الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • في يوم اللغة الكردية.. سياسات التتريك مستمرّة في مدينة عفرين

في يوم اللغة الكردية.. سياسات التتريك مستمرّة في مدينة عفرين
التتريك وسوريا \ ليفانت نيوز

قالت منظّمة سوريون من أجل والحقيقة والعدالة، اليوم الإثنين، إن قوات الاحتلال التركي تستمر في فرض التتريك على منطقة عفرين، وتضيّق على اللغة الكرديّة.

وقالت المنظّمة في تقرير لها: "بعد سيطرة فصائل المعارضة والجيش التركي على منطقة عفرين في عملية “غصن الزيتون” في آذار/مارس 2018، فرضت “الحكومة السورية المؤقتة” التابعة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، مناهج صادرة عن وزارة التربية في “الحكومة السورية المؤقتة”، كما خصصت “الحكومة المؤقتة” أربع حصص للغة التركية ومثلها للغة الكردية. لاحقاً، تمّ تقليص نصاب اللغة الكردية إلى حصتين فقط وأحياناً إلى حصة واحدة، وألغيت تماماً في بعض المدارس بحجة عدّم وجود كوادر لتدريسها".

وأضافت: "في الوقت نفسه، فُرضت اللغة التركية على الكرد السوريين/ات والنازحين/ات السوريين العرب الوافدين إلى المنطقة من مناطق سورية أخرى، وبدأ الحديث في كتب اللغة التركية عن رموز وشخصيات قومية تركية وأخرى دينية غريبة عن البيئة المجتمعية السوريّة".

وكان من اللافت أيضاً، افتتاح سلطات الاحتلال التركية “كلية التربية” في مركز مدينة عفرين، أُتبعت بـ”جامعة غازي عنتاب” التركية بمرسوم رئاسي تركي وقّعه الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقاً للمادة 30 الإضافية من قانون تنظيم مؤسسات التعليم العالي رقم 2809، والمادة 39 الإضافية من قانون التعليم العالي رقم 2547. إلا أن كلية التربية لم تفتتح قسماً للأدب الكردي كي ترفد المدارس بأساتذة أكاديميين، وفق المنظمة الحقوقيّة.

اقرأ المزيد:عفرين.. دولة الفصائل وقندهارها

حالياً، تعدّ الكردية لغة ثانوية في المناهج التعليمية بعد العربية والتركية والإنجليزية من جهة عدد الحصص، ومعاملتها كمادة غير مؤثرة في المعدل العام للدرجات، بسبب عدّها لغة اختيارية في امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية. والمفارقة المثيرة هي تفوق اللغة التركية (داخل أراضي الدولة السورية) وتقدمها من حيث الأهمية وعدد الحصص ونوعية المدرسين، فضلاً عن المكانة العلمية وأهميتها في التحصيل العلمي، على الكردية لغة السكان الأصليين، حسب ما جاء في التقرير.

وتقول المنظّمة إنّ سياسة تهميش اللغة الكردية في عفرين، ولّدت لدى المجتمع المحلّي الكردي الشعور بالظلم نتيجة حرمانهم من لغتهم الأم، وأعاد إلى أذهانهم عقوداً من التمييز، عدا عن مواجهة الطلبة الكرد حالياً تمييزاً بحقهم نتيجة استخدامهم اللغة الكردية في أحاديثهم الشخصية اليومية بين بعضهم، وقد مورس هذا التمييز عليهم من قبل كوادر المعلمين وأبناء المجتمع الضيف على السواء.

اقرأ المزيد:استمرار الاعتداءات والاعتقالات بحق أهالي عفرين

وفي تقريرها اعتمدت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في إعداد هذه الورقة على عملية الرصد والمتابعة لقضية تدريس اللغة الكردية في عفرين، وعبر إجراء 10 مقابلات مركّزة مع طلاب وطالبات وذويهم/ن، إضافة إلى مقابلات مع إداريين حاليين في عفرين، فضلاً عن إجراء لقاءات مباشرة مع نازحين من عفرين لجأوا إلى مناطق مختلفة في شمال شرقي البلاد، لكن لديهم تواصل شبه يومي مع السكان المتبقين في عفرين.

وتتكون الورقة من خمسة أقسام. يتناول الأول المناهج التعليمية التي فرضت على أبناء منطقة عفرين (مناهج الحكومة السورية، منهاج الإدارة الذاتية، والمنهاج الحالي للحكومة المؤقتة مع مزيج من المنهاج التركي). بينما يسلط القسم الثاني الضوء على الواقع الراهن للغة الكردية في المنطقة ودور القوى السياسية والعسكرية المسيطرة فيها. تركز الورقة في القسم الثالث على سياسة “تتريك” التعليم التي تنتهجها أنقرة. أما القسم الرابع فيركز على التدريس باللغة الأم وتأثيره على الأطفال والطلاب في المراحل الأولى من التعليم، ويتناول القسم الخامس السياسة اللغوية التي اتبعتها الحكومات السورية المتعاقبة منذ التأسيس وحتى الآن.

اليوم، وبعد سيطرة تركيا والفصائل العسكرية المسلحة التابعة لها على عفرين، يواجه السكان المحليون إهمالاً متعمداً في مجال التعليم والتربية وخصوصاً من ناحية التدريس باللغة الأم لأبناء المنطقة من الكرد. منذ سيطرة فصائل المعارضة السورية على عفرين، عقب انتهاء عملية “غصن الزيتون” العسكرية في 18 آذار/مارس 2018، واحتلال المنطقة عسكرياً بحسب وصف منظمة العفو الدولية، قامت المجالس المحلية التابعة لوزارة الإدارة المحلّية في “الحكومة السورية المؤقتة/الائتلاف السوري المعارض” باستبدال المناهج التي كانت تدرس بالكردية، بمناهج أخرى، جعلت التركية لغة أساسية فيها إلى جانب العربية، وقامت بتخصيص ساعات لتدريس الكردية للطلاب الكرد، بالرغم من أنّ الكرد كانوا يشكّلون النسبة الساحقة (أكثر من 90%) من سكان منطقة عفرين قبل احتلالها.

اقرأ المزيد:رايتس ووتش: تركيا تسمح للفصائل بالانتهاكات في عفرين

ويعاني الطلاب الكرد في عفرين وريفها صعوبةً في فهم المنهاج الدراسي المعتمَد حالياً من قبل “الحكومة المؤقتة”، خصوصاً من ليست لديهم أي معرفة مسبقة باللغة العربية نطقاً وكتابة، وبعد أن اعتادوا على الدراسة بالكردية كلغة وحيدة للمناهج، وفق المنظمة.

أعلنت تركيا السيطرة على منطقة عفرين بشكل كامل، بعد شهرين من القتال العنيف. أدّى تفاهم روسيا وتركيا حول عفرين إلى انهيار مناطق خفض التصعيد التي ضمنتها تركيا في مسار آستانة بشكل كامل، فقد تزامن بدء معركة “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا في عفرين، مع عملية قضمٍ واسعةٍ لمنطقة الغوطة الشرقية المشمولة في اتفاق خفض التصعيد. تشير إحصائية صادرة عن المجلس المحلي لمدينة عفرين عام 2019 إلى وجود 23964 أسرة تعيش في عفرين، 35% منها من السكان الأصليين الأكراد والعشائر العربية. ويُشكّلُ مهجرو دمشق وريفها نسبة 35%، في حين يُشكّلُ مهجّرو حلب 13%، و5% من حمص، و3% من ديرالزور، 9% من بقية المناطق السورية.

ليفانت نيوز- متابعة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!