سلمان رشدي إلى تحسّن والمعتدي يقول إنه غير مذنب

دافع هادي مطر المعتدي على سلمان رشدي في حدث أدبي بأنه غير مذنب بمحاولة القتل يوم السبت، بينما بدا أن المؤلف المصاب بجروح خطرة تظهر عليه علامات التحسن في المستشفى.

قُدّم هادي مطر، 24 عاما، إلى محكمة في ولاية نيويورك، إذ أوضح ممثلو الادعاء كيف طعن رشدي ما يقرب من 10 مرات فيما وصفوه بأنه اعتداء مخطط له مع سبق الإصرار.

بعد الهجوم الذي وقع على المسرح يوم الجمعة، نُقل رشدي بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية طارئة.

وقال وكيل أعماله، أندرو ويلي، إن الكاتب كان على جهاز التنفس الصناعي ويواجه خطر فقدان إحدى عينيه، لكن في تحديث يوم السبت قال لصحيفة نيويورك تايمز إن رشدي بدأ في الحديث مرة أخرى، مما يشير إلى أن حالته قد تحسنت.

عاش رشدي مؤلف "الآيات الشيطانية" و"أطفال منتصف الليل" مختبئاً لسنوات بعد أن أمر الزعيم الأعلى الأول لإيران آية الله روح الله الخميني بقتله.

وبينما أثار هجوم يوم الجمعة غضباً دوليا، فقد قوبل أيضاً بإشادة المتشددين الإسلاميين في إيران وباكستان. ووصف الرئيس جو بايدن يوم السبت الهجوم بأنه "شرس" وصلى من أجل تعافي رشدي.

وقال بايدن في بيان: "سلمان رشدي - بنظرته الثاقبة للإنسانية، بإحساسه الذي لا مثيل له للقصة، ورفضه للترهيب أو إسكاته - يمثل المثل العالمية الأساسية. الحقيقة. الشجاعة. المرونة".

واحتجز مطر دون كفالة ووجهت له تهمة الشروع في القتل والاعتداء بسلاح من الدرجة الثانية. كان الروائي البالغ من العمر 75 عاماً يعيش تحت حكم الإعدام الفعلي منذ عام 1989 عندما أصدر المرشد الأعلى الإيراني آنذاك الخميني فتوى يأمر المسلمين بقتل الكاتب.

وجاءت الفتوى في أعقاب نشر رواية "آيات شيطانية" التي أثارت غضب بعض المسلمين الذين قالوا إنها تجديف لتصويرها الإسلام والنبي محمد.

في مقابلة أجرتها معه مجلة "ستيرن" الألمانية مؤخرا، تحدث رشدي عن كيف أن حياته "تعود إلى طبيعتها" بعد سنوات عدّة من العيش مع التهديدات بالقتل.

وقال لمراسل شتيرن في نيويورك: "مهما كان الأمر، ثماني أو تسع سنوات، كان الأمر خطرا للغاية". "ولكن منذ أن كنت أعيش في أمريكا، منذ عام 2000 لم تكن هناك مشكلة في كل ذلك الوقت."

صورة توضيحية. هادي مطر المعتدي بالطعن على الروائي سلمان رشدي

انتقل رشدي إلى نيويورك في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأصبح مواطناً أمريكياً في عام 2016. وعلى الرغم من التهديد المستمر لحياته فقد تمت رؤيته بشكل متزايد في الأماكن العامة - غالباً دون أمن ملحوظ.

لم تكن الإجراءات الأمنية مشددة بشكل خاص في حدث يوم الجمعة في مؤسسة Chautauqua، التي تستضيف برامج الفنون في مجتمع هادئ على ضفاف البحيرة بالقرب من بوفالو.

وقال شهود إن رشدي كان جالساً على خشبة المسرح ويستعد للتحدث عندما خرج مطر من بين الجمهور وتمكن من طعنه قبل أن يصارعه الموظفون وغيرهم من المتفرجين.

يبدو أن عائلة مطر تنحدر من قرية يارون في جنوب لبنان، بالرغْم من أنه ولد في الولايات المتحدة، حَسَبَ مسؤول لبناني. قيل لمراسل لوكالة فرانس برس زار القرية يوم السبت إن والدي مطر مطلقان وأن والده - راع - لا يزال يعيش هناك.

وقال رئيس البلدية المحلية علي قاسم طحفة لوكالة فرانس برس أن مطر "ولد ونشأ في الولايات المتحدة".

"الآيات الشيطانية" ومؤلفها ما يزالان ممنوعان في إيران. ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس يوم السبت، لم يجرؤ أحد في سوق الكتب الرئيسي في طهران على إدانة حادث الطعن علانية.

قال مهراب بيغديلي ، رجل في الخمسينيات من عمره يدرس ليصبح رجل دين مسلم: "كنت سعيدًا جدًا لسماع الأخبار". كانت الرسالة متشابهة في وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة، حيث قالت صحيفة مملوكة للدولة إن "رقبة الشيطان" مقطوعة "بموسى الحلاقة".

وفي باكستان، قال متحدث باسم حزب "تحريك لبيك باكستان" ، وهو حزب نظم احتجاجات عنيفة، إن رشدي "يستحق القتل".

ليفانت نيوز _ أ ف ب