-
جاسوسة روسية تنكرت كمصممة مجوهرات وسحرت موظفي الناتو في إيطاليا
يزعم فريق من المحققين أنه كشف النقاب عن جاسوسة بغطاء عميق من وكالة المخابرات العسكرية الروسية، GRU، إذ قضت عقداً من الزمن متنكرة بشخصية مصممة مجوهرات في أمريكا اللاتينية وتشاركت الحياة مع موظفي الناتو في نابولي.
كان "ريفيرا" هو ما يسميه مجتمع الاستخبارات بأنه عميل غير قانوني، وعميق الغطاء دُرّبت على الظهور في صورة أجنبي. استخدمت وكالات الاستخبارات الروسية هؤلاء منذ أوائل العهد السوفياتي. في بعض الأحيان، يبقون يعيشون بهوياتهم المزيفة لعقود.
انتحلت شخصية ناشطة بمجال المجوهرات بين روما ومالطا وباريس، واستقرت في نهاية المطاف في نابولي، موطن قيادة القوات المشتركة لحلف الناتو حوالي عام 2013.
وأنشأت متجراً للمجوهرات يُدعى سيرين وقادت حياة اجتماعية نشطة، وتمكنت من التسلل إلى الدوائر الاجتماعية في قاعدة مهمة لحلف "الناتو" بمدينة نابولي في الجنوب الإيطالي.
سافرت لسنوات عبر أوروبا وانتقلت إلى مالطا وروما في عام 2010 حيث أقامت صداقة مع Marcelle D'Argy Smith - المحررة السابقة لمجلة Cosmopolitan - قبل أن تسافر إلى باريس وتسجيل علامة تجارية لفتح شركة مجوهرات.
بالعودة إلى إيطاليا في عام 2012، تزوجت من رجل روسي إكوادوري ولكن علاقتهما العاطفية لم تدم طويلاً. توفي في ظروف غامضة بعد عام واحد فقط، وترك "ماريا" حرة في التجول في أنحاء إيطاليا مرة أخرى قبل أن يستقر في نابولي - موطن قيادة القوة المشتركة لحلف شمال الأطلسي.
قال معارفها إنه من خلال توليها منصب سكرتيرة فرع نابولي لنادي الليونز الدولي، تمكنت من تكوين صداقات مع العديد من موظفي الناتو والشركات التابعة الأخرى. وأخبر أحد موظفي الناتو المحققين أن لديه علاقة عاطفية قصيرة مع "ريفيرا".
زعمت أنها ولدت في 1978 باسم ماريا أديلا كوفيلدات ريفيرا في البيرو، لأب ألماني وأم بيروفية، إلا أن اسمها الحقيقي هو أولغا كولبوفا. تعلمت ست لغات خلال 10 سنوات وكونت صداقات مع موظفين من قيادة القوات المشتركة للحلفاء، كما والأسطول الأميركي السادس.
عضو بجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، أوGRU اختصارا، وفقاً لما حققت به صحيفة La Republica الإيطالية طوال 10 أشهر مع مجلة بالتعاون مع Der Spiegel الألمانية وموقع متخصص بالصحافة الاستقصائية، هو Bellingcat الهولندي، إضافة لموقع Insider الأميركي، المتخصص برصد أنشطة جهاز الأمن الروسي وما يتفرع عنه من توابع.
واستخدمت ماريا أديلا، عضوية نادي Lions Club Napoli Monte Nuovo لتقترب من عسكريي القاعدة المتمركزة في Lago Patria المعروفة كأكبر بحيرة في إقليم Campania بالجنوب الإيطالي على البحر المتوسط، حيث ميناء نابولي الرئيسي للأسطول الأميركي السادس، وهو ناد "أسسه ضباط بالحلف كجزء من شبكة تطوعية لخدمة المجتمعات المحلية".
وفق ما ذكرت "لا ريبوبليكا" بتقرير قالت فيه إنها تعرفت إلى النادي من عضو بارز فيه، أخبر مساعديه أنها "ستتمكن من إحيائه بفضل اتصالاتها الدولية بالمجتمع المدني في منطقة نابولي" كما قال.
ونقلت مجلة "در شبيغل" عن لفتنانت كولونيل ألماني، سمّته Thorsten S فقط، إن ماريا أديلا كانت ناشطة في 2018 بشكل خاص، وعرضت حتى دفع رسوم العضوية للجميع عندما بدأت أرقام المداخيل بالانخفاض، فاستغرب وقال: "لم أفهم أبدا دافعها". وكان أحد أصدقائها بنابولي هي الكولونيل Shelia Bryant المفتش العام للقوات البحرية الأميركية بأوروبا وإفريقيا ذلك الوقت.
أما صحيفة "لا ريبوبليكا" فنقلت عن الكولونيل قولها، إن رواية ماريا أديلا عن حياتها "كانت مشوشة وغير مقنعة (..) كان من الصعب أن نفهم من أين حصلت على أموالها.
فتحت متجراً وغالبا ما غيرت شقتها في أهم المناطق بالمدينة، من دون مصادر دخل موثوقة (..) لم أتحدث إليها مطلقاً عن السياسة، برغم محدودية وصولي لمعلومات عسكرية سرية ومهمة لوحدة استخبارات عسكرية" مضيفة عن "أديلا" أنها كانت على اتصال بضباط من إيطاليا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة.
وقال الكولونيل أيضا، إن أديلا، أو "أولغا" الحقيقية الروسية، عاشت ودرست في 2009 إلى 2011 في مالطا، حيث صادقت أشخاصا مثل Marcelle D’Argy Smith رئيس تحرير طبعة مجلة Cosmopolitan في بريطانيا سابقا، والذي التقت به صيف 2010 بالجزيرة، وهو ما ذكرته صحيفة Malta Today في تقرير نشرته أمس الجمعة وقالت فيه إن "ماريا أديلا" كانت أرملة، من دون أن تذكر شيئا عمن كان زوجها المتوفى.
ومما روته أديلا، أنها كانت صغيرة حين سافرت ووالدتها العازبة في 1980 إلى الاتحاد السوفييتي، لحضور الألعاب الأولمبية بموسكو، وفيها تلقت الأم رسالة طارئة من بيرو تطلب منها العودة على عجل، فتركت طفلتها لدى عائلة سوفييتية صديقة لترعاها، إلا أنها لم تعد مطلقا.
اقرأ المزيد: تايوان تعلن رصد 8 سفن و35 طائرة صينية قرب الخط الأوسط للمضيق
من غير المعروف ما إذا كانت مهمة كولوبوفا ناجحة أم فاشلة، لكن محققي بيلنجكات اختلطت بشكل منتظم مع ضباط الناتو والبحرية الأمريكية، بما في ذلك بعض الذين كان بإمكانهم الوصول إلى الصور الموجودة في القاعدة أو الملفات القانونية وقواعد البيانات السرية ''.
يُعتقد أن الجاسوسة قد حضرت مجموعة متنوعة من الأحداث التي نظمها الناتو أو الجيش الأمريكي بما في ذلك حفلات العشاء المختلفة لجمع الأموال وكرات مشاة البحرية الأمريكية السنوية، بالإضافة إلى إجراء مكالمات منزلية لا حصر لها إلى المساكن الشخصية لكثيرين من مسؤولو الناتو.
سيطرح الكشف عن هوية كولوبوفا الحقيقية أسئلة أمنية خطرة لحلف شمال الأطلسي ووكالات الاستخبارات الغربية، ولا سيما وسط خلفية الغزو الروسي المستمر في أوكرانيا وتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعواقب وخيمة إذا انضمت القوات الغربية إلى القتال.
ليفانت نيوز _ الغارديان_ ديلي ميل _ العربية
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!