-
من أجل استعادة الكرامة والفخر والمصالح القومية..يقول اليمين الإيطالي أنه قادم
في خطاب ناري متداول لزعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" جورجيا ميلوني في أيطاليا، تنتقد ماكرون الرئيس الفرنسي وترد عليه قائلة ان إيطاليا لن تقبل منكم دروسًا في الاخلاق والإنسانية، مشيرة لتورط فرنسا في إسقاط القذافي طمعا بماكسب اقتصادية ومشيرة إلى انتهاكات فرنسا الاستعمارية في أفريقيا حتى الآن ولاسيما في النيجر.
وتعليقا على نتائج الانتخابات التي جرت يوم أمس الأحد، كتبت ميلوني على صفحتها في (فيسبوك): “لقد كتبنا التاريخ اليوم، فالإشارة التي وردت من الإيطاليين، هي الرغبة بحكومة من يمين الوسط يقودها حزبنا”. وإنها الدور الآن لاستعادة الكرامة والفخر للأمة.
وأضافت، يمكنكم المساهمة في كتابة التاريخ". وأضافت "في أوروبا، إنهم قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة. انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية".
ونجحت ميلوني الرافعة لشعار "الله الوطن العائلة"، في جعل حزبها مقبولاً كقوة سياسية وببقائها في صفوف المعارضة في وقتٍ كانت الأحزاب الأخرى تؤيد حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي. ويمثل فوز اليمين المتشدد سابقة في تاريخ البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ولاسيما مع حزب زعيمته تصرح بإعجابها بموسوليني.
يُعرف عن إيطاليا أنها تسجل مستويات مشاركات سياسية عالية. وفي سنة 1979، خرج أكثر من 90% من الناخبين للتصويت، وظلت الأرقام مرتفعة خلال التسعينيات.
خلال هذه الانتخابات، نجد أن 64% فقط ممن يحق لهم التصويت قد ادلوا بأصواتهم. وفي عام 2018 أدلى 73% من الناخبين بأصواتهم، والإقبال على التصويت بدأ يتراجع طيلة أكثر من عقد.
ترقب العالم ولاسيما الاتحاد الأوروبي الذي شهد صعود اليمين السويدي الانتخابات التشريعية في إيطاليا بينما كانت الأصوات تدك في صناديق الاقتراع لمصلحة اليمين المتشدد.
وواكب الإعلام الأوروبي الانتخابات واستطلاع الرأي سعة بساعة ووصل الأمر لدخول التصريحات الرسمية الأوربية على خط التفاعل وهو ما لاقى تنديدا شديدا من أقطاب اليمين مطابين باعتذارات.
عن هذا التنديد قبل ثلاثة أيام، وجه زعيم حزب الرابطة الإيطالي، ماتيو سالفيني تصريحات ناقدة للاتحد الأوروبي، مؤكداً أن حكومة يمين تحت قيادته “ليست على استعداد لتلقي الأوامر من بروكسل”.
وقال سالفيني أمام مكتب المفوضية الأوروبية في روما في اليوم الأخير للحملة الانتخابية، استعدادا لانتخابات الاحد البرلمانية “إيطاليا بقيادة سالفيني ويمين الوسط لن تغير التحالفات وسياساتها الدولية، لكننا نريد الذهاب إلى أوروبا ورؤوسنا مرفوعة، وليس مثل (وزير خارجية الحكومة المستقيلة لويجي) دي مايو، لتلقي الأوامر من شخص ما (…) أصدقاء للجميع، لكن لسنا خدما لا أحد” .
بينما انتشر الخبر الآن، بمانشيت عريض موجز، انتصر اليمين في إيطاليا، فقد حقق حزب "فراتيلي ديتاليا" بزعامة جورجيا ميلوني فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية في إيطاليا.
التحالف اليميني
حصل التحالف اليميني على نحو 47 في المئة من الأصوات، مما يؤهله إلى الحصول على أغلبية واضحة في البرلمان. وأعلنت ميلوني أنها ستترأس الحكومة المقبلة وأن حزبها سيحكم " لجميع" الإيطاليين لـ"توحيد الشعب".
وتحالف حزب فراتيلا ديتاليا مع الرابطة اليمينية المتطرفة بقيادة ماتيو سالفيني وحزب فورزا إيطاليا المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني. واعترف الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط بهزيمته في هذه الانتخابات وأكد أنه سيكون أقوى قوة معارضة في البرلمان.
أعلنت جورجيا ميلوني التي حل حزبها فراتيلي ديتاليا أولا في الانتخابات التشريعية الأحد في إيطاليا، أنها ستقود الحكومة المقبلة. وقالت جيورجيا ميلوني زعيمة حزب إخوة إيطاليا القومي اليوم الاثنين إن الناخبين الإيطاليين منحوا تفويضا واضحا لليمين لتشكيل الحكومة المقبلة ودعت إلى الوحدة للمساعدة في مواجهة مشكلات البلاد العدّة.
بقي حزب "ديتاليا" منذ الانتخابات التشريعية في 2018 في المعارضة، وفرَضَ الحزب نفسه بديلاً رئيسيا، وانتقلت حصته من الأصوات من 4,3% قبل أربع سنوات إلى حوالي ربع الأصوات (بين 22 و26%).
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات لدى إغلاق مكاتب الاقتراع 64,07% مقارنة بـ73,86% في 2018.أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوروبا الغربية منذ عام 1945 إلى اليوم"، تَبَعاً لـِلمركز الإيطالي للدراسات الانتخابية.
تصريحات وردود حامية.. اليمين يبارك
سيضطر التكتل للتعامل مع ثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو من خلال فريق سياسي مقرب من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وفي هذا السياق أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي "أدوات" لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة.
لم تمر التصريحات دون رد، فدعا زعيم حزب الرابطة الإيطالي، ماتيو سالفيني رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى “الاستقالة أو الاعتذار”، بسبب ردها في جامعة برينستون الامريكية على سؤال حول كيفية تعامل بروكسل مع الحكومة الإيطالية القادمة بعد انتخابات أمس الأحد البرلمانية.
ووصف سالفيني تصريح فون دير لاين بـ”التهديد القذر وتدخل غير مرغوب في الساحة” السياسية الإيطالية. وأضاف “السيدة تمثل جميع الأوروبيين، وليس فقط أولئك المنتمين لليسار”.
ونفت المفوضية الأوروبية تدخل رئيستها أورسولا فون دير لاين في الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الأحد، في إشارة لحديث للأخيرة أمس الخميس في جامعة برينستون الامريكية أثار جدلا في إيطاليا.
وقال كبير المتحدثين في المفوضية الأوروبية ايريك مامير، رداً على سؤال بهذا الصدد “أفتكر أنه من الواضح تماماً أن الرئيسة فون دير لاين لم تتدخل في الانتخابات الإيطالية عندما تحدثت عن أدوات وإجراءات في بلدان أخرى”.
وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن لإذاعة (آر.إم.سي) إنها لا تريد التعليق على الخيارات الديمقراطية للشعب الإيطالي، لكنها ترغب في التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لديه قيم محددة يتمسك بها مثل حقوق الإنسان.
وبعث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونظيره البولندي ماتيوز مورافيسكي "التهاني" إلى ميلوني مساء الأحد. وقال أوربان في رسالة "نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون رؤية ونهج مشتركين تجاه أوروبا".
وكتب رئيس التجمع الوطني الفرنسي جوردان بارديلا على تويتر "قدم الإيطاليون درسا في التواضع للاتحاد الأوروبي الذي ادعى من خلال صوت فون دير لاين أنه يملي عليهم تصويتهم".
بدوره قال زعيم حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف سانتياغو أباسكال إن ميلوني "أظهرت الطريق نحو أوروبا فخورة وحرة".
تحديات ومواقف
تواجه الحكومة الجديدة، أزمة ناجمة من الارتفاع الحاد في الأسعار في وقت تواجه إيطاليا دينا يمثل 150% من إجمالي ناتجها المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
وإيطاليا بحاجة لاستمرار المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد كوفيد-19 التي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.
ومثلما فعلت قبلها زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، تخلت ميلوني في نهاية المطاف عن مشروعها القاضي بالخروج من اليورو، لكنها تطالب بـ"مراجعة قواعد ميثاق الاستقرار" المعلقة بسبب الأزمة الصحية التي تحدد سقف العجز في ميزانية الدول وديونها بـ3% و60% على التوالي من إجمالي ناتجها المحلي.
وفي المسائل الاجتماعية، تعتمد ميلوني المتحدرة من روما مواقف محافظة متشددة، وأعلنت في حزيران/يونيو "نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم-عين! نعم للهويّة الجنسية، لا لإيديولوجيا النوع الاجتماعي!".
وسيؤدي وصولها إلى السلطة أيضا إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنويا عشرات آلاف المهاجرين، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تغيث مهاجرين سراً يعبرون البحر في مراكب متداعية هربا من البؤس في أفريقيا.
ويتفق الخبراء منذ الآن على أن ائتلافا حكوميا كهذا ستُواجه فيه ميلوني تحديا حقيقيا في التعامل مع حلفاء مربكين سواء سيلفيو برلوسكوني أو ماتيو سالفيني، لن يستمر طويلا في بلد معروف بافتقاره إلى الاستقرار الحكومي.
ونقلت موفدة فرانس24 إلى إيطاليا مايسة عواد أن نسبة المشاركة بلغت نحو 64 بالمئة، في انخفاض واضح عن الانتخابات الماضية حين بلغت النسبة 74 بالمئة.
اليسار يتنحى جانباً.. أمسية حزينة
إلى ذلك، اعترف الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط في ساعة مبكرة من صباح الإثنين بهزيمته في الانتخابات العامة وقال إنه سيكون أكبر قوة معارضة في البرلمان المقبل.
وقالت ديبورا سيراتشياني، البرلمانية البارز في الحزب الديمقراطي، للصحافيين في أول تعليق رسمي للحزب على النتيجة "هذه أمسية حزينة للبلاد.
قبل أشهر من الانتخابات، كانت أكبر قوة في يسار الوسط بقيادة انريكو ليتا على رأس الحزب الديمقراطي، تتمتع بتقدم مريح وفق استطلاعات الرأي بنحو 20%، بل إنها كانت تتنافس ندا لند مع فراتيلي ديتاليا خلال السباق، لتكون القوة الأكبر في البلاد.
لكن تعثر مسار يسار الوسط عندما حاول التحالف مع حزب الوسط (العمل) لكنه فشل ولم يتجاوز 17%. أما حركة خمسة نجوم الشعبوية فيعتقد أنها حصلت على نسبة من الأصوات تتراوح بين 13.5% و17.5%، وهو ما يمكن أن يكون أعلى مما توقعته استطلاعات الرأي، ولكنها نسبة أقل مما تحقق سنة 2018، حين بلغت 32.7%.
وعانى الحزب الانقسامات الداخلية، بعد أن غادر الزعيم السابق للحزب لويجي دي مايو، وانضم إلى تحالف يسار الوسط، ليكون حزبه الخاص: "التعهد المدني".
اقرأ المزيد: المُستهلك الأوروبي.. والعبء الاقتصادي الكبير بالشتاء الأخير للغاز الروسي
وتعهدت زعيمة حزب (إخوة إيطاليا) اليميني القومي جورجا ميلوني بأنها لن تجدد اتفاقية مذكرة التفاهم التي وقعتها حكومة جوزيبي كونتي الأولى (تحالف حركة خمس نجوم-حزب الرابطة) في عام 2019 مع الصين بشأن الانضمام لمبادرة مشروع (الحزام والطريق) الضخم للبنى التحتية البحرية والبرية للربط بين القارات.
وشددت على أنه في حالة تشكيل وجود حكومة يمين الوسط فـ”من المؤكد أن تايوان ستكون قضية أساسية لإيطاليا”، واصفةً “تهديدات الصين” بأنها “غير مقبولة”.
وبما ميلوني زعيمة أكبر حزب في التحالف الفائز، فهي الخيار الواضح لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، لكن انتقال السلطة بطيء تقليديا وربما يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين. ولإيطاليا تاريخ طويل مع الاضطرابات السياسية، ومن سيشغل منصب رئيس الوزراء المقبل سيرأس الحكومة رقم 68 منذ عام 1946.
إعداد وتحرير: وائل سليمان
ليفانت نيوز _ رويترز_ أ ب _ أ ف ب _ ميديا
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!