الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مستشار أردوغان: التحالف منع هزيمة الحوثي.. ويتعمّد إطالة الحرب

مستشار أردوغان: التحالف منع هزيمة الحوثي.. ويتعمّد إطالة الحرب
ياسين أوقطاي

تستمر أنقرة في تدخلاتها في شؤون المنطقة العربية ككل، رغم ما تدّعيه من تغيير سياساتها التوسعيّة التي لم تجلب لها إلا المزيد من الخصوم الإقليميين، وفي هذا السياق دوّن ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مقالاً عن الحرب في اليمن، معتبراً أنّ الحرب الدائرة هناك منذ مارس 2015، "ازدادت تعقيداً وباتت أكثر صعوبة".


وذكر أقطاي تحت عنوان "هل من الصعب جداً إنهاء الحرب في اليمن؟" إنّ عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية ضد انقلاب الحوثيين في اليمن، وانضمت إليهما، وفق تعبيره، "كل من البحرين ومصر كذلك"، تدنو من إتمام عامها السادس "إلا أنّه مع مضي 6 سنوات نجد أنّ الحرب الأهلية في اليمن ازدادت تعقيداً وباتت أكثر صعوبة".


وزعم أقطاي أنّ مليشيا الحوثي سرعان ما حققت "انتشاراً واسعاً في اليمن، ولم يتحقق ذلك بالطبع إلا من خلال قوة السلاح إلى جانب العنف والإكراه الذي تمارسه، ومع حلول عام 2014 تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة صنعاء، كما استولوا على الحكومة اليمنية بالقوة"، لكنه دسّ السم في العسل بالغمز من قناة الإمارات في تلك المسألة، عبر اتهامها بأنّها "لعبت دوراً هاماً في تمكين الحوثيين من العاصمة صنعاء".


اقرأ أيضاً: مصر تكشف معلومات حول تنظيم “حسم” وعلاقته بتركيا


وادّعى أقطاي أنّ انقلاب الحوثيين نتج عنه "تعطيل عملية الحوار الوطني في اليمن، بشكل كامل، وعلى الرغم من تمثيلهم الضئيل في اليمن، لم يتردد الحوثيون في إعلان رغبتهم في الاستيلاء على كلّ مفاصل الحكم في اليمن، مستندين في ذلك إلى أنّ مذهبهم الشيعي يمنحهم أن يكونوا الجماعة الوحيدة في اليمن التي يمكن أن تحكم البلاد منفردة دون منازع".


وأردف أنّ أزمة الحرب أفرزت "أزمات طائلة قاسية مثل التهجير القسري، وكذلك نقص أو انعدام مقومات الحياة الأساسية، مثل المياه النظيفة والغذاء والصحة، وما نجم عن ذلك من كوليرا وأوبئة وأمراض، وليس من الغريب أن تصف الأمم المتحدة مأساة الجوع والمرض في اليمن، بأنّها أكبر كارثة إنسانية في العالم".


وعقب ذلك التمهيد، عاد أقطاي إلى توجيه الانتقادات للدول المشاركة في الحرب باليمن وقال في هذا السياق: "من المأساة حقاًً أن تستمر الحرب ضد تنظيم مسلح لا يشكل سوى خمسة بالمئة من سكان اليمن، على مدار 6 أعوام متتالية، دون تحقيق أي تقدّم يصب في صالح البلاد، بل على العكس زادت من الأزمة والمعاناة بدلًا بكثير من تحسينها".


واعتبر مستشار أردوغان أنّ الدول المشاركة في حرب اليمن، تصرفت "وفق منهج خاطئ من الأساس"، مدّعياً عدم إمكانية اختصار الوضع الحالي في اليمن في أنّ "الحوثيين أقوياء للغاية، أو أنّهم ظلمة قساة لا يمتلكون فهماً أو حسّاً".


أردوغان


وأردف في معرض انتقاده لنتائج عملية "عاصفة الحزم"، زاعماً أنّ "لا أحد يختلف على أنّ الحوثيين هم الجانب المخطئ من الأساس، إلا أنّه ليس من الصحيح النظر إليهم على أنّهم أقوياء لهذا الحد، ولا يمكن في المقابل محاولة تفسير عدم القدرة على دحرهم من خلال القول بعدم كفاءة أو عجز قوات التحالف، حيث إنّ القوة العسكرية، وكذلك المادية، التي تمتلكها قوات التحالف، إلى جانب وقوف الشعب اليمني النبيل الذي اعتمدوا عليهم لمساندتهم في الميدان، جميع ذلك يشكل قوة بإمكانها التغلب على جماعة الحوثي في وقت قصير وبأقل التكاليف".


وضمن إشارة إلى أنّ القوات اليمنية "الشرعية" تملك القوة الكافية لدحر مليشيا الحوثي، وضع أقطاي كامل اللوم على قوات التحالف العربي، بالإشارة إلى أنّ ما وصفها بمعلومات دقيقة من ميدان المعركة "تؤكد على أنّ القوات اليمنية الشرعية كلما حاولت التصدّي بنفسها لجماعة الحوثي، لا تجد عائقاً أمامها سوى قوات التحالف ذاتها، لا أحد آخر".


وتوجّه مستشار أردوغان في هذا الاتجاه أبعد من ذلك بقوله: "هناك العديد من الأمثلة، منذ بداية الأزمة إلى الآن، حول عدد المرات التي لا حصر لها التي قامت فيها قوات التحالف بمنع وإعاقة اليمنيين من التغلب على جماعة الحوثي"، مضيفاً أنّ تلك التهم ما هي إلا "مؤشرات على أنّ قوات التحالف تتعمد عدم تزويد قوات الحكومة الشرعية في اليمن بأسلحة نوعية، من شأنها صنع تفوق على قوات الحوثي، ما يشير إلى أنّ هناك إرادة واضحة في استمرار حالة الفوضى وعدم الاستقرار في اليمن".


ولم يتوانَ مستشار الرئيس التركي عن توجيه الاتهام لدول التحالف العربي بأنّها تريد إطالة أمد الحرب في اليمن "بشكل مقصود ومتعمد"، مستفسراً عما وراء ذلك على الرغم من أنّه "بإمكانهم إنهاء هذه الحرب بسهولة"، مختتماً بالقول: "نحن أمام وضع معقد وغريب يبدو فيه السؤال بحد ذاته غريباً، أليس كذلك؟ ثقوا تماماَ أنّ الحرب التي ما تزال مستمرّة إلى الآن هناك، هي أيضاً غريبة وعجيبة".


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!