الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
المرحلة التي تسبق انهيار النظام الإيراني
موسى أفشار

منذ 16 سبتمبر 2022، يزداد الأفق الإيراني اکفهراراً وليس بإمکان القادة والمسٶولين في النظام الإيراني التصرف کما کانوا يتصرفون قبل التاريخ الذي بدأنا به هذا المقال. لم يعد بوسع خامنئي أو رئيسي إطلاق العنان لأنفسهم للتحدث عن مستقبل النظام کما کانوا يفعلون من قبل، فالصورة اختلفت تماماً ومصير النظام ومستقبله بات الضباب يحيط به من کل جانب، ولا سيما بعد أن شاهد العالم کله جموع المتظاهرين في انتفاضة 16 سبتمبر 2022، وهو يهتفون بشعارات رافضة للنظام وتطالب بإسقاطه.

قادة ومسٶولو النظام الإيراني عندما يعترفون بأن الشعب الإيراني ناقم على النظام وغير راض عنه على الإطلاق بل وحتى إن بعضهم يٶکدون بأن الشعب يريد الانتقام من هذا النظام لکونه قد قام بارتکاب جرائم ومجازر وانتهاکات کبيرة بحقه بحيث لا يمکن أن تغتفر أبداً، خصوصاً وإن سياساته المعادية لمصالح الشعب الإيراني قد تسببت بإلحاق أضرار فادحة جداً للأجيال القادمة بحيث لا يمکن أبداً أن تعوض، وإن هذه الاعترافات المستمرة لا تأتي لکون هذا النظام ديمقراطي أم لأن مسٶوليه أناس أصحاب ضمائر ومبادئ وقيم، بل لأنهم مضطرون لذلك لکون موقف الشعب قد أخذ مساراً وسياقاً حدياً في رفض النظام والعزم على تغييره جذرياً وإن قادة النظام ومن خلال تصريحاتهم المتتالية لما بعد الانتفاضة إلى جانب الاعترافات التي أسلفنا ذکرها، فإنهم يسعون إلى جانب مغازلة الشعب بمغازلة بلدان المنطقة، وبشکل خاص الخليجية منها، وعقد اتفاقات معها وتکرار التصريحات التي تدعو للعودة إلى طاولة المحادثات النووية وکل ذلك بمثابة مٶشرات وتأکيدات للشعب على أن النظام عازم فعلاً على أن يسلك طريقاً جديداً من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سبيل تهدأة الأوضاع العامة وجعل الشعب يرکن إليهم ويثق بهم.

ما سردنا ذکره إلى جانب الأوضاع البائسة التي يواجهها النظام، ولا سيما حالة الصراع والانقسامات الدائرة بين أقطابه وتزايد الانتقادات الحادة لرئيسي وحکومته التي کان للأمس يراهن عليها خامنئي بکل قوة، ترجمة وتجسيد للأزمة الخانقة التي يعاني منها النظام والتي لا يبدو هناك أي أمل أو احتمال لنجاته وخلاصه منها، غير إن ذلك ليس لا يخدع الشعب الإيراني، بل وحتى إن أوساط المراقبين والمحللين السياسيين المختصين بالشأن الإيراني يرون فيها عجزاً صريحاً وواضحاً للنظام ودليلاً على إنه قد دخل المرحلة التي تسبق الانهيار الکامل.

هذا النظام الذي لم يرأف بمعارضيه حتى ولو کانت المعارضة عفوية ولم تکن لدوافع سياسية، قد أوصل الشعب إلى قناعة تامة بأنه نظام معاد لکل ما هو إنساني وإن آخر ما يفکر فيه هو الشعب الإيراني وإن مسيرة 44 عاماً قد أکدت وأثبتت استحالة الاستمرار بالحياة في ظل هذا النظام الذي يکاد أن يکتم حتى الأنفاس، وإنه ليس هناك من خيار إلا التغيير الجذري ولا شيء غير التغيير الجذري.

ليفانت - موسى أفشار

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!