الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • شاهد يروي لليفانت انتهاكات الجندرمة التركية على الحدود السورية

شاهد يروي لليفانت انتهاكات الجندرمة التركية على الحدود السورية
شاهد يروي لليفانت انتهاكات الجندرمة التركية على الحدود السورية

إعداد وتحرير: معن المعرّي


 



قضى خلال الأيام القليلة الماضية عدد من السوريين على الحدود السورية التركية أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية, وأن غالبية هؤلاء اضطروا أن يسلكوا الطرق غير الشرعية وكان للنساء والأطفال النصيب الأكبر من المعاناة.



اختار البعض الهجرة باتجاه تركيا للاستقرار هناك وإيجاد عمل يؤمن لهم الحياة الكريمة ومنهم من اتخذ منها محطة أولى لينطلق إلى أوروبا، لم يعد خافياً على أحد صعوبة العيش في سوريا كثيرون أجبرتهم الظروف على التفكير بترك الوطن مع أن ذلك لم يكن في بالهم أبداً.


الشاب عبد السلام السيد مواليد 2001 من قرية الفان الشمالي بريف حماة الشرقي قرر الذهاب إلى تركيا عبر طرق غير شرعية (التهريب) من أجل العمل بعد معاناة مريرة في العيش في محافظة إدلب إلا أن الجندرما التركية كانت له بالمرصاد قرب الجدار الحدودي بحسب شقيقه أبو فواز.


وقال أبو فواز لموقع ليفانت نيوز : بأن حرس الحدود التركي قاموا بإعتقال شقيقه الشاب منذ خمسة أيام في المنطقة المتاخمة لبلدة عزمارين الحدودية بريف ادلب الشمالي الغربي وقام عناصر حرس الحدود بضربه وتعذيبه برفقة شاب ثاني من ريف إدلب حيث أستمرت هذه الإنتهاكات لمدة يومين بحق أشخاص هاربين من الموت.


ويضيف أبو فواز لقد قام حرس الحدود التركي برمي الشابان في نهر العاصي رغم توسل الشابان لهم والقول لهم بأنهم لا يعرفون السباحة وبعد رميهم في نهر العاصي قاموا بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر إلا أن الاقدار والحظ كانت في صالح الشاب الثاني الذي تمسك بجذع شجرة على طرف النهر أما عبد السلام فمصيره مجهول حتى اللحظة.

الشاب الثاني الذي كان برفقة عبد السلام أستطاع الخروج من النهر والمشي على الأقدام ليلاً والوصول إلى بلدة عزمارين وأخبر ذووي عبد السلام بما حدث حيث قاموا بإخبار فرق الدفاع المدني من أجل البحث عن عبد السلام في مياه النهر إلا أن حرس الحدود التركي بادر بإطلاق النار على كل من يقترب من النهر .


أحد أقرباء الشاب عبد السلام والذي يقيم في مدينة سرمدا توجه صباح اليوم الأثنين إلى إحدى مواقع الجيش التركي بريف إدلب وطلب التحدث إليهم عن الحادثة من أجل الإتصال بالمخافر الحدودية للسماح لهم بالبحث عن الشاب المفقود في النهر إلا أن محاولته باءت بالفشل بسبب رفض الجنود الأتراك السماح له بالدخول للموقع ومقابلة الضابط المسؤول عن الموقع.



ولا تزال عائلة الشاب عبد السلام حتى إعداد التقرير تنتظر من يساعدها بالبحث عن أبنهز المفقود منذ خمسة أيام.

إن فرض تركيا إجراءات صعبة بحق السوريين من طلب للفيزا وإيقاف لم الشمل والسماح بدخول المعابر البرية للحالات المرضية الحرجة فقط هو ما دفع الناس للتوجه إلى الطرق غير الشرعية (التهريب) الدخول النظامي يحتاج إلى واسطة ودفع مبالغ مالية كبيرة تصل أحياناً إلى أكثر من 3000 دولار للشخص الواحد.


ومع إشتداد القصف من قبل قوات الأسد وحليفيها الروسي والإيراني على مناطق سيطرة المعارضة وإستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ومن بينها البراميل المتفجرة توجه الآلاف هرباً من الموت إلى الحدود السورية التركية وراجت مهنة التهريب وأصبحت تدر على أصحابها آلاف الدولارات كل يوم يحاول كل يوم المئات من السوريين دخول الأراضي التركية بطرق غير شرعية عبر التهريب فارين من جحيم الموت ويضطر السوريون للجوء إلى عصابات المهربين التي تنشط على طول الشريط الحدودي.


وكشف مصدر خاص لموقع ليفانت نيوز أن هيئة تحرير الشام أنشأت مراكزاً تابعة لها في المناطق الحدودية مع تركيا في مدن حارم وسلقين وجسر الشغور وبلدات خربة الجوز وعزمارين وغيرها بريف ادلب.


ولفت المصدر إلى أن هذه المراكز تتولى مهمة تسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالعبور إلى تركيا تهريب وتقطع لهم إيصالات بقيمة 50 دولاراً للشخص الواحد ما يعني أن الدخل اليومي لتحرير الشام من هذه التجارة يصل لآلاف الدولارات يومياً.

وتابع المصدر أن هناك قادة من تحرير الشام على علاقة مباشرة مع بعض الضباط الأتراك المتواجدين قرب الحدود التركية السورية حيث يتعاون الطرفان وينسقان لعبور الأشخاص إلى تركيا عبر ما يسمى التهريب المضمون.


وأوضح المصدر أن التهريب المضمون عبر معبر باب الهوى يكون بشكل رسمي دون أن يضطر العابر إلى القفز من فوق الجدار الفاصل والمخاطرة بالتعرض لنيران حرس الحدود التركي وتبلغ تكلفة هذه الطريقة 3500 دولار للشخص الواحد يتم تقاسمها ما بين الضباط الأتراك والقادة في تحرير الشام المسؤولين عن الموضوع.

بينما تقدر تكلفة العبور تهريب عبر الطرق الغير رسمية ومن فوق الجدار الفاصل قرابة 700 دولار للشخص الواحد ولكن وبحسب المصدر فإن حرس الحدود التركي يلقي القبض يومياً على نحو 200 شخص من العابرين تهريباً إلى الأراضي التركية.


ويتعرض الرجال ممن يعتقلهم حرس الحدود التركي لضرب وتعذيب وحشي ممنهج وعمليات إذلال على مرأى عائلاتهم وأطفالهم كما يتم حرمانهم من الماء والطعام طوال فترة الاحتجاز والتي تمتد حوالي 3 أيام يتم بعدها إعادتهم إلى سوريا.

ونوه المصدر أن المدنيين الذين يحاولون العبور إلى تركيا يتعرضون بشكل يومي للعشرات من عمليات النصب والاحتيال من قبل المهربين الذين يتقاضون منهم مبالغ مالية ويلوذون بالفرار أو يسوقونهم إلى طرقات يتواجد بها حرس الحدود التركي ليتم إعتقالهم.


موقع ليفانت نيوز أتصل بأحد المهربين قرب الحدود السورية التركية وسأله عن عملية التهريب والأسعار وقال بأن كلفة تهريب ما بين 700-2000 دولاراً بحسب طريقة التهريب العادي والمضمون.


وأكد أنه ياخذ 700 دولار على الشخص الواحد في حمولة التهريب العادي الذي يعتمد على إجتياز الحدود خلسةً أما التهريب المضمون فأجرته 1800 دولاراً وفيه يجري إتفاق مع دورية تركية مناوبة للسماح بدخول الناس مقابل حصة مالية.


ويشير المهرب بأنه لا يأخذ أجراً حتى يصل الشخص إلى البلدة التركية هو شعار كل مهربي الحدود لا يتقاضى المهربون أجورهم فوراً بل توضع النقود لدى طرف ثالث حتى تصل المجموعة إلى البلدة تركية ويقوم العميل التركي بتصويرهم وإرسال فيديو للمهرب السوري الذي يرسله للطرف الثالث وعلى أساسه يتم تسليم المال.

هذه الضمانات لا تحمي الناس من النصب والإحتيال كثير من المهربين يخدعون زبائنهم بالحديث عن سهولة الطرق ويخفون عنهم المخاطر الكثيرة ومنها القتل.


ويعد التهريب المضمون هو الأكثر خطراً إذ غالباً ما يدعي المهرب أنه اتفق مع حرس الحدود التركي ليأخذ أجراً مرتفعاً وإن عبرت المجموعة انطلت حيلته عليهم وإن فشلت فالأمر لا يكلفه شيئاً.


تتكون عصابة التهريب النمطية من 6 أشخاص المهرب و 5 أدلاء يعملون معه ومجموعة سماسرة والمهرب صاحب العصابة غالباً ما يكون من المناطق الحدودية وتكمن مهمته إدارتها وإنتقاء طرق لإختراق الحدود والإتفاق مع الزبائن وإعطائهم الوعود بالأمان وسهولة التهريب والتنسيق مع العميل التركي لإستلام الأشخاص في تركيا ولا يدخل رأس العصابة إلى تركيا مع حمولته.


مهمة الدليل هي مرافقة المجموعة أثناء تهريبها عبر الحدود في حين يعمل السماسرة للترويج للعصابة وإستقطاب الراغبين بالإنتقال إلى تركيا مقابل نسبة يعطيها لهم المهرب.

تتم عملية التهريب عبر ثلاث مراحل شاقة وخطرة حيث يقوم المهرب بتجميع زبائنه في بيت بإحدى القرى الحدودية الرجال في غرفة والنساء والأطفال في غرفة حتى يكتمل العدد وقد تستغرق هذه المرحلة أياماً يعيش فيها الأشخاص ظروفاً صعبة وخانقة كالمساجين.


وبعدها يقود المهرب المجموعة إلى الحدود ويرسل معها دليلاً ليرافقها لتبدأ المرحلة الثانية.


يجتاز الأشخاص الحدود ويقطعون مسافات طويلة أحياناً زحفاً وأحياناً ركضاً ويتبعون كل تعليمات الدليل ويضعون نصب أعينهم شبح إعادتهم إلى سوريا ما يدفعهم للقبول بأمور لا يفعلها إلا من فقد عقله من تسلق الجبال والمنحدرات الزلقة والنوم في الغابة بانتظار سيارة النقل والتعرض لإطلاق النار ناهيك عن القفز من فوق الجدار الذي يرتفع حوالي أربعة أمتار والذي يعد إنتحاراً بحد ذاته.


وأغلب عمليات التهريب تفشل في المرحلة الثانية حيث تقبض الجندرما على المجموعة وتعتقلها وتعيدها إلى سوريا ومن ينجح من المجموعات بعبور الحدود يصبح بعهدة العميل التركي الذي يقودها لإحدى البلدات القريبة.


بدأت عمليات التهريب منذ بداية الثورة بحدود 2000 ليرة سورية وتضاعفت مع إزدياد التشديد التركي على الحدود وجشع المهربين الذين يستغلون التشديد لرفع الأسعار وإستغلال الهاربين من الحرب.


وبدلاً من أن تضبط فصائل الشمال جشع المهربين راحت القوى المسيطرة منها على الطرف السوري من الحدود تعمل على ترخيص التهريب وتتقاضى مكاتب التهريب 50 دولاراً عن كل شخص لترخيص تهريبه وبذلك تقوم بعض الفصائل بدور شركات التأمين.


مر على هذا الطريق عشرات الآلاف من الأقدام السورية التي تنشد الحياة والأمان في مكان ليس الأفضل بالنسبة لها ولكنه الخيار الوحيد أمامهم بعيداً عن أصوات القصف والطائرات والدمار وهرباً من الموت.


 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!