-
"رعاة الأغنام" ..ضحايا التنافس على النفوذ في البادية السورية
بعد عشر سنوات، ما زال السوريون يصارعون من أجل البقاء، وفي ذات الوقت تحول "رعاة الأغنام"إلى هدف لـ"ذئاب بشرية"، تضاربت الروايات بشأن هويتها، ما بين تبعيتها لتنظيم "داعش" أو للميليشيات التي تساند نظام الأسد، في مقدمتها الإيرانية.
حيث تشهد المنطقة عمليات تصفية وإعدام "من نوع آخر" تستهدف رعاة الأغنام في الأطراف المترامية للبادية السورية بين الفترة والأخرى، وبشكل خاص منذ مطلع عام 2020.
وجرت آخرعمليات التصفية مطلع مارس/ آذار الحالي، إذ هاجمت مجموعة "مسلحة مجهولة الهوية" أحد رعاة الأغنام في منطقة الرهجان بريف مدينة حماة السورية، ما أسفر عن مقتله وجرح ثلاثة آخرين كانوا برفقته، إلى جانب نفوق وسرقة 400 رأس من الأغنام.
واستبقت هذه الحادثة بمقتل أربعة من رعاة الأغنام بالقرب من منطقة رجم الصوان في خناصر بريف حلب الجنوبي، وعلى شاكلة الحادثة السابقة تعرضوا لإطلاق رصاص مباشر في الرأس، في عملية تصفية ميدانية، سبق وأن شهدتها مناطق في ريف الرقة ودير الزور، في أوقات متفرقة، خلال الأشهر الماضية.
وتطرقت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية إلى الحادثتين، لتتهم وكالة "سانا" من أسمتها بـ"المجموعات الإرهابية" بالوقوف وراء عمليات التصفية، دون أن تذكر بالاسم الجهة المنفذة بعينها. وفي مقابل ذلك، كانت هناك رواية أخرى لمصادر محلية، اتهم بعضها خلايا داعش بتصفية رعاة الأغنام، بينما ذهبت أخرى لاتهام الميليشيات الإيرانية، على رأسها "لواء الباقر".
حيث تخضع منطقة الرهجان التابعة لمدينة السلمية بريف حماة، والتي جرت فيها الحادثة الأولى لسيطرة قوات الأسد، بالإضافة إلى ميليشيات محلية بينها "الدفاع الوطني" وأخرى تتبع لأذرع إيران، بينها "حزب الله" و"لواء الباقر".
وبحسب مصادر موقع الحرّة، فإنّ "جثة الراعي بعد إعدامه من قبل المجموعة (المجهولة) وصلت إلى المشفى الوطني بسلمية، بمعنى أن قوات الأسد والميليشيات المساندة لها قادرة على التحرك في هذه المنطقة بشكل كبير"، لافتةً إلى أنّ أن مناطق ريف حماة الشرقي لها تركيبة عسكرية خاصة على الأرض، إذ تتداخل فيها الأطراف المسيطرة، وبينما تدعم بمجملها قوات الأسد، تنقسم بدورها إلى "مجموعات محلية" كمجموعات "وريث اليونس" وأخرى تعود بالولاء لإيران، كالحال الذي تشهده باقي المناطق السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
يشار إلى أنّ باحثين استبعدوا مسؤولية داعش بشأن إعدام الرعاة، كونه "يحاول استقطاب عناصر محلية، وخاصة رعاة الأغنام، والذين يعتبرون المصدر الأولي للمعلومات له. يحصل من خلالهم على معلومات بشأن تحركات النظام في منطقة البادية ومحيطها، كونهم يتنقلون لرعي الأغنام في مناطق واسعة ومتعددة أطراف النفوذ"، لافتين إلى أنّ "رعاة الأغنام حاضنة شعبية يمكن أن تعتمد عليها خلايا داعش أيضا للحصول على المواد الغذائية وغيرها، لذلك هو حريص على عدم قطع العلاقة معها".
اقرأ المزيد: الحشد الشعبي يقتل طفلاً سورياً
يشار إلى أنّه هناك معادلة واضحة تتعلق برعاة الأغنام في منطقة البادية السورية، وترتبط باتجاه هؤلاء للبحث عن مصادر الرزق في مناطق تعتبر "رخوة أمنيا"، وتخضع لسيطرة جهات عسكرية عدة، بينها داعش وقوات الأسد وأخرى ميليشيات سورية وإيرانية، وغيرها.
ليفانت- الحرّة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!