الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مع انتهاء مرحلة التسامح.. التحركات الأميركية والإيرانية تنذر بمرحلة لرسم خريطة النفوذ

  • الاستعدادات العسكرية الأميركية تشير إلى أن واشنطن تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد، مما قد يقود إلى تصعيد محتمل
مع انتهاء مرحلة التسامح.. التحركات الأميركية والإيرانية تنذر بمرحلة لرسم خريطة النفوذ
أمريكا وإيران

دخلت منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الأخيرة مرحلة "الأيام الحرجة"، وأفاد مسؤول أميركي في حديثه لـ"العربية" و"الحدث" بأن "فترة التسامح قد ولّت"، ملمحاً إلى أن الاحتمالات مفتوحة الآن.

إيران تقيّم مواقفها

وفي توضيح لهذه التصريحات، يراقب الأميركيون عقب كل حادثة كبرى في الشرق الأوسط تصرفات الفاعلين، لا سيما إيران، وقد أدرك الأميركيون أن إيران عندما تتعرض لهجوم، تشرع في فترة من المداولات الداخلية، وأن مكونات الدولة الإيرانية تقيّم البدائل المتاحة والمحتملة، ويشارك في هذا التقييم الحرس الثوري والمرشد الإيراني.

وتصنف الهيئات الأميركية هذه الفترة بـ"فترة التسامح"، حيث يتأجل الرد الإيراني، وتسميها بالفعل "الفترة المبهجة"، لكن هذه الهيئات الأميركية تعي أيضاً أن الإيرانيين يخططون خلال هذه الأيام للانتقام للهجوم، والآن يعتقد الأميركيون أن فترة التسامح هذه قد انقضت، وقد بدأت الآن مرحلة "الأيام الحرجة" حيث يمكن لإيران أن ترد على اغتيال قائد حركة حماس في طهران، ويكون حزب الله جاهزاً لتنسيق هجومه المحتمل مع طهران، رداً على مقتل فؤاد شكر أحد أبرز قادة الفصيل الموالي لإيران.

اقرأ أيضاً: إيران تشترط وقف إطلاق النار في غزة لتأجيل ردها على إسرائيل

رسائل الأميركيين

استثمر الأميركيون فترة التسامح هذه لتوصيل رسائل إلى طهران، وإلى الجهات المنضوية تحت لوائها، وتتفق جميع التصريحات الأميركية على أن واشنطن لا تسعى للتصعيد، وقد استخدمت الولايات المتحدة جميع القنوات الدبلوماسية المتوفرة لنقل هذه الرسالة إلى طهران.

ويشدد العديد من المسؤولين الأميركيين على أن واشنطن استخدمت القنوات الدبلوماسية الرسمية مثل السفارة السويسرية في طهران لنقل هذه الرسالة، كما أنها اعتمدت على حلفاء مثل رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي والمستشار الألماني لإجراء مباحثات مع الرئيس الإيراني الجديد، ولإبلاغه بأن الولايات المتحدة وبقية الأطراف لا يرغبون في التصعيد.

القلق على الأميركيين

يتخوف الأميركيون من أن تكون طهران قد استخدمت "فترة التسامح" لتنظيم هجوم أشد وأفدح من هجوم 13 أبريل الماضي، ويقدر الأميركيون الآن أن لدى إيران العديد من الخيارات، خاصةً تنفيذ هجوم مباشر من الأراضي الإيرانية وبالتعاون مع الميليشيات المتحالفة معها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وأعرب عدد من المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا إلى "العربية" و"الحدث" عن مخاوفهم من قيام إيران أو الميليشيات المرتبطة بها بشن هجمات على القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا، وأشار أحد المتحدثين إلى أن هذه القوات معرضة للخطر ولا يجب أن تتعرض لأي ضرر.

ومن الجلي أن الأميركيين يسعون للتأكيد على أن الهجوم الإيراني المنسق مع الميليشيات لا يهدد أمن إسرائيل فحسب، بل يشمل أيضاً الأميركيين، وهذا ما يثير حالة من القلق الشديد لدى الرئيس الأميركي وإدارته، خصوصاً وزارة الدفاع المسؤولة المباشرة عن حماية جنودها في منطقة الشرق الأوسط.

وضعية الهجوم الأميركي

تزداد المخاطر في "الأيام الحرجة" هذه بأن إيران لم تظهر حتى الآن أي إشارة للاستجابة للجهود الأوروبية، أو للرسائل الأميركية، ولم يُعلن أي من قادة إيران عن استعداد طهران للتراجع عن تهديداتها.

ويرون الأميركيون أن الرد على تصاعد التهديدات الإيرانية يكمن في تعزيز تواجدهم العسكري في الشرق الأوسط والانتقال من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.

وقد أرسلت واشنطن منذ بداية التوتر قوات بحرية إضافية إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر ومياه الخليج العربي، بالإضافة إلى نشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ في المنطقة، ومن الواضح عند النظر إلى خريطة الانتشار أنها كانت في وضعية ملائمة لمواجهة أي هجوم كبير من إيران وميليشياتها وإحباط هذا الهجوم.

لكن اليومين الأخيرين شهدا تغييراً واضحاً في القدرات الأميركية، فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه طلب من حاملة الطائرات لينكولن التحرك بسرعة أكبر نحو الشرق الأوسط، وأنه أمر غواصة أميركية تحمل صواريخ "توماهوك" بالدخول إلى منطقة العمليات المركزية.

الاستعداد للتصعيد

أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى في حديثه لـ"العربية" و"الحدث" أن الولايات المتحدة كانت تمتلك قدرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط في بداية المرحلة، لكن "حاملة الطائرات والغواصة هما قوتان هجوميتان".

ولا ينبغي أن نستنتج بأي حال من الأحوال أن الأميركيين ينوون الانخراط في عملية استباقية، أو الإسراع في استهداف أهداف إيرانية، لكن مسؤولاً أميركياً أفاد لـ"العربية" و"الحدث" بأن "هذه القدرات الهجومية متوفرة لمواجهة فترة من التصعيد"، ووصف سيناريوهات التصعيد بأنها تشمل قصفاً إيرانياً منسقاً مع الميليشيات التابعة لطهران، ووقوع ضحايا خلال الهجوم، وأن ترد إسرائيل على هذا الهجوم، فتبدأ بذلك مرحلة التصعيد وهذا ما يتطلب من الأميركيين الاستعداد للمشاركة في استهداف أهداف إيرانية أو تابعة للميليشيات.

إنه الشرق الأوسط

إنها فترة مليئة بالتحديات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا ترغب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في حدوث أي تطورات، "فالجميع يعلم أن القيادة السياسية الأميركية تود تركيز اهتمامها في مكان آخر، ولكن هذا هو الشرق الأوسط، وعلينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات"، كما يقول أحد المتحدثين الأميركيين مشيراً إلى صعوبة المرحلة.

ليفانت-العربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!