقع العسكرية للجيش اللبناني.

وحافظ حزب الله بعد حرب 2006 على وجود سري في جنوب لبنان، مع تعزيز قدراته العسكرية وبناء شبكة أنفاق متطورة، وفقاً لتقديرات الخبراء العسكريين.

وكشف مسؤول لبناني، فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس"، أن المشاركة الفرنسية والأمريكية في آلية مراقبة الهدنة قد تسهم في كبح جماح حزب الله هذه المرة.

وتشمل الاتفاقية أيضاً تشديد المراقبة على الحدود اللبنانية السورية لمنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا، وفق تحليلات الخبراء العسكريين.

وفي السياق الداخلي، تتزايد الانتقادات الموجهة لحزب الله، متهمةً إياه بتوريط لبنان في صراع عسكري، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من كانون الثاني/يناير.

وتختتم الباحثة لينا الخطيب تحليلها بالقول: "لبنان أمام فرصة لإعادة تركيب المشهد السياسي الداخلي للتخلص من هيمنة حزب الله للمرة الأولى منذ أن طغى الحزب على الحياة السياسية في البلاد قبل نحو عقدين"، مضيفةً أن "ذلك لا يمكن أن يحصل إلا من خلال حوار وطني حقيقي يضمّ الجميع، ويدعمه المجتمع الدولي".

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!