-
دراسة جديدة: حركات العين السريعة أثناء النوم مرتبطة بعالم الأحلام
أشعلت حيرة العلماء بخصوص مرحلة النوم، التي تشهد حركة العين السريعة، والتي يطلق عليها اختصاراً REM، منذ أن جرى ربطها لأول مرة بالأحلام في عام 1953، بيد أن نتائج دراسة جديدة، هي الأولى من نوعها، تكشف أن حركات العين السريعة أثناء النوم سببها النظر في عالم الأحلام الذي أنشأه الدماغ، وأنها ليست حركات عشوائية كما كان يظن في السابق، وفق ما عرضته "ديلي ميل" البريطانية.
ودرس فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو خلايا "اتجاه الرأس" في أدمغة الفئران، وهي خلايا عصبية تنطلق في الدماغ فيما يرتبط بالمكان الذي يتجه إليه الحيوان، وتوجد كذلك في عدة مناطق من الدماغ البشري.
وعقب مقارنة الاتجاهات الرأسية للفأر النائم بحركات العين، كشفت النتائج أن الخلايا كانت محاذية بدقة خلال نوم حركة العين السريعة، تماماً كما تفعل عندما يكون الفأر مستيقظاً ويتحرك، مما يعني أن حركة العين السريعة للإنسان خلال النوم تتجه بنفس الطريقة، التي تتغير بها نظراته أثناء اليقظة.
اقرأ أيضاً: النوم الجيد ودوره في الحفاظ على صحة العقول والأجسام
ويرجع تاريخ تسجيلات الأحلام الأولى إلى عام 3100 قبل الميلاد عندما حفر البابليون محاولات تفسير أحلامهم على ألواح حجرية، ومنذ ذلك الوقت، عمل البشر طويلاً لفهم معنى الأحلام وكيف تتشكل.
وإن نوم الريم REM، وهو اختصار لـ"حركة العين السريعة"، وهي السمة المميزة لتلك الحالة خلال مراحل النوم، وتتشابه أنماط موجات الدماغ، في هذه المرحلة، مع تلك التي تظهر أثناء اليقظة والتي يجري خلالها تجربة الأحلام.
وجرى تحديد مرحلة نوم الريم لأول مرة بواسطة يوجين أسيرينكسي، الذي كان طالب دراسات عليا آنذاك، ويُنسب إليه الفضل في امتلاك أول مختبر لأبحاث النوم الذي اكتشف "الحركات السريعة والمتشنجة والمتناظرة ثنائية العينين"، وكانت تلك الفكرة مجرد فرضية، لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي قدمت دليلاً قوياً يدعم نظرية أسيرينكسي.
وذكر ماسيمو سكانزياني، كبير الباحثين في الدراسة، ضمن بيان: "أظهرنا أن حركات العين هذه ليست عشوائية، إنها منسقة مع ما يحدث في عالم الأحلام الافتراضي لفئران المختبر"، لافتاً إلى أن النتائج تعطي لمحة عن العمليات المعرفية الجارية في الدماغ النائم وفي نفس الوقت يحل لغزاً أثار فضول العلماء لعقود".
كما وجد فريق سكانزياني البحثي أن الأجزاء عينها من الدماغ، وأن هناك الكثير منها، تنسق خلال الحلم واليقظة، مما يضفي مصداقية على فرضية أن الأحلام هي وسيلة لدمج المعلومات التي يجري جمعها على مدار اليوم، بيد أن اللغز الذي سيعمل سكانزياني للكشف عن تفسيراته هو كيفية عمل تلك المناطق في الدماغ معاً لإنتاج تلك القدرة التوليدية، بالقول إنه "من المهم أن نفهم كيف يقوم الدماغ بتحديث نفسه بناءً على الخبرات المتراكمة".
وأردف سكانزياني أن فهم الآليات، التي تتيح لدماغ الإنسان بالتنسيق بين العديد من الأجزاء المتميزة فيه خلال النوم، سيمنح نظرة ثاقبة حول كيفية تحول هذه التجارب لتضحى جزءاً من نماذج البشر الفردية لما هو العالم وكيف يعمل.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!