الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
سياسات أوباما الرّخوة ودورها في تعويم الأسد
الأسد

يعتبر خبراء وسياسيون إن نظام الأسد، الذي تنبأ كثيرون بأنه سيسقط تحت ضغط الشارع بعد أسابيع من بدء الثورة الشعبية ضده، استفاد من تقاطع عوامل داخلية أبرزها تحكّمه بالقوات الأمنية والعسكرية، وخارجية على رأسها تلكؤ الغرب في استخدام القوة ضدّه، مقابل دعم عسكري حاسم من إيران ثم روسيا، ليبقى.


فمع انطلاق الاحتجاجات السلمية في منتصف مارس 2011، اختار الأسد قمع المدنيين بالقوة. وسرعان ما تحوّلت الاحتجاجات السلمية نزاعاً مدمراً فاقمه تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية، وتدخّل أطراف خارجية عدّة ساهمت في تعقيد المشهد. وصنّف الأسد كل من حمل السلاح ضدّه بـ”الإرهابي”.


 


ونقلت وكالة فرانس برس عن الباحث في معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي “توما بييريه” قوله أنّه يمكن اختصار العوامل الداخلية التي ساهمت في بقاء الأسد في السلطة بعنوان واحد: “استمرار ولاء قيادة الجيش التي تعززت خلال عقود بأقارب الأسد وأتباعه”، وشكّل هؤلاء “على الأرجح أكثر من ثمانين في المئة من الضباط في العام 2011 وشغلوا كل منصب مؤثر عملياً” داخل الجيش.


 


 


أدّت عسكرة النزاع، إلى تعدّد الفصائل المقاتلة التي كانت تتلقى دعماً من جهات ودول مختلفة لها أجندات خاصة. ومع ظهور تنظيم “داعش” وتحكمه بمساحات واسعة من البلاد، تبدّد مطلب الحرية والديموقراطية وراء الرعب. وبشكل غير مباشر، ساعد الأسد على تقديم نفسه بأنّه يخوض حرباً ضد “الإرهاب”.


لاحقاً، تأكّد الأسد من أن الطائرات الأميركية لن تحلّق في سماء دمشق بعد تراجع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن شنّ ضربات عقابية إثر مقتل نحو 1400 شخص قرب دمشق صيف 2013، جراء هجوم بغاز السارين، وانتهى الأمر باتفاق أميركي روسي على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.


وبحسب بييريه فإن أوباما “انتخب على أساس وعد بالانسحاب من العراق، ولذلك تردّدت إدارته في العودة إلى الشرق الأوسط” من بوابة سوريا.


ويتابع: “حدّدت مصالحها في المنطقة على نطاق ضيق وبطريقة انعزالية، أي مكافحة الإرهاب، ومن هنا تدخلها ضد تنظيم داعش وأسلحة الدمار الشامل”.


كما نقل موقع الحرّة عن فرانس برس تصريحاً، حصلته عليه من أحد مصادرها، جاء فيه: “هذه المعادلة المستحيلة ستبقينا لسنوات طويلة في مرحلة اللا خيار، واللا حل واللا استقرار.. مع استمرار الاستنزاف البطيء الذي يدفع ثمنه الشعب السوري” وحده، وذلك بسبب الحاجة الماسة الى أموال ودعم دولي لإعادة الإعمار وحل مشكلة اللاجئين.


 


جدير بالذكر أنّ بنية النظام السوري لم تفرز شخصيات قيادية يمكنها أن تلعب دوراً بارزاً في مواجهته، لا بل “قطعت الطريق على أي شخصية حاولت أن تبني حيّزاً لها” في مستقبل البلاد.


ليفانت- الحرّة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!