-
المُضايقات والتنمر يدفعان أهالي عفرين لإخراج أبناءهم من المدارس
يشهد الواقع التعليمي في منطقة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، منذ احتلالها من قبل أنقرة وميليشياتها المسلحة المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، تراجعاً بشكل ملحوظ وتدني مستوى التعليم لدى الطلبة والطالبات نتيجة تحكم المسلحين وذويهم من "المستقدمين" بسلك التعليم والاستيلاء على العديد من المدارس، وتحويلها لثكنات ونقاط عسكرية ما تسبب في حدوث ازدحام شديد في باقي المدارس.
بهذا الصدد، تحدث أحد سكان مدينة عفرين يدعى "شرفان/اسم مستعار"، لليفانت نيوز عن معاناتهم مع أبناءهم في توفير أدنى حقوق التعليم لهم في ظل الاحتلال التركي قائلاً: "التعليم في مدينة عفرين، أصبح في أدنى مستوياته ولا يقدم أي فائدة علمية تذكر للطلبة نتيجة حالة الفوضى والفلتان، التي تعاني منها المدارس العامة في مدينة عفرين، حيث يبلغ عدد الطلبة في الصف الواحد أكثر من 60 طالب وطالبة، حيث يعتبر هذا العدد كبير جداً ما يقلل من استيعاب الطلبة للمعلومات التي يتلقونها نتيجة الازدحام".
اقرأ أيضاً: تقرير يكشف صفقة بين "منظمات إنسانية" ومليشيات بـ"عفرين".. لترسيخ التوطين
وتابع: "ناهيك عن ذلك منذ احتلال عفرين، والكوادر التعليمية في مدينة عفرين، كانت هدفاً لبطش وإرهاب الميليشيات المسلحة حيث تعرض الكثير من المدرسين والمدرسات لمضايقات شتى وتعرض بعضهم للاعتقال والاختطاف، وأيضاً تم طرد عدد كبير منهم واستبدالهم بمدرسين أخرين يلقون الدعم من المسلحين حيث أن أغلب هؤلاء المدرسين غير مؤهلين عملياً، وغير حاصلين على الشهادات التي تخولهم حتى يعملوا في سلك التعليم".
وتابع: "نتيجة لكل ما ذكرناه، قام الكثير من السكان الكرد مما فيهم أنا، بإخراج أبناءهم من تلك المدارس العامة، نتيجة لتلك الفوضى وتعرض الكثير من أبناءنا، وحتى المدرسين الكُرد للمضايقات والتنمر من قبل أبناء المسلحين والمستوطنين، كونهم مدعومين من مسلحي إحدى الميليشيات ولا سلطة تعلو فوق سلطتهم".
وفي سؤال "ليفانت نيوز"، عن البديل الذي لجأ له السكان الكرد، الذين قاموا بإخراج أبناءهم من المدارس العامة نتيجة الفوضى، قال: "أصبح المواطنون الكرد في حيرة من أمرهم بين فوضى وعدم أمان المدارس العامة، وبين ارتفاع اقساط المدارس الخصوصية التي تم افتتاحها مع بداية العام الحالي، في مدينة عفرين، وهي كل من مدارس المجد ورويا ومدرسة الأصدقاء الخاصة التي تعود ملكيتها للدكتور رياض ملا، من أبناء قرية جويق والذي بقى قيد الاعتقال القسري لدى ميليشيات المسلحة مدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة العمل في جامعة عفرين سابقاً، حيث تمكن بعد الخروج من السجن من استعادة كافة ممتلكاته بما فيها مدرسة الأصدقاء الخاصة والتي تم تحويلها لمشفى خاص يديرها مستوطنون من الغوطة الشرقية".
وأردف: "وتلك المدارس الخاصة هي مدارس نموذجية وتم بناؤها وفق معايير التعليم الأساسية، ولكن بالرغم من ذلك لم يتمكن الكثير من المواطنون الكرد من تسجيل أبناءهم فيها نتيجة ارتفاع الأقساط لتلك المدارس، حيث تبدأ الأقساط من قيمة 225 دولار أمريكي لمرحلة رياض الأطفال، وترتفع إلى 275 دولار أمريكي للمراحل الابتدائية حتى بداية المرحلة الثانوية التي تم تحديدها بمبلغ 400 دولار أمريكي ومبلغ 500 دولار أمريكي، لطلاب الشهادة الثانوية وهي إجور سنوية غير متضمنة أجور المواصلات التي تم تحديدها بين الـ50 دولار إلى الـ80 دولار أمريكي أيضاً".
وختم بالقول في نهاية حديثه، إنه "ربما تعتبر هذه المبالغ هي مبالغ غير كبيرة للبعض ولكن بالنسبة لنا نحن أبناء عفرين، هناك الكثير منا غير قادر على تأمين كل هذه المبالغ خاصة إذا كان لديه أكثر من طفل، وذلك نتيجة قلة فرص العمل للمواطنين الكرد وتدني الواقع المعيشي لدى السكان المحليين".
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!