الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بعد 8 سنوات من تهجير أهلها لصالح "حزب الله".. "القصير" بين التهريب والمخدّرات

بعد 8 سنوات من تهجير أهلها لصالح
القصير 2

منذ أن تمّت السيطرة على بلدة القصير من قبل حزب الله، في حزيران / يونيو 2013، غابت تفاصيل الحياة اليومية فيها عن الساحة الإعلامية بشكل كامل، ليقتصر ذكرها على ما تورده تقارير إعلامية بين الفترة والأخرى.


حيث تكشف ممارسات "حزب الله" فيها من جهة وحرمان الأهالي من العودة إليها من جهة أخرى، لاعتبارات أمنية تتعلق بالأخير أكثر مما تتعلق بنظام الأسد.


فبعد مرور ثماني سنوات، على سيطرة قوات الأسد و"حزب الله" اللبناني على مدينة القصير السورية، تحولت إلى مدينة "أشباح" كما يقول سكانها الأصليون، وهم المتوزعون الآن بين لاجئين ونازحين في عدة مناطق، في مقدمتها عرسال اللبنانية بالإضافة إلى مناطق الشمال السوري، المنقسم بين إدلب وريف حلب.


وتعتبر القصير من المدن الكبيرة في محافظة حمص، ويتبع لها أكثر من 80 قرية وبلدة، في حين سيطرت عليها قوات الأسد بدعم رئيسي ومباشر من "حزب الله" اللبناني، لتكون أولى المناطق التي تشهد تدخلا خارجيا من قوات أجنبية، عدا عن كونها "الانكسارة الأولى والكبرى" التي تعرضت لها الفصائل العسكرية المعارضة لنظام الأسد عندما كانت تسمى سابقا "فصائل الجيش السوري الحر".


كما يقيم حاليا في مدينة القصير ما بين 2000-5000 شخص، من أصل سكانها الـ60 ألفا بحسب الإحصاء الرسمي الصادر عن حكومة نظام الأسد في عام 2011، فيما تبلغ نسبة الدمار في المنازل والمنشآت الحيوية 85 في المئة، مشيرةً إلى أن حكومة نظام الأسد "لم تزيل حجرا عن حجر حتى الآن، على الرغم من إعلاناتها المتكررة بخصوص ذلك" وفق موقع "الحرّة".



في سياق متصل، تعرف أراضي منطقة القصير والتي تجاور لبنان، بحدود طويلة وما حولها بوفرة مياهها ومساحتها الزراعية الواسعة.


وكانت هذه الأراضي قد استقطبت فلاحين من المناطق والقرى في مدينة حمص في السنوات السابقة، إذ اتجه البعض منهم إلى استئجار الأراضي أو شراء بضع الدونمات، نظرا لكمية المياه الجوفية التي تساعدهم في زراعة المحاصيل.

في حين كان مقربون من "حزب الله" قد أقدموا في السنوات الماضية على قطع الأشجار من مساحات واسعة، بحسب الناشط المذكور.


وبحسب ما نقل موقع الحرّة عن ناشطين من أبناء المنطقة، فإنّ منع عودة أهالي القصير لا يقتصر على المعارضين منهم، بل ينطبق ذلك أيضا على الموالين، ويتابع: "بعض العائلات الموالية لنظام الأسد لم تتمكن من استعادة أراضيها حتى الآن من يد مسؤولين مقربين من حزب الله اللبناني".


يشار إلى أنّه للقصير موقع استراتيجي جعل منها في السنوات الماضية نقطة رئيسية لعمليات التهريب من لبنان إلى سوريا وبالعكس، وهو ما أكدته مصادر رسمية لبنانية مؤخراً.


وإلى جانب ذلك تردد حديث في السنوات الماضية بكثرة، وأفاد بتوجه مسؤولين في "حزب الله" إلى زراعة مئات الهكتارات من أراضي منطقة القصير بالحشيش، كما اتجهوا أيضا إلى تأسيس مصانع مصغرة لصناعة حبوب "الكبتاغون".


اقرأ المزيد: تقارير دولية: سوريا أصبحت المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون


وفي الوقت الذي لا تصدر فيه أي تعليقات حول ما سبق من جانب "حزب الله" أو نظام الأسد، يؤكد أهالي المدينة تلك الممارسات، ويقولوا إنها في تصاعد، من حيث المساحات المزروعة بالحشيش أو تطوير طرق التهريب.


جدير بالذكر أن المصدر نفسه، تواصل مع أحد المدنيين المقيمين في منطقة ربلة وهي إحدى قرى القصير، وكشف عن مركزين للتهريب أسسهما "حزب الله" اللبناني في المنطقة منذ سنوات، موضحاً أنّ أن أغلب الأشجار المثمرة في مناطق غرب العاصي تم قطعها من قبل أشخاص نافذين على صلة بـ"حزب الله"، ومن ثم أقدموا على تحويلها إلى أراض فارغة تصلح فقط لزراعة نبتة "الخشخاش. هذه النبتة تحب الأرض وتنمو فيها بشكل عجيب مع وفرة المياه الموجودة بالأصل من العاصي".


ليفانت- الحرّة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!