-
حي المزة.. استهداف إسرائيلي جديد لمعقل النظام في قلب العاصمة
-
يبرز استهداف منطقة المزة المتكرر الإخفاقات الأمنية الكبيرة للنظام السوري، إذ يعجز عن حماية مناطق حساسة في العاصمة، مما يزيد الشكوك حول شرعيته وقدرته على الحكم
هزت منطقة المزة الخاضعة لسيطرة النظام السوري في دمشق أصداء انفجار ضخم تردد في أنحاء العاصمة، وزعمت وكالة الأنباء التابعة للنظام أن الانفجار نتج عن صاروخ استهدف مركبة في هذا الحي.
وأشارت التقارير الأولية إلى احتمال كونها عملية اغتيال نفذتها إسرائيل، دون الكشف عن هوية الشخص المستهدف، فيما أقرت وزارة دفاع النظام بالطبيعة الإسرائيلية للهجوم، مدعية أنه نجم عن غارة أودت بحياة شخصين كانا داخل سيارة دفع رباعي، وأسفرت عن إصابة عدد من المارة.
ووفقًا لمسؤول تابع للنظام في دمشق، وقع الاستهداف قرب دوار الشرقية، بجوار فندق "غولدن مزة" في المزة الشرقية، مما أدى لاشتعال النيران في السيارة، فيما تداولت بعض المصادر أنباءً عن قرب المركبة المستهدفة من مجلس عزاء أقيم لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.
اقرأ أيضاً: ضحايا مدنيون من بينهم طبيبين إثر القصف الإسرائيلي على المزة
وقد لحقت أضرار بواجهة الفندق المجاور لموقع الانفجار، القريب من وزارة إعلام النظام، بينما امتلأ المكان بالسيارات المحترقة.
ويأتي هذا الحادث في سلسلة استهدافات شهدتها منطقة المزة، الواقعة غرب دمشق، ففي مطلع الشهر الجاري، تعرض صهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لعملية اغتيال أدت إلى مصرعه.
وتكتسب منطقة المزة أهمية استراتيجية كبيرة للنظام، حيث تضم عددًا من المقرات الأمنية والعسكرية التابعة له، إضافة إلى أماكن إقامة قيادات فلسطينية وإيرانية بارزة، وتجمعًا لسفارات ومنظمات أممية، وقد شهد الحي تطورًا عمرانيًا ملحوظًا ليصبح من أحدث وأرقى ضواحي دمشق الخاضعة لسيطرة النظام.
وتمتد منطقة المزة على مساحة 7750 هكتارًا، من ساحة الأمويين شرقًا حتى منطقة السومرية غربًا، ومن جبل المزة شمالًا إلى منطقة كفرسوسة جنوبًا، وتشير التقديرات إلى أن عدد سكانها يبلغ نحو 90 ألف نسمة.
ويحتضن الحي القصر الرئاسي للنظام المطل على المنطقة، إضافة إلى العديد من المباني الإدارية ومجمع للمحاكم ومقرات رسمية دولية، كما يضم مطار المزة العسكري، الذي كان سابقًا المطار الرئيسي لدمشق قبل إنشاء المطار الدولي في الجهة الجنوبية الشرقية من العاصمة.
وشهدت هذه المنطقة الاستراتيجية للنظام حوادث عديدة، من بينها مقتل مسؤول استخبارات الحرس الثوري الإيراني في سوريا ونائبه في ضربة إسرائيلية في يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أودت أيضًا بحياة عنصرين من الحرس الثوري، وفقًا لما أعلنه الإعلام الرسمي الإيراني.
ويسلط تكرار الاستهدافات في هذه المنطقة الحيوية الضوء، على هشاشة سيطرة النظام وعجزه عن حماية معاقله الرئيسية في قلب العاصمة، مما يزيد الشكوك حول قدرته على الحكم وفرض سيطرته الفعلية على المناطق التي يدعي السيطرة عليها.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!