الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
رداً على آكار... نحن لكم بالمرسّادي
فاضل محمد

تداولت وسائل إعلام محلية وإقليمية خبر نية دمشق بدفع تعزيزات عسكرية نحو مناطق تل رفعت ومنبج وكوباني؛ لتأمين العدوان التركي الغاشم على التراب السوري؛ وتسليمه للجانب التركي التزاماً بالاتفاقات السرية بين الدولتين نزولاً عند رغبة الراعيين الآدميين، روسيا وأمريكا، وإبداء لحسن النية والجوار.

وصرح الناطق العسكري خ.ع أن هذه الخطوة تأتي التزاماً من القيادة بتسهيل كل الإجراءات الرامية لنسف تجربة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ووهن عزيمة قوات سوريا الديمقراطية "الانفصالية"، التي باتت جهودها في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتصريحاتها بالدفاع عن الحدود الشمالية السورية، إثر إطلاق الأشقاء الأتراك النداء بضم مناطق أخرى إلى الأراضي التركية أسوة بلواء إسكندرون وإدلب وعفرين وإعزاز والباب وجرابلس وكري سبي/ تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين، تعكر صفو التفاهم الاستراتيجي على مدار عقود بين البلدين احتكاماً للمقولة الشعبية المأثورة التي غناها المطرب راغب حلاني أيضاً "لا تلعب بالنار بتحرق صابيعك.. واللي بيشتريك بيرجع ببيعك".

وكشف خ.ع عن رسائل عتاب من الجانب التركي مضمونها "أن الأتراك كما هم ملتزمون بكبح جماح الثوار السوريين ومنعهم من شن معارك من شأنها أن تصل إلى أسوار دمشق في غضون ستين سنة؛ لما يرافقها من كونات وخناقات جانبية تصل إلى استخدام مضادات الطيران فيما بينهم بسبب الخلاف إما على عنزة أو جاجة بيّاضة"، مشدداً على ضرورة التزام الجانب السوري أيضاً بكل ما من شأنه ضمان الأمن القومي للأشقاء الأتراك، خاصة بعد مساهمتهم الفعالة في إنجاح صفقات تبادل الأراضي والسكان وتسيير الباصات الخضر بتنسيق عال ومتزامن مع الأحداث، وبالتحديد صفقة عفرين - الغوطة عام ألفين وثمانية عشر.

وأوضح الناطق العسكري أن سبب تأخير تسيير أرتال التعزيزات هو تزامن العملية العدوانية مع عطلة العيد، مضيفاً "كما تعلمون فإن فترة عطلة العيد تعتبر فترة موسم للضباط من خلال تفييش العناصر ومنحهم إجازات ساعية ويومية وأسبوعية وشهرية وحتى سنوية، بحسب القدرة المالية للعسكري"، مشيراً إلى صعوبات في تنقل الأرتال لوجود أعطال في أغلب عربات ناقلات الجنود كـ"غاز 66" المنسقة منذ سنوات، ناهيك عن عدم توفر المازوت وبيع المخصصات للمدنيين بأسعار منافسة للسوق السوداء.

وينوّه مراقبون وطنيون أن القيادة السياسية والعسكرية ترى في "العملية العسكرية للأشقاء الأتراك فرصة ذهبية للإعلام السوري الخمول، كي تبث القنوات والإذاعات الأغاني الوطنية لرفع معنويات الشعب "الملتعن فطاسو" بأزمات الخبز والمازوت والغاز؛ لتلي تلك الأغاني فور انتهائها إعلان (بادر بالانتساب إلى القوات المسلحة فالوطن يناديكم يناشدكم يناجيكم يشد على أياديكم ويبوس الأرض تحت نعالكم)"، طبعاً يجب استحضار الصوت الأجش وأنت تقرأ هذا السطر.

ويردف المراقبون "أنها فرصة لتوجيه الاتهامات وتبرئة الذمة بتحميل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية مسؤولية العدوان، لعدم خضوعها لشروط دمشق بتسليم الجمل بما حمل، وهي فرصة للمحللين السياسيين ليمارسوا العلاك بعد تذمرهم من غياب الأحداث المفصلية في الساحة -حتى ولو خسرنا أراض جديدة من ترابنا السوري العزيز، المهم على المحللين أن يعلكوا بشيء جديد- هذا عدا عن أن بطولات الجيش المغوار الذي لن يصل إلى أرضي المعركة، ستساهم بزيادة درس إضافي في مواد القومية والتاريخ والجغرافيا".

 

ليفانت - فاضل محمد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!