-
في مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا التي خذلها الجميع
حتى توقيت كتابة المقال لم تكن القوات الغازية الروسية قد تمكنت من السيطرة على العاصمة الأوكرانية "كييف"، ولكنه أمر متوقع ومنطقي خلال الساعات القليلة القادمة، وربما يكون قد تم قبل خروج المقال إلى النور، فالأحداث متلاحقة بوتيرة فائقة السرعة، وهي تجسد لنا مأساة وكارثة إنسانية كبرى لدولة معترف بها ذات سيادة، وفي ليلة وضحاها تنقلب حياة شعبها، أكثر من 44 مليون نسمة، رأساً على عقب.
دولة كانت تملك ترسانة نووية هائلة من بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وضعتها ضمن الدول الكبرى في الصدارة "الترتيب الثالت" بـ1800 رأس نووي، 175 صاروخاً بعيد المدى، 175 صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، 44 قذيفة ثقيلة، أكثر من 1000 صاروخ مجنّح بعيد المدى، ووصلت تجهيزات المخابئ بها للدرجة التي كانت تحتوي على صواريخ تحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية حرارية، كل منها أقوى بكثير من القنبلة التي دمرت هيروشيما، وبرغم كل ما تملكه من قوة ردع هائلة تتمنى العديد من بلدان العالم الوصول إلى واحد في المئة منها، قوة كانت تضمن لها السيادة الدائمة، إلا أنّها اقتنعت على يد الإدارة الأمريكية بتسليمها بالكامل بموجب مذكرة بودابست ١٩٩٤، نظير مساعدات اقتصادية ودبلوماسية وضمانات أمنية "أين هي الآن؟".
وقع زعماء أوكرانيا، أمريكا، روسيا، وبريطانيا، مذكرة بودابست، والتي تنصّ على "احترام السيادة والحدود الحالية لأوكرانيا والالتزام بعدم التهديد باستعمال القوة والحفاظ على الاستقلال السياسي لها، وتعهدوا بعدم استخدام أسلحتهم ضدها إلا للدفاع عن النفس، وهذا يفسر لنا لماذا أقدم بوتين على "الحيلة الصبيانية الخائبة" بتوقيع اتفاقيات عسكرية للدفاع المشترك مع جمهوريتي إقليم دونباس "دونيستك ولوغانسك" بعد إعلان انفصالهما مباشرة لكي يبرر ويشرعن "عملية الغزو".
وهو الغزو الذي أعلن تأييده بشار الأسد، وقال في اتصال مع نظيره الروسي إن روسيا تدافع عن نفسها والعالم ومبادئ العدل والإنسانية.. إلى آخر قائمة الترهات، سيظل بشار يحتل صدارة المهرجين الدوليين بامتياز.
أما رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، فلقد أعلن أمام جمع عسكري مهيب وسط غروزني أنه سينشر أكثر من عشرة آلاف من مقاتلي الشيشان بالمناطق الأكثر سخونة في أوكرانيا، وكان قد كتب على صفحته بموقع في كي "أثق أننا سنحتفل في الأيام القريبة القادمة بتحرير الملايين من سكان أوكرنيا من العنف والقتل".
هزلية سوداء عندما يتحدث من هم على شاكلة قديروف عن القتل، وكان من أبرز أقواله قبل ذلك في مدح بوتين "مستعد للموت من أجله".
ونأتي للداعم الميداني الذي سهل وساعد على دخول القوات الروسية، رئيس روسيا البيضاء، "ألكسندر لوكاشنكو"، ويطلقون عليه "ديكتاتور أوروبا الأخير" وهو بموجب نصوص القانون الدولي لا بد أن يعاقب.
ليفانت - محمد سعد خير الله
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!