الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
مرض الموت هو ما يعانيه النظام الإيراني
فرید ماهوتشي

كشف الولي الفقيه عن تفسخ نظام الملالي حين توجه إلى رؤساء السلطات الثلاث إبراهيم رئيسي، محمد باقر قاليباف، وغلام حسين محسني إيجئي، ليطالبهم بالتعاون الكامل لحل مشكلات البلاد، تجنب إعاقة بعضهم بعضاً، والكف عن تعطيل الأعمال.

جاءت دعوة خامنئي لرؤساء السلطات ـالذين تسلّح بهم بعد الجراحة التي أجراها لنظامه ـفي خطاب العيد، الذي حاول خلاله تصوير الأوضاع في البلاد بأنها طبيعية، وفشل في رسم الصورة التي يريدها، مع انكشاف واقع أعلى هرم السلطة.

عند مراجعة تصريحات القادة والمسٶولين في النظام الإيراني، وکذلك ما يتم ذکره في وسائل إعلامه المختلفة، فإن من لا يعرف شيئاً عن هذا النظام، يأخذ انطباعاً نوعياً عن هذا النظام من حيث الإيجابيات التي يمتلکها وإنه إلى جانب کونه يلبي احتياجات الشعب ورفع مستوى رفاهيته، فإنه يلعب دوراً مميزاً في استتباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. لکن في حقيقة الأمر، وکما يعرف الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم، فإن الحقيقة عکس ذلك تماماً.

الصورة الإيجابية التي يسعى هذا النظام لرسمها أمام الرأي العام العالمي، تلبدها وتشوه معالمها الرئيسة الأوضاع السلبية التي يعاني منها النظام بموجب أدلة ومستمسکات دامغة من داخل النظام نفسه، إذ إنه وعلى سبيل المثال فإن إبراهيم رئيسي الذي قام خامنئي بتسويقه على أساس إنه حلّال مشاکل النظام وربّان سفينتها الحاذق إلى بر الأمان، أثبت فشلاً ذريعاً بشهادات الجناح المتشدد للنظام والذي يقوده خامنئي نفسه.

ما قد جرى للنظام على أثر انتفاضة 16سبتمبر 2022، والذي صار شأناً عالمياً تم تناوله من مختلف الجوانب، جسدت في الحقيقة عمق الأزمة التي يعاني منها النظام ووصوله إلى طريق مسدود، ولعل أهم ما قد عبرت عنه هذه الانتفاضة هو إن هناك تضاد غير قابل لإصلاحه بين الشعب والنظام کما إنها أعطت انطباعاً کاملاً بأن الصورة الحقيقية للأوضاع العامة في إيران بعد هذه الانتفاضة لا تشبه بأي شکل من الأشکال ما قبلها.

أکثر ما يلفت النظر، هو إن التصريحات الصادرة عن النظام بخصوص السعي من أجل عکس صورة مثالية عنه وبشکل خاص بعد انتفاضة سبتمبر 2022، ترکز کلها وفي الخط العام على الجوانب العسکرية والأمنية وتحاول إظهار النظام وکأنه بعبع غير قابل للهزيمة وإنه أصبح أمراً واقعاً غير قابل للمساس والتغيير بأي شکل من الأشکال، وهو بذلك يريد مرة أخرى أن يٶثر على الشعب وعلى المعارضة الوطنية الجدية في مواجهتها للنظام والساعية لإسقاطه، لکن ما يجب الانتباه إليه وأخذه بنظر الأهمية والاعتبار هو إن ما يقوم به النظام حالياً هو نفس ما قام به على أثر الانتفاضات السابقة، لکن هذه المرة يبدو إن مسعاه ملفت للنظر لأن انتفاضة سبتمبر حدد مسار الشعب وخياره الحدي في الرفض القاطع للنظام والسعي من أجل تغييره.

ما يفعله ويقوم به النظام بعد انتفاضة سبتمبر 2022، محاولة خائبة لبعث الروح في کيانه المتداعي والمنهار وإظهار خلاف ذلك تماماً، کمن يعاني من وضع ميٶوس منه ولا أمل له في النجاة والخلاص ويحاول من خلال مغامرة ومجازفة غير مأمونة العواقب أن يغير مسار الأمور لصالحه، غير إن الذي فات ويفوت النظام إنه يعاني من مرض الموت، ذلك المرض الذي لا علاج له أبداً.

ليفانت - فرید ماهوتشی

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!