الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • العراق ومفترق الطرق.. الانسحاب الأمريكي بين إنهاء الأزمة وفتح الباب للصراع؟

العراق ومفترق الطرق.. الانسحاب الأمريكي بين إنهاء الأزمة وفتح الباب للصراع؟
Image by Rob Chavez from Pixabay

من المقرر أن تنسحب القوات الأميركية القتالية من العراق بحلول نهاية العام الجاري، وفقا لاتفاق بين الحكومتين العراقية والأميركية.

لكن هذا الانسحاب لا ينهي المسألة العراقية، بل يفتح الباب أمام تحديات ومصالح متناقضة تخص الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالوضع في العراق.

من جهة، تواجه الحكومة العراقية ضغوطا من الشارع والميليشيات والأحزاب السياسية لإنهاء الوجود الأميركي في البلاد، الذي يعتبرونه احتلالا وتدخلا في شؤونهم الداخلية.

ومن جهة أخرى، تحتاج الحكومة إلى دعم أميركي لمواجهة تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لا يزال نشطا في بعض المناطق، ولتعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية.

اقرأ أيضاً: الرئيس العراقي يتحدث عن تحديات الأمن والاستقرار والعلاقات الخارجية

كما تواجه الحكومة العراقية تحديا آخر في التوازن بين المكونات العرقية والطائفية في البلاد، وخاصة السنة والشيعة والأكراد، الذين لديهم رؤى ومطالب مختلفة بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة ودورها في العراق.

وتسعى الحكومة إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم جميع الأطياف، ولكنها تواجه صعوبات في توحيد الموقف الوطني وتحقيق الاستقرار السياسي.

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، تلعب مسألة الانسحاب الأميركي دورا مهما في تحديد مصير العراق والمنطقة، فمن ناحية، ترى إيران أن الانسحاب الأميركي فرصة لتعزيز نفوذها في العراق والمنطقة، وتدعم حلفاءها من الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية لملء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب.

ومن ناحية أخرى، تخشى تركيا والدول العربية من تمدد النفوذ الإيراني وتأثيره على أمنها ومصالحها، وتسعى إلى تعزيز علاقاتها مع العراق ودعم القوى المعتدلة والوطنية فيه.

وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن الانسحاب العسكري من العراق يندرج في إطار استراتيجية الرئيس جو بايدن لتقليص التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، والتركيز على التحديات الأكبر مثل الصين وروسيا.

ولكن الولايات المتحدة لا تريد أن تفقد مصالحها ونفوذها في العراق والمنطقة، وتحرص على عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية أو ظهور تهديدات إرهابية جديدة.

ولذلك، تنوي الولايات المتحدة الاحتفاظ بوجود محدود في العراق لتقديم المشورة والتدريب والدعم الاستخباراتي للقوات العراقية، ولتعزيز العلاقات الثنائية مع الحكومة العراقية في مختلف المجالات.

وفي ضوء هذه التحديات والمصالح المتناقضة، يبقى السؤال المطروح: هل سيكون الانسحاب الأميركي من العراق انسحابا حقيقيا أم صوريا؟ وهل سيكون له تأثير إيجابي أم سلبي على مستقبل العراق والمنطقة؟ وما هي السيناريوهات المحتملة للمرحلة القادمة؟

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!