-
نزوح كثيف بشمال شرق سوريا مع تقدم القوات التركية .. ودبلوماسيون أميركيون على خط الوساطة
دفع الهجوم الذي تشنّه أنقرة ضدّ الأكراد في شمال شرق سوريا آلاف السكان إلى النزوح يوم أمس الخميس، مع تقدّم القوات التركية الغازية والفصائل السورية الموالية لها، في حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ وساطة بلاده هي خيار مطروح للحل.
وكتب الرئيس الأميركي على تويتر "لدينا واحد من ثلاثة خيارات: إرسال آلاف القوّات وتحقيق نصر عسكري، توجيه ضربة ماليّة شديدة لتركيا وعبرَ (فرض) عقوبات، أو التوسّط لإيجاد اتّفاق بين تركيا والأكراد!".
وقد كلّف ترامب دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي كبير الخميس.
وأشار المسؤول إلى أنّ العمليّة العسكريّة التركيّة في شمال سوريا لم تتخطّ في هذه المرحلة الخطّ الأحمر الذي وضعه ترامب.
وردّاً على سؤال حول تعريف هذا الخطّ الأحمر، قال إنّه يشمل "التطهير العرقي" وكذلك "القصف الجوّي أو البرّي العشوائي ضدّ المدنيّين".
وأضاف المسؤول الأميركي "ليست لدينا أمثلة بارزة على تصرّفٍ كهذا في هذه المرحلة، ولكنّها ليست سوى بداية" العمليّة العسكريّة التركيّة.
واحتلت القوات التركية وفصائل من "جيش التحرير الوطني"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، على 11 قرية حدودية، معظمها قرب بلدة تل أبيض، وسط قصف مدفعي كثيف. كما شنت طائرات تركية غارات على المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين.
وتوقّع محللون في وقت سابق أن يقتصر الهجوم التركي في مرحلة أولى على هذه المنطقة ذات الغالبية العربية والتي يبلغ طولها أكثر من مئة كيلومتر.
وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أن 70 ألف شخص نزحوا مؤخرا جراء تصاعد العنف في البلدات السورية الحدودية باتجاه مدن الحسكة والرقة ومحيطهما. وأحصى المرصد منذ الأربعاء مقتل عشرة مدنيين و29 عنصراً من قوات سوريا الديموقراطية جراء الهجوم.
وحذرت 14 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك الخميس من حدوث أزمة إنسانية جديدة في شمال شرق سوريا.
وتهدف أنقرة من الهجوم، الذي ندّدت به دمشق وحليفتاها طهران وموسكو، إلى إقامة "منطقة آمنة" بعمق ثلاثين كيلومتراً، تبعد عنها الأكراد وتعيد إليها قسماً كبيراً من "3.6" سوري لجأوا إلى أراضيها.
وبدأت العملية التركية الأربعاء بعد يومين من سحب واشنطن بين 50 ومئة جندي من نقاط حدودية بقرار من ترامب، الذي تعرض لانتقادات واسعة ولاتّهامات بالتخلّي عن المقاتلين الأكراد الذين فقدوا وفق تقديراتهم 11 ألف مقاتل في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
قلق أوروبي .. أردوغان يهدد باللاجئين ..
أبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ من تداعيات الهجوم على مواصلة المعركة ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، ومن احتمال أن يُسهم في انتعاشه مجدداً مع انصراف المقاتلين الأكراد إلى مواجهة تركيا. ووجهت انتقادات لاذعة لإردوغان.
وردّ على منتقدي الهجوم قائلاً "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مجددا، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3,6 مليون مهاجر" سوري.
وأعلنت الإدارة الكردية الخميس أن القصف التركي الأربعاء طاول سجناً يقبع فيه مقاتلون أجانب من التنظيم في مدينة القامشلي، فيما ذكر المرصد أن القصف استهدف محيطه.
واعتبرت طهران أن الحل يكمن في انتشار قوات النظام في هذه المنطقة، كما دعت روسيا إلى مفاوضات بين الأكراد ودمشق، الأمر الذي رحبت به الإدارة الكردية.
وتعتقل قوات سوريا الديموقراطية 12 ألف عنصر من التنظيم، وفق ما قال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر لفرانس برس. وبين هؤلاء 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة.
ليفانت_ ا ف ب
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!