-
معركة جديدة لإسرائيل تحت الأرض في غزة
مع بدء عملياتها العسكرية في جنوب قطاع غزة وتوغلها المستمر شمالًا، تظل الأنفاق التي بنتها حركة حماس على مدى سنوات هي التحدي الأكبر أمام الجيش الإسرائيلي، وفقًا لتقديرات محللين عسكريين ومراقبين.
تشكل شبكة الأنفاق، التي يعتبر حجمها أكبر من شبكة قطارات لندن، مأوىًا لقادة حماس الكبار ومقاتليها، وتحظى بحماية فعّالة حتى الآن من هجمات الجيش الإسرائيلي، وفقًا لبعض التقديرات الإسرائيلية. في هذه الأنفاق المحصنة ضد الطائرات بدون طيار والقدرات العسكرية الإسرائيلية الأخرى، تخزن حماس ترسانتها من الصواريخ، بالإضافة إلى أكثر من 130 رهينة يُفترض أنهم لا يزالون تحت التحفظ، وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز البريطانية".
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي سابق بأن مصطلح "أنفاق" لا يصف بشكل كامل ما بنته حماس تحت قطاع غزة، حيث يشبه إلى حد كبير مدنًا تحت الأرض.
اقرأ المزيد: جريدة ليفانت نيوز.. "كانون الأول" ديسمبر 2023 العــدد رقم 53
وفي هذا السياق، وصفت دافني ريتشموند باراك، أستاذة في جامعة رايخمان الإسرائيلية ومؤلفة عن القتال تحت الأرض، تدمير أنفاق حماس بأنه "الجانب الأصعب في مهمة الجيش الإسرائيلي"، مؤكدة أن إزالتها ستكون مهمة تأخذ وقتًا.
وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، أشار أنتوني كينغ، خبير الحرب الحضرية في جامعة إكستر، إلى أن "ساحة المعركة تشهد مزيجًا من القدرات التقليدية والرقمية"، مضيفًا أن "في بعض الأحيان، تتفوق التقنيات التقليدية مثل الأنفاق على باقي القدرات".
وأكد الجيش الإسرائيلي مرارًا خلال الأسابيع الماضية أن تدمير الأنفاق يشكل أولوية، ولكنه لم يوضح كيف يعتزم تحقيق ذلك. وأشار شخص مطلع على التخطيط العسكري الإسرائيلي إلى أن "القوات الإسرائيلية تحقق نجاحًا على المستوى التكتيكي في تدمير الأنفاق".
ومع طول الشبكة المقدر بأكثر من 500 كيلومتر وظهور العديد من فتحات الأنفاق في المباني المدنية مثل المستشفيات والمساجد والمدارس، تشير هذه العوامل إلى صعوبة المهمة.
أما بالنسبة للتحديات الأخرى، فأكد أحد المسؤولين الإسرائيليين على صعوبة الوضع، قائلًا: "لقد وضعت حماس أفخاخًا متفجرة في الداخل، وعوائق أمام حركتنا داخل الأنفاق، مما يزيد من خطر العمليات على قواتنا".
ويبدو أن حماس تعلمت من تجاربها السابقة، حيث بنت أنفاقًا قادرة على مقاومة القنابل الموجهة بالليزر مثل GBU-28، التي أُفيد أن إسرائيل استخدمتها خلال هجومها في عام 2021 بهدف تدمير "مترو غزة".
وقال يهودا كفير، وهو مهندس مدني إسرائيلي ونقيب في احتياطيات جيش الدفاع الإسرائيلي وخبير في الحرب تحت الأرض: "بنتت حماس طبقات مختلفة من الأنفاق على مستويات مختلفة، فهنا
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!