الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
أزمة أوكرانيا تعقّد مسألة إمدادات الطاقة في ألمانيا
نورد ستريم 2 روسيا (2). صورة أرشيفية تعبيرية

بينما تسعى ألمانيا لتحقيق هدفها في الانتقال إلى مصادر للطاقة النظيفة خلال العقد المقبل، تعتمد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا على الغاز لسدّ الفجوة مؤقتاً فيما تعزز قدراتها في مجال طاقة الرياح والشمس لاستبدال محطات الطاقة النووية والفحم.

هناك 55 في المئة من واردات الغاز الألمانية مصدرها روسيا، مقارنة بـ40 في المئة عام 2012. وسيكون هذا المصدر مهدداً في حال غزت موسكو أوكرانيا.

بينما يشكّل الغاز 26,7 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة في ألمانيا ويساهم في تدفئة منزل من كل اثنين، أقرّت حكومة المستشار أولاف شولتس بأن أي عقوبات تفرض على روسيا، ستمثّل ضربة أيضا للاقتصاد الألماني.

ويتجسّد التعاون في مجال الطاقة بين روسيا وألمانيا في خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الذي يصل بين البلدين عبر بحر البلطيق، ويفترض أن يضاعف إمدادات الغاز الطبيعي الزهيدة من روسيا إلى ألمانيا.

وفي تحذير شديد من واشنطن قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن خط الأنابيب سيكون جزءاً من حُزْمَة عقوبات إذا تحرّكت روسيا ضد أوكرانيا.

وكانت حكومة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل ترى في خط الأنابيب البالغة كلفته 10 مليارات يورو (12 مليار دولار) الذي يعتبره حلفاء ألمانيا الغربيون وأوكرانيا مشكلة، خياراً مهما لمنع حدوث أي فجوة لدى انتقال ألمانيا إلى الطاقة المتجددة.

حذّرت المعارضة أن خط الأنابيب لن يؤدي إلا إلى ازدياد اعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية، في ما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي بأنه "سلاح جيوسياسي خطر في أيدي الكرملين". مع ذلك، لن يكون من السهل وقف اعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية.

بدوره، حذّر رئيس نقابة التعدين والكيمياء IG BCE الألمانية مايكل فاسيلياديس من أنه "إذا تخلينا عن الغاز الروسي ونورد ستريم 2، لن نغرق في الظلام فورا، لكن الأمر سيكون مكلفا، وسيطرح أسئلة لا إجابات عليها بشأن إمدادات الغاز في المستقبل، وسنواجه مشكلة".

اقرأ المزيد: بعد مرور عامين على البريكست.. حكومة جونسون إلى تشريع يلغي قوانين الاتحاد الأوروبي

يُنتظر أن يُستكمل التخلي عن الطاقة النووية بحلول نهاية العام والتوقف عن استخدام طاقة الفحم بحلول العام 2030. وفي هذا الوقت، سيتعيّن على ألمانيا التعويض عبر زيادة إمكاناتها في مجال الغاز بنسبة الثلث على مدى السنوات الثماني المقبلة، وفق معهد "فراونهوفر" للاقتصاد.

يزداد استهلاك ألمانيا للغاز بالفعل. ففي العام 2021، استخدمت 1,003 مليار كيلوواط ساعة، في زيادة نسبتها 3,9 في المئة عن العام السابق.

وتتطلع الحكومة إلى تنويع وارداتها لخفض اعتمادها على روسيا في المستقبل القريب. ولكن من شأن حلّ كهذا يقوم على الاستيراد من الولايات المتحدة أو أستراليا أو قطر، أن يكون مكلفا، حَسَبَ المصدر.

 

ليفانت نيوز _ وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!