الوضع المظلم
السبت ٢٨ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
روسيا وإيران وأسباب التوتر شرق سوريا
روسيا وإيران

تزداد حدة التوترات بين القوات الروسية والإيرانية في سوريا، مع منع القوات الروسية المتواجدة شرق سوريا فصائل حليفة لإيران من التمركز في عدد من النقاط قرب الحدود العراقية السورية.


حيث تتحكم المصالح الاقتصادية في الخلافات بين الروس والإيرانيين في سوريا، لكن لا ترتقي الخلافات إلی أن تنتقل لمجال المواجهة العسكرية المباشرة كما يروّج لها، ولا سيما بعد اجتماع الروس مع أمريكا وإسرائيل في القدس، وإعلانها بعدم رغبتها في إخراج إيران من سوريا.


حیث دافع مستشار الأمن القومي الروسي "نيكولاي باتروشيف" بقوة عن طهران في قمة تل أبيب مشيراً إلی أن روسيا ترفض شيطنة إيران ورافضا الهجمات الإسرائيلية في سوريا بالقول إنها غير مرحب بها.




وأكد النائب السابق لوزير الخارجية الإيراني، "حسين جابري أنصاري" في وقت سابق، حيث أكد أن هناك خلافاً في وجهات النظر بين طهران وموسكو فيما يخص إسرائيل، مؤكداً في الوقت ذاته وجود مصالح مشتركة مع روسيا في سوريا.


 


إلا أن التنافس الروسي الإيراني فی سوريا مازال مستمراً وبعيداً عن السياسات الخارجية، حیث وصلت حدة الصراعات الداخلية بين الطرفين إلی مستوى التعيينات داخل الجيش والقوى الأمنية التابعة للنظام السوري، كنوع من فرض النفوذ داخل المؤسسات الأمنية.


ولعل ظهور رأس النظام السوري "بشار الأسد" في مطار حمیمیم العسكري، برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعدها دعوته إلی إيران لالتقاط بعد الصور، كان أكبر دليل علی تزاحم الطرفين لتثبيت نفوذه في سوريا.


فیما الخوف الروسي من التمدد العسكري والاقتصادي الإيراني في سوريا یبقی مستمراً، وخاصة بعد الكشف عن مشروع سكة الحديد الواصل بين إيران وسوريا عبر العراق والذي يمر في محافظة دير الزور حيث حصل الاستنفار الأخير، والثانية، استلام إيران لمرفأ اللاذقية الذي سيكون المحطة الأخيرة في مسار السكة الحديدية.


وتسعی إيران إلى تأمين خط سير الخط الحديدي بين إيران وسوريا، والذي يفترض أن يبدأ من مدينة البوكمال الحدودية، والواقعة اليوم تحت سيطرة مشتركة لقوات النظام السوري والميليشيات التي تدعمها إيران.


ويُعتبر هذا الممر البري هدفاً رئيسياً لإيران، إذ يضمن لها طريق إمداد لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وتسهيل حركة المليشيات التي تدعمها، إضافة إلى كونه طريقاً تجارياً بديلاً عن مياه الخليج. وهذا ما أكده مدير شركة خطوط سكك الحديد الإيرانية "سعيد رسولي"، قبل أيام وخلال لقائه نظيريه السوري والعراقي، بأن خط السكك الحديدية سينطلق من ميناء الإمام الخميني في إيران مروراً بشلمجة على الحدود العراقية ومدينة البصرة العراقية ليصل إلى ميناء اللاذقية.


ويجتمع (الروس والإيرانيون) في الدفاع عن النظام السوري المتهالك وبقاء الأسد علی رأس تلك المنظومة، لكن القلق الروسي من الوجود الإيراني على البحر المتوسط مصدر قوي لمواجهة المشاريع الإيرانية في سوريا، حيث ترغب أن تكون هي صاحبة القوة الرئيسية على الساحل الشرقي للمتوسط. وهو ما يضمنه لها مرفأ طرطوس الذي استأجرته لمدة 49 عاماً.


هذا وتبقی المصالح الاقتصادية المتضاربة للطرفين كفيلة بتطور تلك المناوشات والخلافات، وتحويلها لعنصر المواجهة العسكرية بينهما، لا سيما أن انتشار المیلیشیات الإيرانية في سوريا تشكل تهديداً واضحا للتواجد الروسي فی المنطقة.


لیفانت-إعداد: شيار خليل


روسيا وإيران وأسباب التوتر شرق سوريا


روسيا وإيران وأسباب التوتر شرق سوريا

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!