-
دهشة في صفوف الكنديين.. ما هو سرّ الدّاعشية العائدة من مخيمات الشمال السوري؟
برزت تساؤلات حول مصير ثماني كنديات أخريات و24 طفلا ظلوا قابعين في نفس المخيم، الذي غادرته امرأة كندية من مخيمات عائلات مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا، إلى بلادها، منذ نحو عشرة أيام.
وكانت السلطات الكندية قد استعادت مواطنة من مخيم الروج، والتي كانت قد انضمت إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا عام 2014، لتكون بذلك أول "شخص بالغ" يتم إعادته إلى البلاد من مخيمات سوريا، بعد عودة طفلين في وقت سابق من بينهما ابنة تلك المرأة، التي كانت قد عادت في مارس/ آذار الماضي.
فبعد عودة هذه المرأة التي لم يتم الإفصاح عن هويتها، طالبت والدة امرأة كندية أخرى محتجزة في مخيم اعتقال لأفراد عائلات مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا، منذ أربع سنوات أن تعرف سبب بقاء ابنتها هناك.
وكانت الأم قد الأم قالت لهيئة البث الكندية "سي بي سي نيوز": "أنا سعيدة لأجلها، ولأجل عائلتها. ولكن لماذا تم إنقاذ هذه المرأة فقط؟ ولماذا لا تزال ابنتي وطفليها الصغار في ذلك المكان الرهيب؟".
وتابعت الأم التي رفضت ذكر اسمها الحقيقي إن ابنتها "تعلم أنها ارتكبت خطأً فادحًا عندما غادرت المنزل للسفر إلى المناطق التي يسيطر عليها داعش في عام 2014".
وفيما كانت ابنتها تحاول الفرار من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في عام 2017، وهي حامل في شهرها الثامن ومعها طفل صغير، تم القبض عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد والتي تقاتل داعش، وتم وضعها في مخيم "الروج" الذي يضم أكثر من 700 عائلة من مقاتلي داعش المشتبه بهم.
ورغم محاولات الأم مساعدتها من خلال السلطات الكندية، لإقناع قوات سوريا الديمقراطية بالإفراج عن ابنتها، وإعادتها إلى بلادها لمواجهة أي عدالة تراها مناسبة، لم تفلح السيدة في إنجاز ذلك.
وسافرت من كندا، عام 2018، إلى مخيم الروج، وتقول: "التقيتُ بمسؤولين كبار في إدارة المخيم، لكنهم قالوا لي إنهم لن يطلقوا سراح أي شخص دون تعاون الحكومة الكندية"، وتوضح: "لقد كانوا يقولون هذا طوال الوقت منذ عدة سنوات. الآن أطلقوا سراح امرأة، لكن الحكومة الكندية تقول إنها لم تشارك في ذلك. هل هذا يعقل؟".
كما أن المتحدثة باسم وزارة الشوؤن الخارجية الكندية، باتريشيا سكينز، كانت قد أكدت في وقت سابق مغادرة تلك المرأة الأراضي السورية باتجاه العراق، مؤكدة في الوقت نفسه أن حكومة بلادها لم يكن لها أي دور في تلك العملية.
وأوضحت: "تظل سلامة وأمن الكنديين دائماً على رأس أولويات الحكومة مع الوفاء بالالتزامات القانونية اللازمة، وبسبب القوانين المرعية والمتعلقة بالحفاظ على الخصوصية الشخصية لا يمكن كشف المزيد من المعلومات".
يشار إلى أنّ المحامي، لورانس غرينسبون، أشار إلى أن المرأة التي جرى إعادتها هي أم لطفلة تبلغ من العمر أربع سنوات أعيدت إلى كندا من سوريا في مارس/ آذار الماضي، مؤكّداً أن رحيل الأم من المخيم السوري سهله "طرف ثالث"، وتحديداً الدبلوماسي الأميركي السابق، بيتر غالبريث، والذي كان قد أدى دوراً هاماً في إعادة طفلتها كذلك.
اقرأ المزيد: كندا تستعيد داعشية انضمّت إلى التنظيم عام 2014
لكن المحامية السابقة بوزارة العدل الفيدرالية وخبيرة الأمن القومي والأستاذة المساعدة في الشؤون الدولية في جامعة كارلتون في أوتاوا، لا ترى أن ما حدث مع هذه المرأة منطقي، وتقول إنها "لا تفهم كيف تمتع غالبريث بالقدرة على إخراج النساء من المخيم دون تدخل السلطات الكندية؟".
جدير بالذكر أنّ صحيفة "غلوبال نيوز"، قال غالبريث إن المرأة تعرف الكثير من المعلومات وستكون متعاونة مع أجهزة إنفاذ القانون في بلادها، مشيراً إلى أنها كانت تتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي تشرف على مخيم الروج وتساعدهم في تطبيق القانون، كما أكد أن المرأة العائدة لن تشكل أي تهديد على سلامة وأمن بلادها، قائلا: "يمكنني طمأنة الكنديين أن هذا الفرد لا يشكل تهديدًا. أنا واثق من ذلك بنسبة 100 في المائة".
ليفانت- الحرّة
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!