-
شادي خالدي: نفتقر لشركات إنتاج بالوسط الفني الكوردي
• الغربة سلبت مني الكثير من العطاءات والإنتاجات الفنية التي كان من المفترض أن تُنتج بين المدّة والأخرى
• من الصعب أن يستطيع الفنان إرضاء جميع الأذواق، فهناك من تستطيع إرضاءه بالصوت ولكن لا يمكنك أن ترضيه بالأداء والعكس
• يحتاج الفنان إلى شركة أو جهة تدعمه وتدعم أغانيه بالتسويق والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر عدد من المستمعين والمتابعين
• أتمنى من جميع وسائل الإعلام الموجودة في شمال شرق سوريا، دعم جميع المواهب والفنانين وتسليط الضوء عليهم ليستطيعوا إنجاز أعمال ونشرها من خلالهم ليصل الفن الكوردي وتراثنا الجميل إلى باقي الشعوب.
الفنان الكوردي شادي خالدي أحب موهبة الفن والغناء مُنذ صغره، ورويداً رويداً عمل على تطوير موهبته بمشاركته مع بعض الفرق الفنية والعزف على الآلات الموسيقية، وواصل مسيرته الفنية بشكلٍ مهني. التحق للدراسة في المعهد الموسيقي بحلب، ومن أهم اهتماماته الأغاني الفلكلورية الكوردية، ومُذاك الوقت حتى الآن يعمل على إحياء الفلكلور الكوردي الغني والجميل بألحانه وكلمات.
التقت صحيفة ليفانت نيوز من خلال شبكة التواصل الاجتماعي مع الفنان شادي خالدي ليفيض في موهبته الفنية.
نص الحوار كاملاً :
*بداية لو تحدّثنا باختصار عن بدايات دخولك إلى عالم الفن؟
كانت البدايات الفنية في مدينتي الجميلة عامودا، منبع الفن والثقافة، وبمرحلة مبكرة، حيث كان عمري (6) سنوات تقريباً بمشاركتي في إحياء الحفلات المدرسية التي كانت تقام في المدينة، وعلى المسارح العامة، وكان لدي آلة الطمبور والأورغ، وتعلمت العزف من صغري كهاوٍ أو مثلما يقال سماعي وبدون دورات تعليمية أو أساتذة. وكنت أشارك أيضاً في مجالس فنية خاصة مع الكثير من أساتذة الموسيقى والمشجعين والمحبين للفن، وكان للأجواء الدينية تأثير كبير على مسيرتي الفنية، حيث كنت أتقن تجويد القرآن والقصائد الدينية، والآذان في المساجد أيضاً، وكنت أشارك مع فرق دينية في إحياء الموالد والحفلات الدينية، وكنت أتقن الضرب على الدف، حيث أصبح لدي خبرة في المقامات الموسيقية والإيقاعية أيضاً.
تطورت موهبتي أكثر عندما بدأت بالغناء في حفلات خاصةً في المدينة والغناء في الكثير من الأعراس ومناسبات الأقارب والأصدقاء، حيث لقيت تشجيعاً من الكثير بأن أطور موهبتي، فعلًا وبعد أن انتقلت إلى مدينة القامشلي في عام 2000 مع العائلة، وسكنت هناك، وفي مرحلة الدراسة الثانوية، تابعت موهبتي وطورتها أكثر بدراستي في المعاهد الموسيقية الخاصة، حيث تعلمت العزف على آلة العود، إضافةً إلى العزف على معظم الآلات الموسيقية والإيقاعية.
درست بعدها في معهد خاص للموسيقى والمقامات والقدود الحلبية في مدينة حلب، واستفدت كثيراً بصقل موهبتي والحرفية في تعلم النوتة والمقامات الموسيقية، حيث كانت اهتماماتي بالأغاني الفلكلورية الكوردية، وعملت حينها وما زالت على إحياء الفلكلور الكوردي الغني والجميل بألحانه وكلماته، كما شاركت في الكثير من الحفلات والمناسبات في أغلب مدن شمال شرق سوريا.
كانت لدي مشاركات في أغانٍ جماعية، وأهم مشاركة لي كانت مع فِرْقَة اتحاد فناني عفرين وإدارة تيريجين عفرين، حيث تم اختياري من بين فناني شمال شرق سوريا من قبل الإدارة بمشاركتي بعمل جماعي وأغنية تيريجين عفرين شمال شرق سوريا، حيث كان لي شرف المشاركة والغناء على حريق سينما عامودا، وتم تكريمي من إدارة الفنانين الكورد في عفرين، وكان لي مشاركات في الكثير من الحفلات المهمة في كوردستان باشور في هولير ودهوك وبعض المشاركات في حفلات في كوردستان باكور، ومن مشاركاتي المهمة أيضاً في المهرجان الكبير لاستقلال كوردستان في مدينة كولن الألمانية، وتم تكريمي من إدارة المهرجان، كما شاركت في المهرجان الكبير في النمسا بالعاصمة فيينا، والحفل الفني الكبير في مدينة هيرنة الألمانية.
*للفن عموماً والغناء خصوصاً سحره الجذاب.. ما الذي شدّك إلى هذا العالم؟ وكيف وجدته؟
نعم للفن عمومًا والغناء خصوصاً سحر جذاب، وخاصةً إذا كان نابع من المشاعر والأحاسيس الصادقة، الذي شدني إلى هذا العالم موهبتي التي أعطاني إياها الله منذ صغري ومنحني نعمة الصوت الذي عن طريقه استطعت أن أوصل كلّما بداخلي من صدق المشاعر والأحاسيس ممزوجة بالألحان إلى عامة الناس.
*مسيرة الفن كثيراً ما تكون محفوفة بالمعارضين والمشجعين، ماذا تحدّثنا عن هذا الجانب؟
من الطبيعي أن كلّما يقدمه الفنان إن كان غناء أو عزفاً أو لحناً أو شعراً لا ينال إعجاب عامة الناس، فمن الصعب أن يستطيع الفنان إرضاء جميع الأذواق، فهناك من تستطيع إرضاءه بالصوت ولكن لا تستطيع أن ترضيه بالأداء، والعكس، هناك الكثير مما يتأثرون بإحساس المغني ولا يعجبهم أداءه والعكس.
*طريق الفن محفوف بالمصاعب التي قد تحدّ من عطاء أي فنان، وتنال من عزيمته، ما الصعوبات التي وقفت في طريق الفنان شادي الخالدي؟ وهل تجاوزها وكيف؟
نعم طريق الفن عمومًا محفوف بالمصاعب وهناك الكثير من العوائق والمطبات من الصعب اجتيازها، من هذه العوائق والمصاعب هو افتقارنا وعدم وجود شركات إنتاج فنية كوردية في شمال شرق سوريا تنتج للفنانين الكورد أغانٍ وأعمال وفيديو كليبات ومساعدتهم على ترويج وتسويق الأغاني، فمن المعروف في وقتنا الحالي أننا نعيش في زمن أو عصر الإنترنيت والسوشل ميديا ويحتاج الفنان إلى شركة أو جهة تدعمه وتدعم أغانيه بالتسويق والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر عدد من المستمعين والمتابعين، ولهذا الأمر أثر على ترويج أعمالي بشكلٍ كبير وواسع عبر مواقع السوشل ميديا، وهناك صعاب أدّت إلى توقفي عن إنتاج أغانٍ وأعمال وفيديو كليبات بفترة زمنية قصيرة بين العمل والآخر، ولكن مع هذا الأمر لم تنل من عزيمتي وإصراري على إنتاج أعمالي وأحاول تجاوزها قدر الإمكان بالاعتماد على الذات لإنتاج أعمالي الفنية.
*يُقال أنّ شمال شرق سوريا تشهد ثورة فنية ثقافية في العقد الأخير، كيف ترون ذلك؟
شمال شرق سوريا ومُنذ مئات السنين شهدت ثورات فنية وثقافية وخرّجت كبار الفنانين والمثقفين والشعراء الكورد، ولكن للأسف ولأسباب كثيرة يطول ذكرها هنا فقط، أذكر سبباً من هذه الأسباب، عدم وجود الدعم الكافي والمؤسسات والشركات المنتجة لتلك الأعمال وعدم الاهتمام بالفن والفلكلور الكوردي وإيصاله لباقي الشعوب.
نعم نلاحظ في العقد الأخير ظهور مواهب جديدة جميلة جداً وذات إمكانات قوية جداً وقديمة أيضاً كانت مهملة ومنسية يتم إظهارها لعامة الناس وباقي الشعوب، وذلك بفضل تطور المؤسسات الإعلامية في شمال شرق سوريا ووجود العديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، مثل الإذاعات التي تبث لجميع أنحاء العالم تقريباً عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلالها يستطيع الفنان أو المغني إيصال موهبته وثقافته وتراثه إلى عامة الناس وباقي الشعوب، أتمنى من جميع وسائل الإعلام الموجودة في شمال شرق سوريا دعم جميع المواهب والفنانين وتسليط الضوء عليهم ليستطيعوا إنجاز أعمال ونشرها من خلالهم ليصل الفن الكوردي وتراثنا الجميل إلى باقي الشعوب.
*الخصوصية في الحضور الفني، كأداء وإمكانات صوت، ما مدى تأثيرها على شعبية وانتشار الفن؟
بالطبع لكل فنان ومغنٍ شخصيته وحضوره يستطيع من خلالها أن يؤثر على المستمع أو المتفرج بطريقة إيجابية أو سلبية، فكلما التزم الفنان بقواعد يستند إليها، مثل الأخلاق والتواضع وخدمة فنه بكل صدق وإخلاص، كلما ازداد تأثيره على الناس بنشر فنه وتراثه وثقافته بصورة جميلة ولائقة وحضارية وراقية، وعندما يكون الفنان صادقاً بمشاعره وأحاسيسه وصادقاً بعمله يستطيع من خلال إحساسه الصادق أن يدخل قلوب الكثيرين، ومن وجهة نظري كلّما ينبع من القلب والأحاسيس العالية والصادقة يدخل في قلب المستمع والمشاهد أو المتلقي ويحرك مشاعره بصدق وبدون استئذان.
*الغربة ملهمة وبيت وجع الكثيرين، كيف تجلّت في فنك وعطائك؟
نعم، كما يقال الغربة صعبة وعيشتها مرّة، بالتأكيد كل مغترب عن وطنه وبلده وشعبه وأهله يجد صعوبة في العيش برفاهية كاملة وفي أي مجال كان، وأي عمل هناك صعوبات كثيرة وحواجز يصعب من خلالها الوصول إلى هدف معين، وخاصةً في المجال الفني، فكما هو معروف أن للفنان أجواء وظروفاً وطقوساً معينة قد يحتاج لها في الكثير من الأحيان لإنجاز أعماله وقد لا تتوفر هذه الأجواء والظروف دائماً للفنان المغترب لعدة أسباب، وأهمها الأسباب النفسية التي قد تؤثر على نفسية ومزاجية وذوق وحسّ الفنان في إنجاز أي عمل.
وأما الغربة فقد سلبت مني الكثير من العطاءات والإنتاجات الفنية التي كان من المفترض أن تُنتج بين المدّة والأخرى ولأسباب كثيرة، ولكن مع كل الظروف الصعبة ثقتي بنفسي وعزيمتي وإصراري على الإنتاج الدائم والتواصل المستمر في إنتاج الأغاني وتطوير التراث والفلكلور الكوردي لن ولم تتراجع ولن تُنقص من فني وعطائي.
*هل استطاع الخالدي تعريف العالم على التراث والفن الكوردي من خلال صوته وعزفه المنفرد؟
أتمنى أن أكون قد استطعت تعريف العالم، بصوتي وغنائي وألحاني وعزفي، وخاصةً الشعوب الأوروبية، على تراثي وفني وفلكلوري الكوردي الجميل الغني بألحانه وكلماته، عن طريق مشاركتي في الكثير من المهرجانات الدولية والحفلات الكبيرة في دول أوروبية عدّة، ومنها ألمانيا وهولندا والنمسا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا، التي لاقت إعجاباً كبيراً من لجان وإدارات المهرجانات والجماهير الأوروبية، ومن جميع الجنسيات المختلفة والمستمعين.
*حبذا لو تحدّثنا عن أسلوب وطريقة أداء غناء شادي الخالدي؟
بالنسبة لطريقتي في الغناء وأسلوبي وأدائي، مُنذ صغري أعتمد على إحساسي في الغناء والأداء حتى العزف، فكما ذكرت سابقاً كلّما ينبع من القلب والأحاسيس الصادقة يصل بصدق إلى آذان المستمع ويدخل قلبه وبدون استئذان، أبتعد عن التقليد والاصطناع بالفن والغناء وأدائي وأنا ضد التقليد وبشدة، فمن وجهة نظري يجب أن يكون للفنان أو المغني شخصيته الخاصةً به ولونه وأسلوبه وأداءه الخاص به، وهنا تكمن قوة الفنان، وهذا ما يميز الفنان عن الآخر.
*كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحديث
أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع، وأن أقدّم كلّما لدي من عطاء وإنتاج بصدق، وأن أخدم فني وتراثي وثقافتي وفلكلوري الكوردي الجميل والغني، وأن أستطيع إيصاله لأكبر عدد من العالم والشعوب الأخرى. جزيل الشكر لصحيفتكم من الإداريين والإعلاميين والعاملين على جهودكم المبذولة وتسليط الضوء على الفنانين الكورد في شمال شرق سوريا، مع محبتي وتقديري لكم جميعاً.
ليفانت/ مكتب القامشلي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!