الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • رأفت الزاقوت: لا أزال أتعلم وبشغف متأجج منبعه أني ناجي وعلى الناجي أن يروي الحكاية

رأفت الزاقوت: لا أزال أتعلم وبشغف متأجج منبعه أني ناجي وعلى الناجي أن يروي الحكاية
-الأربعاء-هذا-ما-قاله-رأفت-الزاقوت-مخرج-مسرحية-يا-كبير-1-e1545164352524

هنادي زحلوط – ليفانت


بعد الضجة والنقاش اللذين أثارهما عرضه المسرحي "يا كبير" حاملاً قضية المعتقلين وداعياً لنقاش جدي حول الصدوع العائلية والاجتماعية التي خلفتها السنوات التسع من زمن الثورة السورية وارتداداتها، كان لنا هذا اللقاء مع الممثل والمخرج السوري رأفت الزاقوت, الذي يحضّر حالياً لأعمال جديدة.




الزاقوت مخرج سوري درس في معهد أورنينا في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وقام بإخراج خمسة اعمال في المسرح, وشارك في ثمانية اعمال ممثلاً، وشارك تلفزيونياً بستة أعمال هي "سيرة الحب" لعمار رضوان وتأليف يزن أتاسي، و «سقف العالم» من إخراج نجدت أنزور وتأليف حسن م يوسف، و «زمن الخوف» من إخراج إيناس حقي تأليف خالد خليفة، ‏و «البيت العربي» من إخراج سلاف حجازي وهو عمل للأطفال، و «‏مواسم الخطر» من إنتاج مديرية الإنتاج في التلفزيون وإخراج أسامة شقير ومن تأليف فتح الله عمر، و مسلسل «لورنس العرب".




في المسرح اشتغل مسرحية "يا كبير" ٢٠١٧، والتي عرضت لأول مرة في مسرح أن دير الرور /مولهايم/ وعلى مسرح مدينة كارلسوره، برلين، وتونس، وأخرج أيضاً مسرحية "حبك نار" بنسختين عربية وألمانية, عرضت في عدة مدن أوروبية.




أخرج قصة "حديقة الحيوان" في دار الاوبرا دمشق," الجمعية الأدبية" والتي عرضت في سورية ولبنان ٢٠١٠ , و"مسرحية نشاز" ٢٠٠٦, و"غيرة الباربوييه"٢٠١٠, والعديد من المسرحيات الأخرى.

كما أخرج فيلم "هوم" الذي حاز على عدة جواز وعرض في العديد من المهرجانات, ودرّس في المعهد العالي للفنون المسرحية والعديد من المعاهد الخاصة.




عن الخبرات التي قدمها له المعهد العالي للفنون المسرحية يقول رأفت الزاقوت:

"الدراسة خطوة مهمة جداً وتفتح أبواباً كثيرة للفنان، في الحقيقة تعلّمت من المعهد العالي آلية التفكير وآلية البحث في الدور المسرحي والشخصية المسرحية، بالإضافة إلى الكثير من العلوم الأخرى التي تتداخل مع فن التمثيل، المعهد بالنسبة إلي نقطة تغيير في حياتي، وأنا مدين له بالكثير ولكثير من الأساتذة هناك".




وحول مشاركته التلفزيونية بين التاريخي والمعاصر، إن كان هنالك من فرق في أداء الممثل بينهما يشرح الزاقوت:

"في الحقيقة ليس لدي تجربة كبيرة في التلفزيون الذي لم أستسغ كثيراً العمل فيه، لأسباب عديدة ولكن على حد تجربتي القصيرة في التلفزيون، لا يوجد هناك فرق كبير جداً بآلية العمل والبحث في الشخصية بين التاريخي والمعاصر، على الأقل بالنسبة لي، في النهاية آلية البحث وبناء الشخصية واحدة، وهذا يختلف كثيراً في المسرح والسينما".




حول البداية الجديدة في المنفى وظروف هذه البداية الجديدة يخبرنا:

"دائما ما تكون البدايات صعبة، كما تعلمين بعد ثماني سنوات مضت، كان على الكثير من السوريين أن يبدؤوا من جديد ولأكثر من مرة، وأنا لا أختلف عن الكثير منهم, فكان لي محاولة في بيروت ٢٠١٢ ومن ثم في برلين ٢٠١٥، يمكن أن أقول أن هاتين التجربتين كانتا من أهم التجارب التي خضتها في الفترة الماضية بشكل كبير، وخاصة أنهما جاءتا بعد تجربة ثورة مغيّرة بكل المقاييس وحرب مدمّرة على التوازي".


وعن تساؤلنا لماذا أثارت مسرحية "يا كبير" جدلاً واسعاً في العالم العربي ولم تثر هذا الجدل عندما عرضت في ألمانيا، شرح لنا رافت الزاقوت:

"في الحقيقة مسرحية "يا كبير" أثارت جدلاً في العالم العربي وفي ألمانيا أيضاً، ولكن طبيعة الجدل حولها اختلف بين العالم العربي وألمانيا، ففي العالم العربي اعتبرت المسرحية خارجة عن الأخلاق العامة، مسيئة وصادمة أو لنقل لاأخلاقية، ولكن لنكن منصفين ظهرت أصوات مهمة في العالم العربي ناقشت المسرحية بشكل مهم جداً، أما في ألمانيا فكان النقاش أكثر هدوءً ولكن لم يكن أقل سخونة على الإطلاق، فقد حظيت المسرحية بنقاش كبير هناك.




في ألمانيا كانت النقاشات تدور حول دور الأسرة والمجتمع الأبوي البطرياركي في التأثير على المجتمع، كان هناك الكثير من الأسئلة والمقارنات بين "يا كبير" كعمل سوري اليوم وألمانيا الشرقية مثلاً كفترة عاشها الألمان تحت حكم مستبد، وكما تعلمين في ألمانيا مثلاً هناك نقاش كبير عن أفراد العائلة الذين تعاونوا في زمن معين مع الاستبداد، إن كان في ألمانيا الشرقية أو في الفترة النازية، فلاتزال الكثير من العائلات تعاني من تورط بعض أفرادها من الأجيال الأكبر سناً بالعمل لصالح أنظمة فاشية أو مستبدة في التاريخ الألماني المليء بالمآسي".




وعما إذا كان هنالك اختلاف في الذائقة بين المتلقي السوري والغربي أجاب:

"التلقي حالة فردية جداً، وبهذا المعنى يختلف التلقي بين شخص وآخر كفرد بغض النظر عن الجنسية أو بلد الانتماء، المسرح هو حالة نقاش وخبرة مكثفة يتشاركها الفرد مع الخشبة".




وعما قدمه له المنفى, وما أخذه من رأفت الزاقوت:

"لأكون صريحاً، المنفى هو محك قاسي وغير ودود، من جهة. أما من جهة أخرى وأنا أتكلم عن برلين خصوصاً المدينة التي أعيش فيها اليوم، أعطاني هذا المنفى الكثير من الحرية والانفتاح على تجارب متنوعة خاصة واستثنائية ماكنت لأختبرها أبداً لولا وجودي هنا. ماذا أخذ؟ من المبكر الحديث عن هذا الموضوع لأني لا أزال في فترة الاختبار. في العموم الحياة لا تأخذ بل تعطي دائماً إلى اللحظة التي نرفض فيها التعلم والاكتشاف وهنا نستطيع أن نتكلم عن الأخذ، إلى هذه اللحظة لا أزال أتعلم وبشغف متأجج منبعه أني ناجي وعلى الناجي أن يروي الحكاية، إن كان لديه الأدوات والظروف، وأنا أسعى إلى تحسين الأدوات دائماً وأتمنى أن تتاح لي الظروف للكلام".




وعن أعماله القادمة ومشاريعه التي يستأنفها بعد فترة توقف، حدثنا الزاقوت:

"نعم كانت الفترة الماضية متعبة لي بسبب العديد من الظروف الشخصية والعامة، التي أدت الى توقفي لفترة عن العمل، أنا اليوم أقوم بالتحضير لعمل مسرحي لصالح مسرح كريفيلد الوطني عن نص الكاتب التشيلي أرييل دورفمن " الموت والعذراء" حيث ستبدأ البروفات في ٨ اكتوبر الشهر القادم. كما أن هناك التحضير لعمل آخر سيبدأ اعتباراً من ٢٠٢٠ تحت عنوان الدهليز بالتعاون مع مسرح الفوكس بونا في برلين".

منتظرين هذه الأعمال، أنهينا حوارنا متمنين للناجي رأفت الزاقوت إكمال الحكاية.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!