الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل يتكرر سيناريو عفرين في الجزيرة السورية؟
هل يتكرر سيناريو عفرين في الجزيرة السورية؟؟

يترقب الشارع "الجزراوي" تطور الأحداث في شمال شرق سوريا بحذر، مع استياء شعبي واسع بتكرار سيناريو "عفرين" بعد انسحاب القوات التابعة للنظام السوري من بعض المناطق الحدودية مع تركيا، وترك المنطقة لقمة سائغة أمام العدوان التركي والفصائل السورية المتحالفة معه.


تأتي تلك التخوفات بعد انسحاب قوات النظام السوري من "تل تمر" ومن كامل الريف الغربي للدرباسية المجاورة للشريط الحدودي التركي السوري، بالتزامن مع عدم وجود مواقف واضحة من الأطراف التي تسيطر على المنطقة، كما انسحبت تلك القوات من بلدة أبو رأسين/زركان، بالتزامن مع هجوم بري وجوي مكثف وعنيف عبر الدبابات والطائرات التركية.


تسببت تلك العمليات الجديدة وانسحاب قوات النظام من المنطقة، بنزوح كبير من القرى الحدودية باتجاه مدينة الحسكة وقامشلي، إضافة إلى نشر الذعر والخوف بين المواطنين من استباحة المنطقة كاملة، حيث تمكنت تلك الفصائل الموالية لتركيا من السيطرة على قرى العريشة والريحانية وقرى أخرى بالمنطقة، حيث تحاول الفصائل بهجومها هذا قطع طريق تل تمر – أبو راسين.


يتخوف الأهالي من تكرار سيناريو عفرين، حيث دخلت قوات عسكرية تابعة للنظام للمنطقة للدفاع عنها ومواجهة العدوان التركي، وسرعان ما انسحبت من عفرين باتفاق بين الروسي والتركي، تاركين المدينة لكي يحتلها التركي والفصال التابعة له، ولتستمر الانتهاكات باحتلالهم وسيطرتهم على المنطقة.


ضغوطات النظام هذه وانتشاره على الحدود السورية التركية، ومن ثم انسحابه، هي خطوة للضغط على قوات سوريا الديمقراطية وباتفاق تركي روسي حسبما يتناقله الخبراء، لضم قسد إلى جيش النظام السوري، حيث سبق وأن صرّحت وزارة الدفاع السورية يوم أمس بدعوتها القوات للانضمام إلى الجيش النظامي، ما رفضه قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، معتبراً أن النظام لا يبحث عن الحلول الجدية، وإن يريد التسلق على دماء الآلاف من أبناء المنطقة لبسط نفوذه فيها.


ينقسم المجتمع "الجزراوي" بين طرفين، طرف يؤيد بقاء قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة العدوان التركي وعدم السماح للنظام والتركي بالسيطرة، وطرف آخر يبحث عن الأمان ووقف آلة القتل، وبرأيهم أن انتشار النظام سيكون أفضل من دخول التركي، بحسب مايتناقلونه عن تجربة عفرين، التي يقوم فيها الفصائل بممارسة انتهاكات وجرائم حرب باتت معروفة للجميع.


هذا ويتأمل شريحة صغيرة بالموقف الأمريكي والتعويل على بعض الأعضاء من الكونغرس الرافضين للهجمة التركية، والمؤيدين لدعم قوات سوريا الديمقراطية، بانتظار قرارات فعلية من واشنطن بوقف ذلك العدوان، والسيطرة على النقاط الحدودية بالاتفاق مع روسيا، إلا أن ذلك يبقى مرتبطاً بالمصالح الاستراتيجية لتلك القوى، ومدى جديتها مقابل التفاوض مع تركيا وروسيا.


هذا وتستمر مخاوف أهالي المنطقة من الحرب الدائرة في شمال شرق سوريا، وسط عمليات نزوح كبيرة باتجاه المناطق التي يتوقع أن لا يطالها العدوان التركي، وترك أهالي المنطقة ضحية للصفقات السياسية بين جميع الأطراف.


ليفانت

إعداد ومتابعة:شيار خليل

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!