الوضع المظلم
الأحد ٢٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • “الإرهاب” خلفيّة لا تحتاج لأدلّة عن مُرتزقة تركيا في ليبيا

“الإرهاب” خلفيّة لا تحتاج لأدلّة عن مُرتزقة تركيا في ليبيا
ليبيا


لم يعد من الممكن أمام تركيا أو المدافعين عنها في الساحتين، السورية أو الليبية، إنكار حقيقة إرسال “مرتزقة” من المليشيات السورية المُسماة بـ”الجيش الوطني السوري” التابع للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إذ وعقب أشهر من الإنكار والتضليل، بُثّت عشرات المقاطع المُصورة من قبل “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير “خليفة حفتر”، والتي أثبتت بالصوت والصورة والشهادة والاعتراف، وجود هؤلاء المرتزقة السوريين هناك، بل إنّ المسلحين السوريين صوروا بأنفسهم مشاهداً لقنصهم واستهدافهم من قبل القوّات الليبية.


وعقب أن أضحى ذلك مُبرهناً ومُثبتاً، جاء الحديث على نوعية المسلحين أو المرتزقة، الذين ترسلهم أنقرة من مناطق سيطرتها في شمال غرب سوريا، إلى ليبيا، فهؤلاء ورغم أنّ الحديث قد يطال جميع المليشيات المُسماة بـ”الجيش الوطني السوري”، لكن الموصوم منها بالإرهاب فعلاً، كـ”تنظيمات داعش والنصرة”، من بين التشكيلات التي يجري نقل مسلحيها إلى طرابلس، وهو ما ذهب إليه المتحدّث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، مساء أمس الأحد، الرابع والعشرين من مايو، عندما قال: “إنّ قوات الجيش الليبي ألقت القبض على محمد البويضاني المكنّى بأبي بكر البويضاني”، والذي وصفه بأحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا، مشدداً أنّ “الداعشي السوري كان يقاتل مع تشكيلات الوفاق عند القبض عليه”، ومضيفاً أنّ “البويضاني” نقلته الاستخبارات التركية لليبيا كمسؤول عن “فيلق الشام”، وقال إنّ الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت كبيرة، مشدداً على أنّ جميع العمليات السابقة لم تنتهِ بعد.


ليس الإعلان الأول


والكشف عن اسم “البويضاني” ليس الأول من نوعه، على صعيد إعلان إرسال تركيا للإرهابيين إلى ليبيا، ففي التاسع عشر من أبريل الماضي، صرّح اللواء أحمد المسماري: “إنّ تركيا وجماعات تنظيم القاعدة، وراء تحرّك المليشيات في كافة مناطق ليبيا، وهناك قيادة ميدانية تركية خاصة في مناطق الجنوب الغربي”.


فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في السادس والعشرين من أبريل، عن إرسال تركيا نحو 37 من إرهابيي تنظيم داعش إلى ليبيا، قائلاً: “هؤلاء الدواعش باتوا الآن في ليبيا وبعلم المخابرات التركية”، وأشار المرصد إلى قيام تركيا بتفريغ إدلب من الجهاديين، وإنّ “تركيا تجنّد وترسل المرتزقة السوريين عبر أراضيها ومطاري غازي عينتاب وإسطنبول إلى ليبيا”.


 


فيما كان قد دعا مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، من مقرّ إقامته في إسطنبول، الى إخلاء سبيل جميع من وصفهم بـ”المجاهدين”، ليشاركوا في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي، فيما قالت قوى ليبية أنّ تلك الدعوات كانت تعبّر عن وجهة نظر المخابرات التركية، وقد وجدت صدى لدى سلطات طرابلس، حيث تم إطلاق سراح إرهابيين من تنظيمي القاعدة وداعش والدفع بهم الى محاور القتال وخاصة في العاصمة طرابلس.


قادة المرتزقة السوريين يطبّلون للقتال في ليبيا


وعقب انفضاح أمرهم، لم تكلف المُعارضة السورية سواء السياسية أو العسكرية خاطرها بتفنيد تلك الاخبار أو التصدّي لتحويل أنقرة إياهم إلى مجموعة تقود قتلة مأجورين حسب الطلب، بل انبرى عدد منهم للدفاع عن القتال في ليبيا، رغم أنّ السوريين أنفسهم كانوا يؤكدون في بداية حراكهم الشعبي على وجوب امتناع التدخل الخارجي في شأنهم، لولا بعض المتاجرين بقضيتهم، خاصة ممن يقيمون في تركيا.


وعليه دعا رئيس المكتب السياسي في مليشيا “لواء المعتصم” وهو “مصطفى السيجري” في الثلاثين من أبريل، إلى ما أسماه بـ”الجهاد والقتال في ليبيا”، مدعياً أنّ ذلك دعم للشرعية والقوى الثورية في مواجهة الإرهاب والاستبداد، وزعم “السيجري” في تغريدة له على حسابه بموقع “تويتر”، بأنّ المعركة في ليبيا بين “الحق والباطل، من دمشق إلى طرابلس، ومن صنعاء إلى بيروت، ومن بغداد إلى القاهرة”، في دعوة صريحة ومؤكدة منه للقتال في كل تلك الدول، وفق ما يفرضه الجانب التركي.


 


النصرة تؤيّد أنقرة أيضاً


وهو ما ذهب إليه المدعو بـ”عبد الله المحسيني”، المتزعم في تنظيم “جبهة النصرة”، في الثاني عشر من مايو، عندما طالب الإرهابي أنصاره بضرورة المشاركة في القتال ضد “الجيش الوطني الليبي”، وفق تسجيل مصور جرى تداوله على مواقع التواصل، كنوع من الدعم لقطر وتركيا، اللتين تسهمان في إرسال مرتزقة ودعم المليشيات، مُستنداً بذلك على الفتاوى المتطرّفة للمفتي المعزول الصادق الغرياني.


وظهر المحسيني، في تسجيل مرئي بعنوان “الصرخة الأخيرة إلى أهلنا في ليبيا”، وهو يدعو إلى ما اعتبره الجهاد والنفير وتقديم الأرواح رخيصة لمواجهة القوات المسلحة، فيما اعتبر مراقبون ذلك الظهور، دليلاً صريحاً على أنّ القوات المسلحة، بقيادة المشير خليفة حفتر، تواجه تنظيمات متطرفة في حربها لتطهير ليبيا من الإرهاب المدعوم من الخارج.


 


وهو ما أكّده مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في الثامن عشر من مايو، عندما قال إنّ الكثير من عناصر داعش السابقين الذين انخرطوا في صفوف “الجيش الوطني السوري” أصبحوا الآن في ليبيا، مضيفاً أنّ لديهم قوائم بأسماء 19 من عناصر تنظيم داعش سابقاً، من محافظة دير الزور وبادية تدمر السورية، انتقلوا إلى مناطق السطوة التركية شمال سوريا، وبعد ذلك انخرطوا في صفوف “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا وانتقلوا للقتال في ليبيا، وأشار عبد الرحمن إلى أنّ الداخل السوري منقسم ما بين مجموعات موالية لأردوغان وبين رافضين للذهاب والقتال في ليبيا.


واستناداً على المعلومات السابقة، والدعوات المتطابقة بين المتزعم في مليشيات “الجيش الوطني السوري”، والآخر المتزعم في تنظيم “جبهة النصرة”، والثالث الذي يكون مفتياً معزولاً في ليبيا بسبب تطرفه، يغدو جلياً أنّ الليبيين سيسجلون في قادمات الأيام (القبض أو تصفية) العديد من منتسبي التنظيمات المصنفة إرهابية كـ(داعش والنصرة)، رغم أنّ واقع الحال يقول، إنّ المرتزقة على اختلاف مسمياتهم، يحملون الكمّ ذاته من الإرهاب، أياً كانت خلفياتهم السابقة.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة







 



كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!