الوضع المظلم
الثلاثاء ١٥ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • عائلات مسلحين موالين لتركيا يغادرون "رأس العين" حاملين محتويات المنازل

  • استمرار عمليات الاعتقال التي تنفذها القوات التركية بحق حلفائها يكشف عن تصدع العلاقة وتكشف حقيقة أن هؤلاء المسلحين مجرد أدوات يمكن التخلص منهم عند انتهاء الحاجة إليهم
عائلات مسلحين موالين لتركيا يغادرون
استمرار القصف في رأس العين بعد ساعات من الاتفاق الأمريكي - التركي على وقف النار

ابتعدت عشرات العائلات المرتبطة بعناصر تشكيلات "الجيش الوطني" الموالية لأنقرة عن مدينة رأس العين الواقعة ضمن منطقة "نبع السلام" شمال غربي الحسكة، حيث سُجلت حالات الرحيل من أحياء الكراج، والمحطة، والمنطقة المقابلة للفرن الآلي، صوب مناطقهم الأصلية.

وتظهر هذه التحركات بوادر انهيار المشروع التركي في المنطقة بعد استنفاذ الغرض من هذه العناصر المسلحة التي تم توظيفها كأدوات لتنفيذ أجندات خارجية.

وبحسب مصادر المرصد السوري، لجأت تلك العائلات إلى اقتلاع النوافذ والأبواب قبيل رحيلها، إضافة إلى تفكيك كل ما يمكن حمله من مكونات المنازل، في مشهد يندرج ضمن عمليات "التعفيش" الواسعة، وسط تذمر وسخط من السكان الذين صاروا يخشون على ما تبقى من ممتلكاتهم.

وتعكس هذه الممارسات طبيعة العلاقة الاستغلالية مع المكان، فهؤلاء وفق سكان رأس العين الأصليين لم يأتوا يوماً بنية الاستقرار والبناء، بل كمستوطنين مؤقتين يستثمرون الفرصة ثم ينسحبون مع أول إشارة خطر.

وتأتي هذه التحركات في خضم أجواء من الترقب لما قد تشهده المنطقة من تطورات ميدانية. وتزداد المخاوف من احتمالية حدوث تغييرات جذرية في خريطة السيطرة، خصوصاً مع تواتر أنباء عن مفاوضات تركية سورية برعاية روسية قد تتضمن انسحابات من مناطق السيطرة التركية.

وتجدر الإشارة إلى أن الشرطة العسكرية التركية اقتحمت أمس، 8 منازل في مدينة رأس العين في منطقة "نبع السلام" شمال غرب الحسكة بعد منتصف ليلة الجمعة والسبت. وتظهر هذه المداهمات تخبط القيادة التركية في التعامل مع حلفائها المحليين، فتارة تدعمهم وتمكنهم، وتارة تلاحقهم وتعتقلهم، في مشهد يعكس انعدام استراتيجية واضحة.

وأفضت العملية إلى توقيف 3 من المسلحين ينتمون إلى فصيل الحمزات، وتمت عملية الاعتقال بحجة محاولة مغادرة المنطقة. ويبدو وكأن هؤلاء المقاتلين باتوا أشبه بسجناء لدى الجانب التركي الذي يمنعهم من الفرار حتى عند استشعارهم الخطر، في تناقض صارخ مع خطاب "الأخوة" و"النصرة" الذي طالما تغنت به أنقرة.

واستناداً للمعطيات، تنقل هؤلاء المسلحون عبر المنطقة الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية حاملين معهم أموالاً وأثاثاً وممتلكات أخرى، جرى بيعها لاحقاً لمسلحين آخرين في المدينة بعد أن تم إرسال عائلات الموقوفين إلى مسقط رأسهم داخل الأراضي السورية.

ويكشف هذا المشهد المأساوي النهاية المتوقعة لمشروع هؤلاء المسلحين، حيث يتحولون إلى ضحايا بعد استنفاد دورهم، ويتم التخلي عنهم كبضاعة انتهت صلاحيتها.

ليفانت-متابعة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!