الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ وتجربة الحُكم الخامنئي الذي اعتبر أن تجربة روحاني التي اعتمدت انفتاحاً نسبياً على القوى الكبرى بما فيها الولايات المتحدة، تؤكد أن "الثقة بالغرب لا تنفع"، و"إنهم لا يساعدون في شيء، بل يوجهون الضربات حيث يستطيعون. أينما لم يوجهوا الضربات، لم يكن لديهم القدرة على ذلك".


وفق بيان نشره موقعه الإلكتروني. دون أن يطرح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية نفس الجملة على نفسه: "الثقة بإيران لا تنفع"، لأنها الحقيقة الدامغة على الأرض الإيرانية، وقمع الحريات وانهيار العملات حتى لم يجد الإيراني لنفسه متنفساً، ليستمع لرئيس نظام اعتاد إرهابه وقمعه بشتى السُبل، ليكون التناقض هو سمة ذلك النظام، والحقيقة لا يثق الإيراني الآن بنظامه، لأنهم لا يساعدون في شيء، بل يصوبون أسلحتهم بضربات الحرس الثوري حيث يستطيعون، ولو على حساب الشعب أكمل، كما يحدث بالأهواز ومحتجي بهارستان بأصفهان وعيلام، محافظة خوزستان، والفلاحية، ومعشور، والخفاجیة، بطريقة مبعثرة، وغيرهم من المُدن.


ماذا لو تعايشت إيران؟ وأصوات المحتجين بهتافات وسط (لا إنترنت ولا كهرباء ولا ماء)، ضجت بها مواقع التواصل، ضد ديكتاتورية المرشد الأعلى علي خامنئي: "خوزستان اتحاد اتحاد"، و"الموت لخامنئي"، "لا نريد الجمهورية الإسلامية، لا نريد"، "رضا شاه لروحك السلام"، ليشتعل النار في الهشيم من خوزستان إلى محافظات مختلفة من إيران من الشمال الغربي إلى الشمال الشرقي ووسط البلاد، يفضح عدم كفاءة الحكومة في السيطرة على الأزمات، التي ضجت بها التقارير العالمية ومنظماتها الدولية.


ماذا لو تعايشت إيران؟ و"سر" أرقامها الرسمية عن اليورانيوم المخصب وتقدمها السريع في برنامجها النووي، ضمن ما تسميه "إجراءات تعويضية" عبر مباحثات فيينا لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015، وخروج أميركي عام 2018 من الاتفاق النووي، ما هو إلا دليل على تضليل دولي وفشل إداري_سياسي لمزاعمها المثيرة للقلق، من أجل التأثير التكتيكي ومحاولة لزيادة الضغط على إدارة الرئيس الأميركي، والفوز بتخفيف العقوبات مقابل الحد من أنشطتها النووية.. التي وضعتها طهران في صندوق برأي مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، علماً أن إيران قيّدت عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة، كذلك فإن الاتفاق حدد سقف التخصيب عند 3,67.. وهو ما جعلته إسرائيل خطاً أحمر لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. كما أن عدد أجهزة الطرد المركزي ونوعيتها الموجودة في إيران التي تم تطوير بعضها إلى "آي آر 6"، وصلت إلى نحو 19 ألفاً، وفق تصريح الخبير الإيراني، حسن هاشميان، وهو أكثر بكثير من العدد المحدد لطهران، طبقاً للاتفاقية، وهو 4500 جهاز طرد مركزي" أغلبها سرية، تحتوى على أكثر من 2000 كغ من اليورانيوم المخصب، وربما أكثر، وحوالي 200 كغ من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 20 %، فهل ستمتلك طهران الإرهابية القنبلة النووية وهي تقول دائماً ليس لديها النية لذلك؟.


ماذا لو تعايشت إيران؟ والجفاف الذي فتك بأرواح الشعب وأرضه من قبله مع كثرة السدود لديها التي عمقت وزادت مفاعيل المعضلة، كما حدث لتجفيف مناطق من الهور العظيم بمحافظة خوزستان بتصريح من مجلس الأمن القومي الإيراني؛ لاستخراج النفط من قبل شركات صينية احتلت إيران لربع قرن قادم، ومناطق أخرى بشمال وغرب البلاد أعلاها مناطق الجنوب فهي الأكثر جفافاً والأعلى حرارة، يليها وسط البلاد، علماً بأن استهلاك إيران من مياه ري الأراضي الزراعية حوالي 90% من مياهها، بينما لا يعود القطاع بالمقابل على الاقتصاد الإيراني الذي وصل عدد سكان القرى فيها إلى 23 مليوناً، بفائدة كبرى توازي الحجم الكبير من الاستهلاك، مما دفع السكان في الكثير من قراها إلى مغادرتها.


ليأتي تصنيف معهد الموارد العالمية لإيران في المرتبة الـ13 بين الدول التي سوف تُعاني من نقص حاد في المياه بحلول 2040. علماً بأن وزارة الطاقة الإيرانية سبق وأعلنت أن 24 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة تعاني من نقص المياه، 13 منها تتعرض لنقص حاد، والـ11 الأخرى تواجه نقصاً متوسطاً.. فماذا فعلت إيران لأجل أرواح أبنائها حتى مع كورونا، سوى (عَلف) حرسها الثوري وطبقاتها المستبدة؟.


خالد الجاسر


ليفانت - خالد الجاسر ليفانت 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!