الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بمحادثات سرية.. إيران تتوسط لنقل صواريخ روسية متطورة للحوثيين

  • احتمال حصول الحوثيين على صواريخ ياخونت الروسية قد يغير موازين القوى في المنطقة، مما يفرض تحديات جديدة على الجهود الدولية لتأمين طرق الشحن الحيوية
بمحادثات سرية.. إيران تتوسط لنقل صواريخ روسية متطورة للحوثيين
اليمن وصواريخ الحوثي \ تعبيرية

كشفت ثلاثة مصادر غربية وإقليمية أن إيران تقوم بدور الوسيط في مباحثات سرية جارية بين روسيا وجماعة الحوثي اليمنية لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة المسلحة، مما يبرز العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو.

وأفادت سبعة مصادر بأن روسيا لم تتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضاً باسم بي-800 أونيكس، والتي أشار خبراء إلى أنها ستتيح للجماعة المسلحة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر وتعزيز التهديد للسفن الحربية الأمريكية والأوروبية التي تؤمن حماية لحركة الملاحة.

وفي يوليو تموز، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن روسيا تدرس إرسال الصواريخ. ولم تتطرق التقارير الصحفية السابقة إلى الوساطة الإيرانية.

اقرأ أيضاً: تصريحات مثيرة للجدل: طهران تتبرأ من هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية

ونفذت جماعة الحوثي هجمات متعددة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في مسارات الشحن الحيوية في البحر الأحمر منذ نوفمبر تشرين الثاني تضامناً مع الفلسطينيين في الحرب الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأدت هذه الهجمات إلى غرق سفينتين على الأقل والاستيلاء على ثالثة، مما عرقل التجارة البحرية العالمية من خلال إرغام شركات الشحن على تغيير مسارات السفن، وفقاً لمصادر في القطاع. ورفع ذلك تكاليف التأمين على السفن العابرة للبحر الأحمر.

ورداً على ذلك، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات على مواقع للحوثيين لكن الضربات لم تنجح في وقف هجمات الجماعة، وصرح مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات بأن الحوثيين والروس اجتمعوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام وأن المباحثات مستمرة لتوفير عشرات الصواريخ، التي يصل مداها إلى نحو 300 كيلومتر، ويُتوقع عقد لقاءات أخرى في طهران خلال الأسابيع القادمة.

وسبق أن زودت روسيا جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران بصواريخ ياخونت، وذكر أحد المصادر أن المحادثات انطلقت في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو أيار.

وصرح مصدر استخباراتي غربي قائلاً "روسيا تتفاوض مع الحوثيين بشأن نقل صواريخ ياخونت الفرط صوتية المضادة للسفن... الإيرانيون يتوسطون في المحادثات لكنهم لا يرغبون في التوقيع عليها"، ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ولا وزارة الدفاع الروسية على طلبات التعليق.

وقال محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي لرويترز "لا علم لدينا بما أوردتم"، وامتنع مسؤول أمريكي كبير عن تحديد الأنظمة المعينة التي يمكن نقلها لكنه أكد أن روسيا كانت تبحث تزويد الحوثيين بالصواريخ، واصفاً هذا التطور بأنه "مثير للقلق الشديد".

وصرح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية بأن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن "تقوض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط الأوسع".

وتعمل روسيا وإيران على توطيد العلاقات العسكرية في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا. وأعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.

وأفادت ثلاثة مصادر بأن أحد الدوافع التي تحث موسكو على تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.

وقال المسؤول الأمريكي الكبير إن المحادثات بين روسيا والحوثيين "تبدو مرتبطة بموقفنا في أوكرانيا وما نحن مستعدون أو غير مستعدين للقيام به" فيما يتعلق بطلبات كييف برفع القيود المفروضة على استخدامها للأسلحة بعيدة المدى التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو حزيران من أن موسكو قد ترسل أسلحة متطورة بعيدة المدى - مماثلة لتلك التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا - إلى خصوم الغرب في شتى أنحاء العالم.

ويعتبر صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدماً في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتفادي اكتشافه وتصل سرعته إلى ضعفي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعباً.

وقال فابيان هينز خبير الصواريخ الباليستية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن نقل روسيا صواريخ ياخونت إلى الحوثيين من شأنه "تغيير قواعد اللعبة" بالنسبة للأمن الإقليمي، وأضاف "قدرة بي-800 تفوق بكثير الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز التي يستخدمها الحوثيون حتى الآن".

وأشار هينز إلى أن روسيا ستحتاج إلى المساعدة في جوانب تقنية لتسليم الصواريخ، بما في ذلك كيفية نقلها وتشغيلها دون أن تكتشف الولايات المتحدة الأسلحة وتدمرها. كما سيحتاج الحوثيون إلى التدريب على النظام، فيما حذر المسؤول الأمريكي الكبير من عواقب وخيمة إذا تم نقل هذه الأسلحة.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!