-
التحولات السياسية في سوريا: دعم أوروبي مشروط لإعادة بناء الشراكات
تشهد الساحة السورية تحولًا ملموسًا مع تزايد الحضور الأوروبي في الأحداث السياسية، وذلك عقب زيارة وفد من القيادات البارزة من فرنسا وألمانيا إلى دمشق. هذه الزيارة تعتبر بمثابة دعم للإدارة السورية الجديدة، لكنها تأتي مصحوبة بشروط تتعلق بالانتقال السياسي والشمولية في تمثيل مختلف مكونات الشعب السوري.
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من دمشق أن الدول الأوروبية لن تمنح الأموال للهياكل الإسلامية الجديدة.
وأضافت بيربوك، من العاصمة السورية دمشق: "أخبرنا قائد الإدارة السورية "أبو محمد الجولاني" أن أوروبا لن تعطي أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة"، وفق "رويترز".
وتابعت: "ستدعم أوروبا البلاد لكن أوروبا لن تكون راعية لهياكل إسلامية جديدة".
اقرأ المزيد: ريف منبج: تبادل للغارات والقصف بين قسد والفصائل الموالية لتركيا
وأكدت بيربوك على ضرورة إشراك كل الطوائف في عملية إعادة الإعمار في سوريا، لافتة إلى أن هناك حاجة إلى ضمانات أمنية موثوقة للأكراد في سوريا.
تتزامن هذه التطورات مع مرحلة انتقالية حرجة داخل سوريا، حيث تفرض التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية الحاجة إلى جهود جماعية لتحقيق استقرار فعلي. وتجسد زيارة وزيرَي الخارجية الفرنسي والألماني رغبة أوروبا الفاعلة في المساهمة في مستقبل سوريا.
وفي تصريحات لأحمد بكوره، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، أشار إلى أن الزيارة تزرع "تفاؤلًا" لكنه مشروط بتنفيذ عدد من الشروط الأساسية، بما في ذلك إجراء انتقال سياسي حقيقي وتشكيل حكومة تكنوقراط تضم جميع المكونات السورية.
كما تناول بكوره في حديثه مع برنامج "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية" أهمية المرحلة الانتقالية، مشددًا على ضرورة تحقيق توافق شامل داخل سوريا، بما في ذلك التركيز على المدن الشمالية مثل الرقة والحسكة ضمن العملية السياسية.
من جانبه، اعتبر الناشط السياسي علي محمد السلطان أن أوروبا قدمت "رسالة دعم" للإدارة الجديدة، مبرزًا قناعة أوروبا بالتغيرات التي أعقبت سقوط النظام السابق. ورغم ذلك، أكد على أهمية تجنب فرض الشروط الصارمة، بل تقديم اقتراحات تسهم في تعزيز الشراكة وتحقيق تطلعات الشعب.
وأبرز أستاذ الفلسفة السياسية، الدكتور رامي الخليفة العلي، أن الدعم الأوروبي "ليس بلا شروط" ويتطلب اتخاذ خطوات فعلية على الأرض، خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة تشاركية تستوعب كافة الأطراف. وأكد على القلق الأوروبي إزاء استمرار النفوذ الروسي في سوريا، مما يضيف تحديات جديدة أمام الإدارة السورية الجديدة.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
سوريا وهيئة تحرير الشام
- January 4, 2025
ليفانت - جواد مراد
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!