-
خبزك أو كرامتك..آخر رسائل النظام السوري
ليفانت- نور مارتيني
لم يسبق وأن عرف التاريخ شكلاً أقبح من العنصرية التي يمارسها النظام السوري بحق أبناء البلاد، وفي كلّ يوم تتفتّق الذهنية الشوفينية لهذا النظام عن أفكار أكثر إغراقاً في امتهان كرامة المواطن، واستعباده في بلاده، ومن قبل ما يفترض به أن يكون دولةً ترعى مصالحه.
وفي أحدث فصول هذه الذهنية الديكتاتورية، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأقفاص من الشبك الحديدي نصبت أمام أفران ابن العميد في دمشق، فيما برّره النظام على أنّه محاولة لتنظيم الدور على الخبز، بعد الازدحام الشديد الذي تشهده المخابز، نتيجة فقدان الخبز.
وأوضحت إذاعة المدينة إف إم، بأنّها حاولت التواصل مع مدير مخابز دمشق للحصول على تفسير منه، غير أنّ الأخير رفض الإدلاء بأية تصريحات.
في السياق ذاته، نقلت مصادر صحفية أخرى عن اسمندر، قوله أن هذه الطريقة هي الأمثل للفصل بين الرجال والنساء وجنود الجيش”، مشيراً إلى أنّ “ثقافة الدور غير موجودة ببلادنا”.
الصور الأولى: دور لبعض الأثرياء في سوريا لشراء الـ iPhone 12 بسعر فلكي يتراوح بين 2000 الى 3000 دولار امريكي.
الصور الثانية: دور في سوريا لمواطنين ينتظرون شراء الخبز من المخبز، حيث تم وضعهم داخل أقفاص حديدية لتنظيم الدور.. منظر مؤسف جداً!
الصور الأولى: دور لبعض الأثرياء في سوريا لشراء الـ iPhone 12 بسعر فلكي يتراوح بين 2000 الى 3000 دولار امريكي.
الصور الثانية: دور في سوريا لمواطنين ينتظرون شراء الخبز من المخبز، حيث تم وضعهم داخل أقفاص حديدية لتنظيم الدور.. منظر مؤسف جداً! pic.twitter.com/GBmVtiSo0m
— ﮼يزن،الشاويش – Yazan Shawish (@yazanshawish2) October 29, 2020
وكان رئيس مجلس وزراء النظام السوري قد صرّح قبل أيام، بأنّ الكمية المستوردة من القمح تكفي البلاد لمدّة لا تتجاوز الشهر والنصف.
إلى ذلك، اتّبعت وزارة التجارة الداخلية سياسة تقنين في توزيع الخبز، حيث حدّدت حصة الفرد في اليوم الواحد بـ3 أرغفة، وذلك بتخصيص ربطة (7 أرغفة وزن نحو 800 غرام) لعائلة من شخصين، وربطتين لعائلة من 4 أشخاص.
ويتم تسليم حصة المواطن من الخبز، عبر “البطاقة الذكية” وفقاً لنظام الشرائح. كما تم منع المخابز من البيع خارج “البطاقة الذكية” باستثناء نسبة 5 في المائة من المبيعات تذهب للحالات الخاصة التي لا تملك بطاقة؛ كطلاب الجامعات والمقيمين في غير محافظاتهم أو غيرهم، وفق جداول بالأسماء والرقم الوطني ورقم الهاتف.
في سياق متصل، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو، يظهر فيه أحد أبناء محافظة درعا في ملاسنة كلامية مع ضباط وعناصر في صفوف قوات النظام السوري، وحين يحاولون طرده من المكان، يقوم بتهديدهم بالقول: |الشوارع بيناتنا..برجعها ل 2011″، وسط تجمهر عدد كبير من المواطنين، الذين آزروا المدني في تهديده للعقيد في جيش النظام السوري.
وبعكس الفيديو والعديد من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي استياءً شعبياً كبيراً من النظام السوري وداعميه، الذين لم يقدّموا أي دعم شعبي حقيقي للمواطن السوري، في مواجهة الأزمة المعيشية الخانقة.
وكان ناشطون في السويداء، قد أطلقوا تحذيرات وصلت لحد التهديد، وبشكل أساسي للهيئة الروحية في المحافظة، إن قامت بالتبرع وإرسال المال عبر اللجان الأمنية التي شكّلها محافظ السويداء بقرار رسمي في تاريخ 12/10/2020 في كل قرى وبلدات السويداء، والتي يترأسها أمين الفرقة الحزبية.
حيث رأى الناشطون أنّ فقراء السويداء من نساء وأطفال لا يجدون ما يسدون به رمقهم، وهم أحقّ بهذه الأموال، فالأقربون أولى بالمعروف، وحول السبب في ذلك، يقول سامي، والذي رفض بالإدلاء باسمه كاملاً لـليفانت نيوز: “لم نجد سابقاً، من يدعم أو يتبرع للمتضررين من حرائق قمح السويداء في العامين الفائتين، فهل من المنطق والعرف الديني والاجتماعي أن يكون هناك خيار وفقوس بين السوريين؟ هكذا يتساءل البعض!”.
جدير بالذكر أنّ رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، حاول قبل يومين التهدئة من روع السوريين بالقول إن الخبز المدعوم لا يزال “خطاً أحمر لن يتم المساس به؛ إلا في الحدود البسيطة”.
وتجدر الإشارة إلى أنّه، في ظلّ الظروف الاقتصادية الخانقة، أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، مرسوماً تشريعياً يقضي بصرف منحة لمرة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 50 ألف ليرة سورية، معفاة من ضريبة دخل الرواتب والأجور وأية اقتطاعات أخرى.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!