الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مرتزقة سوريون يقاتلون ببوصلة تركية في العراق وليبيا

مرتزقة سوريون يقاتلون ببوصلة تركية في العراق وليبيا
أحمد الدويلمي


سعت المخابرات التركية، بعد انتهاء دولة الخلافة في سوريا والعراق، إلى ملء الفراغ الذى تركه التنظيم وحلّت بديلاً عنه في مناطق نفوذه، ومع تزايد النفوذ الإيراني والروسي في سوريا، والانقلاب المزعوم ضد الحزب الحاكم في تركيا عام 2016، وفشل الاستفساء في كردستان العراق 2017. مرتزقة سوريون


أعدت المخابرات التركية، برئاسة هاكان فيدان وشوكت أكور كوتلو، بالتعاون مع وزير الداخلية، سليمان صويلو، وهو من أبرز مسؤولي ملف تنظيم الإخوان المسلمين، خطة لإعادة الهيمنة العثمانية بنسختها الجديدة (الولايات المتحدة التركية)، الساعية لضم المزيد من الدول العربية، بعد سوريا وليبيا واحتلال كردستان العراق، بعد تثبيت وجودها في ليبيا، وتهديد تونس، بإرسال المزيد من المتطرفين التونسيين إلى ليبيا، تمهيداً لإرسالهم فيما بعد لشنّ عمليات ارهابية داخل تونس، وبمساندة من خلال إرسال مسلحين سوريين مأجورين منتمين لتنظيمات جهادية، أكثر تشدداً وتطرّفاً، لنشر مزيد من الفوضى في المنطقة، وهي خريطة قديمة، أعاد هذا الفريق ترتيبها وتركيبها من جديد، عقب ما يسمى “الربيع العربى”، وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على عدد من الدول العربية، لكي تتماشى هذه الخريطة مع المساعي التركية في المنطقة العربية.


حيث كشفت مصادر عسكرية عراقية، فضلت عدم الكشف عن هويتها، رصدها منذ إطلاق العملية التركية العسكرية البرية «المخلب – النمر»، التي انطلقت في حفتانين بإقليم كردستان العراق، في 17 يونيو (حزيران) الماضي، بعد يومين من انطلاق العملية الجوية «المخلب – النسر»، ضد حزب العمال الكردستاني، مكالمات بأجهزة اللاسلكي لجنود أتراك يتحدثون العربية باللهجة السورية.


كما كشفت تلك المصادر، أنّ عمليات نزول جوي، نفذها الكومندوس التركي في تلك المناطق، بحجة ملاحقة عناصر من حزب العمال الكردستاني، ونقلت المصادر عن شهود عيان من أهالي القرى التي شهدت عمليات عسكرية تركية عنيفة، أدّت لنزوح مئات المدنيين منهم، إلى مشاهدتهم عسكريين بين الكومندوس التركي بذقون طويلة وشوارب، تمنعها بالعادة القوانين العسكرية التركية، وأكد الشهود سماعهم للجنود الأتراك يتحدّثون العربية.


وتواصل القوات التركية توغلها في شمال العراق رغم احتجاجات بغداد، حيث وصفت الرئاسة العراقية العمليات التركية بأنّها انتهاك للسيادة العراقية، فضلاً عن مخالفتها للقوانين الدولية وسقوط العديد من القتلى المدنيين فيها. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، كاطع الركابي، إنّ القوات التركية جرفت 15 قرية كردية وتم تهجير أهاليها، في غضون اليومين الماضيين، مؤكدا أنّ توغل القوات التركية في شمال العراق، لم يتوقف منذ أسبوعين، وعملياتها العسكرية مستمرة إلى الآن.


ويحاول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عبر أحلام الدولة العثمانية الجديدة، (الولايات المتحدة التركية)، إعادة تاريخ طويل من التهجير القسري للسكان الذى مارسته الإمبراطورية العثمانية، وسياسية التتريك، وسرقة ثروات الدول التي احتلتها، ما ترك بصمة لا يمكن إزالتها في شمالي سوريا والعراقي، خصوصاً، وباقي دول شمال أفريقيا.


واستمر التاريخ التركى من التهجير وتغيير التركيبات السكانية عبر التاريخ الحديث، ويتم ذلك حالياً ضد الأكراد في سوريا والعراق وإيران، نرى دليلاً على ذلك حالياً، كما كان في التسعينيات. يمكن القول إنّ التغيير في التركيبة السكانية كان إحدى الإستراتيجيات التركية لمواجهة حزب العمال الكردستاني في عامي 2015 و2016، وقامت أنقرة بتهجّر ملايين المواطنين في سوريا والعراق، واستخدمتهم كورقة ضغط على أوروبا عبر قوراب المهاجرين. مرتزقة سوريون


وأحرقت ميليشيات أردوغان آلاف القرى الكردية، في سوريا والعراق وتركيا بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، مع حزب العمال عام 2015، وحال اندلاع المعارك في مدن الجنوب الشرقي التركي، وقدر عدد المهجرين من سوريا والعراق، في الموصل سنجار وصلاح الدين وكركوك، إلى نحو 6 ملايين شخص، تم تهجيرهم في مخيمات جنوب تركيا أو إلى أوروبا.


بينما قدّر عدد المهجرين في ليبيا بسبب الأعمال العسكرية بنحو 1،5، واستثمرت ميليشيات الوفاق الموالية لأنقرة وجود الآلاف من المهاجرين الأفارقة، وأرسلتهم عبر مئات القوارب إلى أوروبا، في محاولة حركة أردوغان لإخافة أوروبا ولوي ذراعها.


بات واضحاً لدى الجميع، الدور القوي الذى تلعبه تركيا في الأحداث العاصفة التي تشهدها الدول العربية، وتهديد أمنها واستقرارها، واستكمالاً للدور الذى يحلم الوصول إليه الخليفة العثماني، أردوغان، ليكمل حلم الخلافة والدولة العثمانية، التي يريد أن يعيد أمجادها من جديد، بأي شكل وبأي ثمن، في مقابل موقف مصري رادع، ومن خلفه موقف عربي أثبت قوته من خلال قرار الجامعة العربية الأخير، الذى قضى على أحلام دولة الرجل المريض الجديدة. مرتزقة سوريون


ليفانت – أحمد الدويلمي  







 



العلامات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!