-
غضب شعبي روسي من الخسائر الروسية في أوكرانيا
أثارت الخسائر الروسية المتتالية في المعارك الرئيسية بشرق أوكرانيا غضبا شعبيا داخليا، وتسببت في انتقادات حادة للقادة العسكريين من خلال الجنود الناجين وأفراد عائلات المقاتلين الذين جنّدوا مؤخرا، والذين يقولون إن وحداتهم واجهت "مذابح في عمليات سيئة التخطيط".
دفعت الضجة حول الخسائر في ساحة المعركة بالقرب من فولدار في منطقة دونيتسك وزارة الدفاع الروسية إلى إصدار بيان رسمي نادر، وفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وسعى البيان إلى التقليل من عدد القتلى المرتفع بين الجنود في اللواء 155 للحرس البحري المنفصل، الذي قاد هجوم موسكو في المنطقة، حسب الصحيفة.
ونفت وزارة الدفاع الروسية تقارير عن أن وحدة لمشاة البحرية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في هجوم عديم الجدوى في شرق أوكرانيا.
جاء رد الوزارة على ما قال مدونون عسكريون روس إنه رسالة مفتوحة من اللواء 155 في أسطول المحيط الهادي، فحواها أن اللواء يشكو من إقحامه في هجوم "غامض" على القوات الأوكرانية جنوب غربي دونيتسك"، وفقا لـ"رويترز".
وورد في الرسالة "كنتيجة لهجوم خطط له "الجنرالات العظماء بعناية"، خسرنا نحو 300 جندي ما بين قتيل وجريح ومفقود في غضون أربعة أيام، ونصف عتادنا.
ونشر مراسلون عسكريون موالون للكرملين نص رسالة أرسلها أعضاء اللواء 155، الذي يتمركز عادة في الشرق الأقصى لروسيا، يستنكرون فيه ما أرسلهم إلى ما وصفوه بـ"هجوم غير مفهوم" في القرية بافليفكا، في منطقة دونيتسك بأوكرانيا، حسب "واشنطن بوست".
وقال قائد كتيبة فوستوك الموالية لروسيا، ألكسندر خوداكوفسكي، إن الطقس تحول إلى الأسوأ في بافليفكا، مع هطول الأمطار التي تسببت في تعكير الطرق وجعل تعزيز القوات في المنطقة أكثر صعوبة.
وأضاف: "مخاوفي بشأن بافليفكا مبررة"، مؤكدا أنه شعر أن التقدم في المنطقة الذي بدأه القادة الروس كان "سابقا لأوانه"، وفقا لـ"واشنطن بوست". وانتقدت الرسالة على وجه التحديد قائد المنطقة العسكرية الشرقية في روسيا، رستم مرادوف، الذي تم تعيينه في أكتوبر.
ونشرت التقرير مدونة غراي زون، وهي مدونة عسكرية شهيرة، ووجهت الرسالة إلى أوليج كوزيمياكو، حاكم إقليم بريموريه الواقع في أقصى الشرق، على بعد آلاف الأميال عن أوكرانيا، حيث تتمركز الوحدة.
وبدا أن كوزيمياكو معترف بأن الرسالة صادقة لكنه قال "إنها تبالغ في عدد الخسائر الحقيقية". وقال كوزيمياكو في بيان مصور عبر قناته على تطبيق تلغرام "تواصلنا مع القادة، أجل، توجد خسائر، ويدور قتال محتدم، لكنه بعيد كل البعد عما ورد في هذه المناشدة"، حسب "رويترز".
ونقلت وكالة الإعلام الرسمية الروسية عن بيان وزارة الدفاع أنها رفضت تأكيدات المدونين بأن وحدة المشاة البحرية تكبدت "خسائر فادحة لا طائل من ورائها في الأرواح والعتاد".
كما نقلت الوكالة عن الوزارة أنه على النقيض، وفي غضون عشرة أيام ماضية، تقدمت الوحدة مسافة 5 كيلومترات في مواقع دفاعية أوكرانية، نافية أن قادة اللواء أظهروا "انعدام كفاءة".
وجاء في البيان أنه "بفضل المبادرات القديرة لقادة الوحدة، لم تتجاوز خسائر مشاة البحرية خلال الفترة المحددة واحدا بالمئة من القوة القتالية، مع إصابة سبعة بالمئة من القوة، وعاد عدد كبير منهم بالفعل إلى الخدمة".
وتزايد انتقاد المدونين العسكريين الروس، الذين يبلغ عدد متابعي بعضهم نصف مليون أو أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، لإخفاقات جنرالات موسكو منذ أن استعادت أوكرانيا السيطرة على أجزاء كبيرة في شمال شرق البلاد في سبتمبر.
وانتقدت الرسالة الصادرة عن وحدة مشاة البحرية القادة بأسمائهم، ووصفتهم بأنهم هواة تعاملوا مع رجالهم وكأنهم "دجاج" واهتموا فقط بتثبيت أقدامهم في السلك العسكري.
وقال كوزيمياكو، الحاكم الإقليمي، إنه أرسل مواد إلى مكتب المدعي العسكري لمعاينتها بشكل أدق، مضيفا "في ظروف الحرب الإعلامية، يكون أي منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي في حاجة إلى التحقق من صحتها، أنا واثق أن في كل الأحوال سيجري تحليل للموقف وستمنح السلطات المخولة تقييماتها".
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي التي ترد فيها الوزارة رسميا على تقارير عن وقوع إصابات جماعية وانتقادات للقادة على "تلغرام"، والتي تعد المنصة الرئيسية التي يستخدمها المسؤولون وكذلك المراسلون والمدونون الذين يغطون الحرب الروسية، وفقا لـ"واشنطن بوست".
وكان العديد من المعلقين المؤيدين للحرب في روسيا يحثون وزارة الدفاع على أن تكون أكثر شفافية بشأن هزائمها، لكن بدلا من تهدئة هؤلاء المنتقدين، لم يؤد البيان إلا إلى "تأجيج غضبهم من خلال تقليل حجم الخسائر".
اقرأ المزيد: مسؤول روسي: "نعم تدخلنا في الانتخابات الأمريكية"
وأعلنت أوكرانيا، الاثنين، تسلمها المزيد من أنظمة الدفاع الجوي من حلفائها الغربيين، بينما طلب المسؤولون في كييف من الأوكرانيين ترشيد استخدام الكهرباء في أعقاب استهداف القوات الروسية لمنشآت الطاقة على مدى أسابيع.
وأعرب الجمهوريون الذين يتوقع محللون أنهم سيحققون الغالبية في مجلس النواب وربما في مجلس الشيوخ أيضا، عن قلقهم بشأن مستوى الإنفاق المخصص لأوكرانيا، لكن إدارة الرئيس، جو بايدن، تعهدت بمواصلة تقديم دعم "ثابت" لكييف مهما كانت نتيجة الانتخابات.
ليفانت نيوز _ وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!