الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
المعركة مع مسعود بارزاني ليست سهلة
صبحي ساله يي

لا يختلف اثنان على أنّ الاستهدافات السياسية المجحفة والهجمات الغادرة التي تشنّ ضد قوات بيشمركة كوردستان والرئيس مسعود بارزاني، في هذا الوقت بالذات، تكشف أنّ الكبير القوي والمهم الناجح والمخلص الكفوء الحريص، يستهدف من قبل الصغار والضعفاء الحاقدين والفاشلين الناكثين للوعود والعهود، ومن قبل المؤججين للمشكلات والمثيرين للفتن. مسعود بارزاني


كما وتكشف أنّ البيشمركة والرئيس بارزاني، سواء خلال مواجهة الدكتاتوريات، أو في البناء والإعمار وتعميق مبادىء التعايش والتسامح، أو في الحرب ضد داعش، أو في مرحلة ما بعد الاستفتاء، وبالذات في معارك بردي ومخمور وسحيلا والمحمودية، أصابوا الكثيرين بسوء الحال والخدر العقلي.


إنّ تغييب العقول بإنتاج فيلم إيراني هابط وساذج ومغاير للواقع والحقيقة، يعني عدم الشعور بأنّ المرحلة الحالية حرجة ودقيقة وخطرة، وتجاوزها والخروج منها بأقل الخسائر، يتطلب التفهم والتفكر والتذكر، وخطوة بعيدة كل البعد عن كل الحسابات السياسية، وأنّ تصديق الأحداث والأحاديث المفبركة والغرق في الأحلام يعني تضييع المِشيَتَين والمضي نحو الهاوية والفناء، وتكشف في الوقت ذاته، جوانب من أطماع دفينة ورغبات غير مشروعة وأزمات عميقة وتشتتات يعاني منها الواقفون وراء إنتاج الفيلم وتمويله. 


لو تمعن الذين شاركوا في الفيلم الإيراني والذين يقفون وراءه، في حيثيات استهداف البيشمركة والرئيس بارزاني بعلمية، ودرسوا معطيات الواقع بموضوعية، وتعاملوا مع الأحداث والمتغيرات بذكاء، سيفهمون بأنّ زمن النفاق وطمس الهويات والتلاعب بالمشاعر قد انقضى، وسيضحكون على جهلهم قبل أن يضحك عليهم الآخرون. مسعود بارزاني


إنّه تجاهل صريح وواضح لمبدأ (كوردستان محمية بأبنائها البيشمركة)، الذي تم تأكيده من قبل أكثر من مسؤول سياسي وعسكري عراقي وإيراني وإقليمي ودولي، والذي جاء بعد التيقن من أنّ قوات بيشمركة كوردستان أثبتت فعلياً أنّها كفيلة بحماية كوردستان وحدودها، واعتبرت حماية جميع مكوناتها من أي خطر يداهمهم واجباً وطنياً وإنسانياً، وبعد التيقن من حقيقة مفادها أنّه لولا البيشمركة الذين قدموا 1921 شهيداً، و10757 جريحاً، إضافة الى 63 أسير ومفقود، لكانت الكثير من دول المنطقة والعالم الآن تحت سيطرة داعش. 


الرئيس مسعود بارزاني، الواضح في أهدافه، والعقلاني في التخطيط، والديناميكي في الحركة، يعي ويفهم النيات المبيتة والمخططات السياسية المتعلقة بإمتداد السياسات المعادية للكورد، ويعلم أنّ الذين يسخّرون المال السحت والسياسة الخبيثة لاستغلال مشاعر الأبرياء ومشاعر الذين أغلقوا أبصارهم وبصائرهم، والذين يفكرون في الاصطياد في الماء العكر، يريدون بدوافع الحقد ونشر الفوضى، توسيع هوة الخلافات القومية والمذهبية، وارتفاع الدخان ليغطي على المشهد، ويقود إلى حالات من الانفلات والعمليات الانتقامية غير المألوفة، وتحويل إقليم كوردستان والعراق الى ساحة للصراعات القومية والمذهبية. 


المعركة مع مسعود بارزاني، خاصة بعد أن أصبحت الرؤيا واضحة، واتجاه البوصلة معروفاً، ليست سهلة، لأنّ له مكانة‌ معلومة،‌ ومعه الكثير من الأوراق المهمة، ولو أشعل الضوء الأخضر لكوادر حزبه، الأدبية والإعلامية والفنية، لأوقفوا أنفاس الكثيرين، بمختلف فئاتهم، بطوفان الأفلام والمسلسلات التي تنشر فضائح وفضائع ورذائل المصطفين ضده، طوفان مرتفع المنسوب، يهزّ الرأي العام ويحيّر الجميع. مسعود بارزاني


ليفانت_ صبحي ساله يي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!