الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
نيران العدو والحركة الكوردية السورية
ماهين شيخاني

لا شك أن الاصطفافات بالنسبة للأحزاب الكوردية توضحت وأفرزت بعد سنوات إلى ثلاث كتل "الأطراف" رغم أن إحدى الكتل عملياً محسوبة على إحدى الطرفين، فالأحزاب والمنظمات المنضوية لـ PYD معروفة، ولكنهم أعلنوا بتشكيل إطار كوردي جديد تضم نحو 25 حزباً وهذه الأحزاب البعض منهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وباسم «أحزاب الوحدة الوطنية الكوردية» بالتنسيق مع بعض الأحزاب في التحالف الوطني بغية التفاوض مع ENKS.

وجاء في بيانهم: "شكلت أحزاب وحركات في روج آفا مظلة سياسية باسم أحزاب الوحدة الوطنية الكردية"، وذلك بهدف العبور إلى مرحلة جديدة في مسار توحيد الصف الكردي".

وشكل 25 حزباً وحركة سياسية في روج آفا مظلة سياسية بهدف توحيد الصف الكردي أطلق عليها اسم "أحزاب الوحدة الوطنية".

لا شك هي خطوة مباركة رغم نظرية الشك، حيث أنهم استبدلوا لون المظلة من القاتم للفاتح أو اقل درجة لونية، وكما يقال إن اللون الرمادي بالنسبة للأسود يعتبر فاتحاً، لكن هناك أيضاً أشخاص غير مؤيدة حتى  لهذه الخطوة، أيادٍ خفية ومؤثرة في حزب الاتحاد الديمقراطي ليست من "مصلحتها" تدفع باتجاه إفشال الحوار الكردي الكردي، وبالتالي إفشال مبادرة السيد مظلوم عبدي من خلال دفع مجموعة أحزاب منضوية أصلاً للإدارة الذاتية إلى إثارة الكثير من المواضيع قبل أوانها وتسعى هذه الأيادي الخفية إثارتها من خلال هذه الأحزاب والتي قد يتسبب في لحظة ما إلى عرقلة الحوار أو حتى إلى إفشاله من الأساس.

أما بالنسبة للمجلس، فقد سارع هو أيضاً بضم بعض الأحزاب التي كانت أصلاً في المجلس الوطني الكوردي، وقد اتخذ بحقهم التجميد لأسباب تنظيمية وربما مزاجية في حينها. اليوم يستدعى ذلك لانضمامهم إلى المجلس لكسب أصواتهم.

فالمفاوضات الكردية - الكردية، والتي جاهدت بذلك القوى الغربية أمريكا وفرنسا وربما دول لم تكشف عن هويتها وبحضور واضح وجلي من إقليم كوردستان لم تثمر بعد.

والآن تحديداً، وبعد اللقاءات (السورية - التركية) من قبل استخبارات الطرفين وما تبعها من مفاوضات على مستوى اجتماع وزراء الدفاع الدولتين وبحضور الروسي ومن ثم التمهيد للقاء الرؤساء (أردوغان - الأسد)، رغم رسائل أمريكية واضحة لهما، لكن عنجهية الترك غير محمودة، نيرانهم تقترب، بل لم تهدأ بتاتاً منذ تأسيس جمهوريتهم، وبات الكورد يتابعون الأحداث بقلق شديد للنظر إلى مستقبلهم ومصيرهم وتضحياتهم خلال هذه السنوات. وما زال الشعب يأمل بالمفاوضات الكوردية - الكوردية التي جرت برعاية وبحضور أمريكي في جلساتها، فهي مفاوضات مصيرية في جانبها السياسي للشعب الكوردي، ولا بدّ من مشاركة جميع الأطراف، بما فيهم الطرف الثالث أو الكتلة الثالثة في الجانب المصيري لأنه من الخطأ اختزال ذلك الجانب على أطراف دون أخرى، رغم الاختلاف الذي يعتبر حالة صحية، تصحيح الأوضاع ومشاركة الأطراف الرئيسة ضرورة لا بدّ من تداركها.

أي اتفاق بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي (أحزاب الوحدة الوطنية الكردية ) بالقامشلي وضم مجموعة من (الأحزاب) إلى الأنكسي بأربيل انتقل الاصطفاف الحزبي إلى مآله المفترض وبدأ (طرفا الاستقطاب) بجهوزية الدخول إلى الحلبة، في تقارب وجهات النظر وبانتظار تقديم برامجها الشفافة وخطواتها العملية، وهذه ليست نهاية المطاف، بل إن الأجواء أنسب الآن للصراع السياسي الخلاق والمنافسة الحرة المسؤولة لتحرك الوطنيين المستقلين والمناضلين والمثقفين -العضويين- والنشطاء الشباب والمنظمات النسوية والاتحادات المهنية والجيل المواكب للثورة وتنظيم طاقاتهم والاستمرار في مناقشة المشروع القومي والوطني الكردي للسلام وبناء مرجعية كوردية تضم كافة الشرائح المذكورة والأحزاب الخارجة عن المظلتين لإعادة بناء الحركة الكردية السورية واستعادة شرعيتها وذلك تحسباً لجميع الاحتمالات، وأولها إخفاق الأحزاب مرة أخرى في الاستجابة لمهام المرحلة، وفي قادم الأيام ستتوضح الأمور أكثر، لإنهاء الخلافات، ونأمل من المجلس الوطني الكردي اتخاذ خطوات جادة، حيث ضم الأحزاب "البارتي" الثلاثة تحت اسم واحد وتقليص استحقاقهم بمقعد واحد هي خطوة غير شفافة وغير عادلة نتمنى إعادة النظر بها، لربما هذه الخطوة تكون سلبية وردة فعل غير متوقعة.

وفي الختام نتمنى كل الخير والسلم والأمان والإيجابية لسوريا برمتها وللشعب الكوردي.

 

ليفانت - ماهين شيخاني

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!