الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الوضع الاقتصادي والضربات التركية تدفع الأكراد السوريين نحو أوروبا

الوضع الاقتصادي والضربات التركية تدفع الأكراد السوريين نحو أوروبا
الجيش التركي في سوريا \ ليفانت نيوز

تركت سنوات من الصراع والاضطرابات الاقتصادية بصماتها على المناطق الشمالية من سوريا، التي تضم حوالي 3 ملايين شخص تحت السيطرة الكردية الفعلية.

واُستهدفت المنطقة من قبل متشددي تنظيم "داعش" والقوات التركية والجماعات المسلحة، كما أدى تغير المناخ وتفاقم الفقر إلى تفشي الكوليرا في الأشهر الأخيرة.

وأعطت الأحداث الأخيرة في شمال شرق سوريا سكانها حافزا إضافيا للمغادرة، حيث صعدت تركيا هجماتها على المناطق الكردية في سوريا بعد تفجير في اسطنبول في نوفمبر أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين.

إضافة لخطوات التقارب الأخير الذي بات واضحاً بين الأتراك والنظام في سوريا خلال الآونة الأخيرة، حينها لم يجد أكراد سوريا إلا أوروبا ملجأً.

وازدادت أعداد اللاجئين المتدفقين من تلك المناطق باتجاه البحر بحثاً عن ملاذ آمن من الضربات التركية وحياة أفضل بكل تأكيد.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الشاب الكردي  باران رمضان مسكو، الذي كان مختبئاً مع مهاجرين آخرين لأسابيع في مدينة وهران الجزائرية الساحلية، في انتظار فرصة لركوب قارب عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

اقرأ أيضاً: تجدد القصف التركي على ريف عفرين شمالي حلب

وقال مسكو البالغ من العمر 38 عاماً، أنه و قبل أيام من بدء الرحلة، تلقى نبأ غرق قارب تهريب يحمل بعض أصدقائه بعد وقت قصير من مغادرته الساحل الجزائري، وغرق معظم الركاب.

وأضاف "كان الأمر بمثابة صدمة"، بعد أن أمضى أسابيع للوصول إلى الجزائر من سوريا ثم انتظر لمدة شهر حتى يضعه أحد المهربين على متن القارب.

ولكن بعد أن أنفق آلاف الدولارات في الرحلة، ومع اعتماد زوجته وابنتيه البالغتين من العمر 4 و 3 سنوات عليه لتأمين حياة آمنة من الصراع، استقل المهندس قارب صيد صغير مع عشرات الرجال الآخرين والتقط صورة سيلفي جماعية لإرسالها إلى عائلاتهم قبل أن يتوقف اتصال الهاتف عن العمل.

وبعد رحلة ليلية استغرقت 12 ساعة، شق مسكو طريقه إلى ألميريا بإسبانيا في 15 أكتوبر، ثم سافر إلى ألمانيا بعد أربعة أيام، حيث أصبح الآن طالب لجوء في مخيم للمهاجرين بالقرب من بيليفيلد.

وفيما لا يزال يعتاد على الطقس البارد، ويستخدم تطبيق ترجمة على هاتفه لمساعدته على التنقل أثناء تعلم اللغة الألمانية، قال إنه يأمل أن تتم تسوية أوراقه قريبا حتى تتمكن عائلته من الانضمام إليه.

ولا تمر رحلة اللجوء هذه مرور الكرام، ففي السنوات القليلة الماضية لقي آلاف آخرون حتفهم أثناء قيامهم بالرحلة البحرية الخطرة.

اقرأ أيضاً: انعدام المحروقات بمناطق النظام السوري يتفاقم.. والمواطنون عاجزون عن التنقل

كما كشف مهاجرون ومهربون أن العملية التي تستغرق أسابيع وتكلف آلاف الدولارات، تديرها شبكة مهربين تقدم رشاوى للجنود السوريين لإدخال الناس عبر نقاط التفتيش حيث يمكن احتجازهم بسبب التهرب من التجنيد أو النشاط المناهض للحكومة، ثم عبر الحدود التي يسهل اختراقها إلى لبنان.

وهناك يقيم المهاجرون عادة في شقق مزدحمة في بيروت لمدة أسبوع تقريبا في انتظار جوازات سفر عاجلة من السفارة السورية عن طريق وسيط المهربين.

ومع جوازات السفر في متناول اليد، يسافرون إلى مصر، حيث يمكن للسوريين الدخول بدون تأشيرة، ثم يستقلون رحلة أخرى إلى بنغازي في ليبيا التي مزقتها الحرب قبل الشروع في الرحلة إلى الجزائر عبر شبكة أخرى من المهربين، وذلك وفقا لـ"أسوشيتيد برس".

يذكر أن ما لا يقل عن 246 مهاجرا كانوا اختفوا أثناء محاولتهم عبور غرب البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في عام 2022، حسب ما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان سلطات بلدان كثيرة باعتقال المهاجرين، وفي بعض الحالات طردهم عبر الحدود البرية.

ليفانت نيوز_ "أسوشيتد برس"

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!