-
الأسَد وزوجته: هل يشهد الزوجان الرئاسيان انهيارًا قريبًا؟
**5 ديسمبر 2024**
بقلم مادلين يانسن - رئيسة قسم الشؤون الخارجية
تتزايد المخاوف بين نشطاء حقوق الإنسان مع اقتراب مقاتلي هيئة تحرير الشام (HTS) من إحكام سيطرتهم على مدينة حماة، رابع أكبر مدينة في سوريا. وفقًا لتقارير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بات مقاتلو الهيئة يحيطون بالمدينة وقد قاموا بقصف بعض أحيائها.
في برلين، كان بشار الأسد وزوجته أسماء يمثلان ذات يوم رمزًا للأمل والتجديد في الشرق الأوسط، لكنهما الآن يتحولان إلى "زوجين الرعب". تقترب الأيام المنتصرة للأسد من نهايتها، حيث يشهد على تقدم الفصائل المعارضة في حلب وحصار حماة وحمص، مع قطع الطرق الحيوية في الشمال الغربي. ورغم إرسال الأسد لقوات حكومية، إلا أنها لا تزال عاجزة عن مواجهة هذه الجماعات المتنوعة.
لقد اندلعت معارك عنيفة حول مدينة حماة، حيث أفادت التقارير بأن الميليشيات طوقت المدينة من ثلاث جهات، مما أجبر حوالي 150,000 شخص على الفرار من القتال.
الأسد وحلفاؤه في مأزق
منذ أكثر من أسبوع، يسجل تقدم هيئة تحرير الشام وحلفائها في الشمال السوري، في ظل غياب استراتيجية فعالة من جانب الأسد لمواجهتهم. هذه الوضعية تُعزى إلى تراجع دعم حلفائه الإقليميين:
- أصبح **حزب الله اللبناني** عاجزًا بفعل الضغوط الإسرائيلية.
- تركز **روسيا**، التي كانت حليفًا قويًا للأسد منذ عام 2015، الآن على حروبها في أوكرانيا.
- **تركيا**، تحت قيادة رجب طيب أردوغان، تدعم المعارضة السورية وتستغل الفرصة لتحقيق مكاسب جديدة.
الأسد: صعود عشوائي إلى السلطة
تاريخيًا، تميل الأنظمة الديكتاتورية مثل نظام الأسد إلى ترسيخ جذورها مع مرور الوقت. تولى بشار الأسد الحكم عام 2000، رغم أنه لم يكن مُخططًا له ذلك، حيث كان يطمح في البداية أن يصبح طبيب عيون. لكنه بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل في عام 1994، عاد إلى سوريا وأُعد ليكون خليفة والده حافظ الأسد.
أسماء الأسد: من الإصلاحية إلى داعمة النظام
بدأت أسماء الأسد كإصلاحية محتملة، حيث شجعت الشباب على التغيير. إلا أنها تحولت لاحقًا إلى داعمة رئيسية للنظام، ولم تعلن أبداً عن رفضها لممارساته. ورغم إصابتها بسرطان الثدي عام 2018 وسرطان الدم لاحقًا، استمرت في الظهور علنًا بجانب زوجها.
روسيا والأسد: علاقة متوترة
لقد اعتمد الأسد بشكل كبير على الدعم الروسي لاستعادة السيطرة على سوريا منذ عام 2015، حيث ساعدت الغارات الجوية الروسية في استعادة حلب. ومع ذلك، انصب تركيز روسيا الآن أكثر على أوكرانيا، مما يترك الأسد في وضع ضعيف.
نظام الأسد: دولة مافيا
عمل الأسد على تعزيز سلطته من خلال استخدام الأموال الناتجة عن أنشطة غير قانونية، مثل إنتاج وتهريب الفنتانيل، فيما استحوذت عائلته على ممتلكات تقدر بملايين الدولارات في أوروبا وروسيا.
نهاية قريبة؟
مع استمرار تقدم المعارضة وسيطرة هيئة تحرير الشام على مناطق جديدة، تزداد احتمالية انتهاء حكم الأسد. حتى حلفاؤه، مثل روسيا، قد يجدون أنفسهم غير قادرين أو غير راغبين في إنقاذه مرة أخرى. وبذلك، قد تمثل السيطرة على حلب بداية النهاية لنظام الأسد، مما يضع الزوجين الرئاسيين أمام خيارات صعبة.
المصدر:morgenpost
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!