مكسيكو تقلل من دور واشنطن في القبض على زعماء المخدرات

قلل الرئيس المكسيكي يوم الاثنين من أهمية دور إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في اعتقال زعيم المخدرات رافائيل كارو كوينتيرو الأسبوع الماضي، مما كشف التوترات بشأن التعاون الأمني على الرغم من الفوز الكبير عبر الحدود.

وأشاد رئيس إدارة مكافحة المخدرات بالاعتقال باعتباره نتاج تعاون مشترك، لكن الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور سعى مراراً وتكراراً لرسم صورة مختلفة. وقال الرئيس عن إدارة مكافحة المخدرات في مؤتمر صحفي دوري: "لم يكن لديهم تدخل مباشر".

ومع ذلك، قال مصدران مكسيكيان لرويترز إن إدارة مكافحة المخدرات قدمت معلومات مهمة ساعدت في القبض على زعيم العصابات.

يمكن القول إن اعتقال كارو كوينتيرو يوم الجمعة في منطقة نائية من ولاية سينالوا كان أهم عملية اعتقال لمهرب مخدرات تحت إدارة لوبيز أوبرادور، الذي تولى السلطة في ديسمبر 2018.

لقد كان أيضاً انقلاباً لإدارة مكافحة المخدرات التي سعت منذ فترة طويلة إلى تسليم كارو كوينتيرو إلى الولايات المتحدة إذ قضى 28 عاماً من عقوبة 40 عاماًً في سجن مكسيكي بتهمة خطف وتعذيب وقتل عميل إدارة مكافحة المخدرات إنريكي "كيكي" كامارينا في المكسيك عام 1985.

بعد إطلاق سراح كارو كوينتيرو في 2013 في ظروف مثيرة للجدل من قبل قاض مكسيكي، جعلته إدارة مكافحة المخدرات هدفاً رئيسياً ووضعت السلطات الأمريكية مكافأة قدرها 20 مليون دولار على رأسه.

ولكن عندما سأل أحد الصحفيين لوبيز أوبرادور عما إذا كانت إدارة مكافحة المخدرات قد حددت موقع كارو كوينتيرو وأرسلت المعلومات إلى المكسيك، أجاب الرئيس: "لا، لا، لا".

قال لوبيز أوبرادور، الذي جادل بأن إدارة مكافحة المخدرات كانت تدوس في الماضي على سيادة المكسيك، "نفذت البحرية المكسيكية التحقيق الكامل والتخوف".

تصادمت تصريحاته مع بيان يوم الجمعة من قبل رئيسة إدارة مكافحة المخدرات آن ميلغرام التي قالت إن الاعتقال جاء بعد جهود مشتركة مع المكسيك.

وقالت ميلغرام: "اليوم، عمل فريق إدارة مكافحة المخدرات المذهل لدينا في المكسيك بالشراكة مع السلطات المكسيكية للقبض على رافائيل كارو كوينتيرو واعتقاله". لم ترد إدارة مكافحة المخدرات على طلب للتعليق.

وأفاد مصدر في مكتب المدعي العام المكسيكي الذي عمل مع البحرية في العملية، لرويترز إنه على الرغم من عدم مشاركة أي عضو في أي وكالة أمريكية في القبض على كارو كوينتيرو، فإن المكسيك تلقت "معلومات مهمة" من إدارة مكافحة المخدرات بشأن موقعه الذي سمح بذلك. السلطات لتحديد مكانه.

وقال المصدر: "لولا المعلومات من الأمريكيين لما كان القبض على كارو كوينتيرو ممكنا." وقال مسؤول مكسيكي آخر إن إدارة مكافحة المخدرات ساعدت المكسيك في اعتراض الاتصالات التي مكنت من القبض عليه.

وأضاف المسؤول أن القيود المفروضة على ميزانية المخابرات الوطنية التي فرضها الرئيس المكسيكي جعلت المساعدة الأمريكية لا تقدر بثمن بشكل خاص في مثل هذه العمليات.

قال أوجستين باريوس جوميز، وهو مشرع سابق وعضو مؤسس في المجلس المكسيكي للعلاقات الخارجية، إنه من المحتم أن يقلل لوبيز أوبرادور من أهمية التدخل الأمريكي.

وأضاف: "في السابق كان ينظر إلى التعاون بين الولايات المتحدة والمكسيك على أنه وسام شرف. وهذا يعني أن الإدارة المكسيكية جديرة بالثقة". "في الإدارة الحالية، يُنظر إلى التعاون مع الولايات المتحدة على أنه مشكوك فيه: فهو يقوض الرواية القائلة بأن المكسيك يمكنها وينبغي أن تفعل كل شيء بمفردها."

ليفانت نيوز _ رويترز