انتشار حرائق الغابات في جنوب غرب أوروبا

تسببت الحرارة في اندلاع حرائق غابات مدمرة، وأجبرت على إجلاء الآلاف، ودمرت الإجازات جنوب غرب أوروبا في ظل درجات حرارة مرتفعة. وواجهت جيوش من رجال الإطفاء الحرائق في فرنسا والبرتغال وإسبانيا في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا "للحرارة الشديدة" في الأيام المقبلة.

وفي الوقت الذي تعهد فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن تبذل السلطات قصارى جهدها لتعبئة الموارد لمكافحة تداعيات الأزمة، أشار المدعي العام في بوردو إلى أن الأصل "الإجرامي" هو خط التحقيق الرئيسي في حريق واحد على الأقل بالقرب من المدينة الجنوبية الغربية.

الحريق الذي يبتلع مساحات من جنوب غرب أوروبا هو الثاني خلال أسابيع، حيث يلقي العلماء باللوم على تغير المناخ وتوقع المزيد من فترات الطقس القاسية المتكررة.

وفي البرتغال، وضع خمس مناطق في الوسط والشمال - حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستوى قياسي بلغ 47 درجة مئوية في يوليو / تموز يوم الخميس قبل أن تتراجع - في حالة تأهب أحمر مرة أخرى يوم الجمعة حيث تعامل أكثر من 2000 رجل إطفاء مع أربعة حرائق كبيرة.

حتى وقت متأخر من يوم الخميس، قتلت الحرائق شخصاً وأصابت حوالي 60. وقالت السلطات إنه أجلي ما يقرب من 900 شخص وتضررت عشرات المنازل أو دمرت.

دمرت حرائق الغابات 30 ألف هكتار (75 ألف فدان) من الأراضي هذا العام، وهي أكبر منطقة منذ صيف البرتغال الرهيب عام 2017 عندما قتل نحو 100 شخص.

في إسبانيا المجاورة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 37 درجة مئوية بحلول الساعة 7:00 صباحا، استمر الحريق الذي اندلع يوم الخميس بالقرب من حديقة مونفراجو الوطنية، وهي منطقة محمية تشتهر بالحياة البرية في منطقة إكستريمادورا.

وأفادت السلطات الإسبانية أن ما يقرب من 20 حريقا ما يزال مستعرا خارج نطاق السيطرة مع حريق واحد بالقرب من ميخاس في أقصى الجنوب، في الداخل من العاصمة الإقليمية ملقة، مما أجبر حوالي 2300 شخص على إخلاء منازلهم.

وغرد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأنه "يتابع عن كثب تطور الحرائق النشطة" التي تشكل "خطراً شديداً". ووصلت درجة الحرارة إلى 45.4 درجة مئوية في إسبانيا يوم الخميس، وهو ما يقل عن أعلى مستوى له على الإطلاق عند 47.4 درجة مئوية في أغسطس من العام الماضي.

في جنوب غرب فرنسا، دمرت النيران حوالي 7700 هكتار منذ يوم الثلاثاء وأجبرت 11000 شخص على إجلاء - بما في ذلك العديد من المصطافين الذين قرروا التخلي عن إجازتهم بدلاً من البقاء في ملاجئ مؤقتة أقامتها السلطات المحلية.

ويستعد جنوب فرنسا التي تكافح درجات الحرارة حول 40 درجة مئوية يوم الجمعة، لمزيد من الحرارة الأسبوع المقبل مع 16 مقاطعة بالفعل باللون البرتقالي، وهو تحذير شديد.

وصرح المتحدث باسم رجال الإطفاء ماتيو جومين لوكالة فرانس برس أ ن "الحرائق ما زالت غير تحت السيطرة وللأسف عاصفة من جديد". في غضون ذلك، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية البريطانية أول تحذير "أحمر" لها من حرارة استثنائية مع ليالي دافئة بشكل استثنائي.

وقال مكتب الأرصاد الجوية إن هناك فرصة بنسبة 50 في المئة يوم الاثنين أو الثلاثاء لتصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية أول مرة، وفرصة بنسبة 80 في المئة لتجاوز الرقم القياسي السابق للبلاد البالغ 38.7 درجة في عام 2019.

وحذرت مستشفيات في المملكة المتحدة من زيادة في حالات الدخول بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وطلب مشغلو القطارات من الركاب توقع الإلغاء. وأصدر مكتب الأرصاد الجوية الأيرلندي تحذيراً بشأن الطقس أيام الأحد والاثنين والثلاثاء بطقس "دافئ بشكل استثنائي".

وقالت السلطات البلجيكية إنها تتوقع درجات حرارة أعلى بكثير الأسبوع المقبل، مع توقعات عالية تصل إلى 38 درجة مئوية في أجزاء من البلاد يوم الثلاثاء.

ليفانت نيوز _ وكالات