الوضع المظلم
الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
الحقيقة التي تصفع النظام الايراني بقوة
فرید ماهوتشي

إخفاء الحقائق وحجبها عن الشعوب أو تحريفها وتزييفها، هي من سمات ومميزات النظم الديکتاتورية التي تجد في کشفها والاعتراف الصريح بها بمثابة انتظار العد التنازلي لمستقبلها ومصيرها، ومن هنا فإن هذه الأنظمة تقوم، وبشکل خاص، بالتغطية والتستر على الأمور والمسائل المٶثرة والفعالة التي تواجهها والتي تهددها بقوة.

ومن دون شك فإن لنظام الملالي الحاكم في إيران تاريخاً أسود بهذا الصدد مع منظمة مجاهدي خلق التي تميزت بکونها أقوى وأهم معارضة تقف بوجهه، خصوصاً وأنها تعبر عن مختلف شرائح ومکونات الشعب الإيراني وأثبتت ليس نظرياً بل وحتى عملياً من أنها تقف من جميع المکونات على مسافة واحدة من دون أي تمييز أو تفاضل ما بينها، وهذا أيضاً ما جعل النظام يشعر بالمزيد من الحذر والرهبة منها ويدفعه ويحثه للعمل على مواجهتها بکل ما في وسع النظام.

التطرق إلى الأحداث والتطورات التي تداعت وتتداعى عن عملية الصراع والمواجهة الجارية بين النظام وبين منظمة مجاهدي خلق، يضعنا أمام سجل طويل من سعي مستميت من جانب النظام من أجل التغطية على هذا الصراع وعلى ما يتداعى عنه ولا ريب من أن العمل من أجل تلك التغطية قد تطلب حملات نوعية مکثفة من جانب النظام ضد المنظمة ولو قمنا بعملية تدقيق ومراجعة متأنية للعديد من جوانب هذه الحملة السياسية ـ الأمنية ـ الثقافية ـ الفکرية ـ الإعلامية ـ التاريخية للنظام، لوجدنا أننا نقف أمام أکبر عملية تزييف وتحريف ليس في تاريخ المنظمة بل وحتى في تاريخ نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والکرامة الإنسانية، ذلك أن هناك ثمة تداخل غير عادي بين النضال والصراع الذي تخوضه المنظمة ضد النظام وبين النضال والصراع الذي يخوضه الشعب الإيراني من أجل الحرية ضد هذا النظام، ولعل أوضح دليل نوعي على هذا التداخل هو في الانتفاضة الشعبية الجارية حالياً في إيران، ذلك أن الشعار الأساسي للانتفاضة يطالب بإسقاط النظام تماماً کما تطالب المنظمة منذ 4 عقود.

بعد 43 عاماً من نهج غارق ومشرئب بممارسة الکذب والخداع والاحتيال من جانب النظام الإيراني وبعد سجل طويل من عملية تزييف وتحريف لحقائق المجريات والأمور الجارية على أرض الواقع، وبعد مزاعم وادعاءات لا عد ولا حصر لها من جانب قادة النظام بأن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها أي تأثير على الأوضاع في إيران، يقوم هذا النظام وفي خضم الانتفاضة الشعبية المستمرة ضده، وعلى لسان جهاز حرسه بإصدار بيان يطالب فيه المواطنين بعدم التواصل مع مجاهدي خلق! هذا الموقف الذي أماط اللثام عن واقع وحقيقة وضع النظام أمام الدور الحيوي والفعال الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق في مواجهة النظام واضطلاعها بقيادة عملية الصراع ضده من أجل إسقاطه وتخليص الشعب الإيراني والمنطقة والعالم من شروره وعدوانيته.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!