الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
تصويت أممي سيُحدد مصير المساعدات الإنسانية لسوريا
تصويت أممي سيُحدد مصير المساعدات الإنسانية لسوريا

يتوجه مجلس الأمن الدولي ليل الخميس، اعتباراً من الساعة 20,00 ت غ، للتصويت على مشروع قرار لتمديد العمل بآلية لإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى أربعة ملايين شخص في سوريا، لكنّ النصّ مهدّد بالاصطدام بفيتو روسي، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.


وأكدت المصادر إنّ جلسة التصويت ستعقد بطلب من ألمانيا وبلجيكا والكويت، الدول الثلاث التي صاغت مشروع قرار أول بهذا الشأن ثم عادت بعد أيام عدة من النقاشات الصاخبة لتقدّمه بصيغة معدّلة في محاولة منها لإرضاء روسيا التي اعترضت بشدّة على الصيغة الأولى.


ويتضمن مشروع القرار المعدّل الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه مساء الأربعاء على أن يمدّد لفترة سنة العمل بالآلية المعتمدة منذ 2014 لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية لنحو 4 ملايين سوري عبر الحدود وخطوط الجبهة في سوريا.


وتسمح هذه الآلية بإيصال المساعدات عبر نقاط حدودية لا يسيطر عليها النظام السوري ينتهي مفعولها 10 كانون الثاني/يناير، لكنّ روسيا تعارض تمديد العمل بها بصيغتها الحالية لأنّها تسعى لتعزيز سيطرة حليفها، النظام السوري، على البلاد، وتستخدم حالياً لإيصال المساعدات الأممية إلى محتاجيها في سوريا أربع نقاط حدودية: اثنتان عبر تركيا وواحدة عبر الاردن وواحدة عبر العراق.


وحاولت ألمانيا وبلجيكا والكويت وهي الدول المكلّفة بالشقّ الإنساني من الملف السوري، زيادة عدد هذه المعابر إلى خمسة من خلال استحداث نقطة حدودية جديدة عبر تركيا، الأمر الذي رفضته موسكو بشدة، مطالبة بالمقابل بخفض عدد المعابر إلى اثنين وبخفض مدة التمديد إلى ستة أشهر بدلاً من عام.


وفيما اعتبر حلاً وسطاً فقد نصّ مشروع القرار في صيغته المعدّلة على خفض عدد المعابر إلى ثلاثة (اثنان عبر تركيا وواحد عبر العراق) أي بإلغاء معبر الرمثا الحدودي مع الأردن والذي قلّما يستخدم حالياً لإدخال المساعدات، لكنّ مشروع القرار لحظ إمكانية إعادة فتح هذا المعبر بعد ستة أشهر إذا ما أوصى بذلك تقرير يعدّ بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.


وتبعاً لدبلوماسيين، فقد عرضت روسيا على شركائها في مجلس الأمن الإثنين مشروع قرار مضادّاً، حيث تعتبر موسكو، أنّ الوضع الميداني تغيّر مع استعادة النظام السوري السيطرة على مزيد من الأراضي، إذ تقترح في مشروع قرارها إلغاء اثنتين من نقاط العبور الأربع الحالية بدلاً من إضافة نقطة خامسة.


وتريد روسيا إغلاق معبر اليعربية، على الحدود بين سوريا والعراق، ومعبر الرمثا، كما تقترح موسكو تجديد القرار لمدة ستة أشهر فقط بدلاً من سنة، وفعلاً وضعت موسكو، بدعم من بكين، اللمسات الأخيرة على مشروع القرار الذي ستطرحه على التصويت مباشرة بعد التصويت على مشروع الدول الثلاث، ما يرجّح استخدام موسكو حق الفيتو ضدّ مشروع القرار الأول.


ويتوجب على روسيا لاعتماد مشروع قرراها أن تحصل على تسعة أصوات على الأقلّ من أصل 15، بشرط عدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس حقّ النقض علماً بأنّ ثلاثاً من هذه الدول (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم النصّ الألماني- البلجيكي-الكويتي.


وكان قد قال السفير الألماني كريستوف هوسغن أمام الصحافيين في ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن الأربعاء، بطلب من موسكو حول هذه المسألة "لسنا متأثرين بأيّ تهديد باستخدام حقّ النقض"، في إشارة إلى الموقف الروسي الذي عبّر عنه قبله بقليل أمام الصحافيين أنفسهم نظيره الروسي فاسيلي نيبينزيا.


ووفق دبلوماسيين فإنّ كلا المعسكرين، الروسي والغربي، حدّد خلال الجلسة "خطوطاً حمراء": بالنسبة لروسيا فإنّ سقف القرار هو تمديد لستة أشهر ولنقطتي عبور لا غير، بينما قالت واشنطن إنها لا تقبل بأقلّ من تمديد لسنة واحدة ولأربعة معابر، متنازلة بذلك عن مسألة فتح معبر خامس تطالب به أنقرة والأمم المتّحدة على حدّ سواء.


وجاءت جلسة مجلس الأمن غداة توجيه الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي مناشدة رسمية إلى روسيا لعدم الاعتراض على تمديد العمل بالآلية لمدة عام، وقالت الدول العشر (بلجيكا وألمانيا وأندونيسيا وجنوب أفريقيا وجمهورية الدومينيكان وساحل العاج وغينيا الاستوائية والكويت والبيرو وبولندا) في بيان تلي في مقرّ الأمم المتحدة إنّ "عواقب عدم تجديد الآلية ستكون كارثية".


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!