الوضع المظلم
الخميس ١٩ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا وإيران: تنافس النفوذ في حلب يتخطى الحدود العسكرية

  • على الرغم من الدعم العسكري المشترك للنظام السوري، تسعى روسيا وإيران لترسيخ نفوذهما في حلب عبر مبادرات ثقافية وتعليمية
روسيا وإيران: تنافس النفوذ في حلب يتخطى الحدود العسكرية
الدمار في حلب

بالرغم من دعمهما المتواصل لقوات النظام السوري خلال النزاع الممتد، تسلط روسيا وإيران الضوء على تعزيز سيطرتهما بأساليب متنوعة غير قتالية داخل الدولة. تسعى موسكو وطهران لتأسيس تأثيرهما الميداني، مستغلتين القوة الناعمة في سوريا عبر مجموعة من القطاعات.

وفي محافظة حلب الشمالية، تنتشر المؤسسات التعليمية والخدمية والدينية الإيرانية. وبحسب ما ورد لـ"العربية.نت"، يُقدر عدد هذه المؤسسات بحوالي 20، منتشرة في جميع أنحاء المحافظة، الثانية في الحجم بين المحافظات السورية.

وتقع هذه المؤسسات في الأحياء الشعبية الأقل حظًا في شرق حلب، وتعود فكرة تأسيسها إلى مسؤول إيراني سابق في القنصلية الإيرانية بحلب عام 2016. بالإضافة إلى الخدمات التعليمية للشباب، تمتد الخدمات لتشمل تقديم الغذاء، حيث كشفت "العربية.نت" عن وجود مطعم إيراني في منطقة الليرمون يوفر الوجبات للطلاب والمعلمين تحت إشراف إيراني.

اقرأ أيضاً: روسيا تقدم سلسلة من الوعو لـتركيا تتعلق بعودة اللاجئين إلى حلب

ويلفت وجدان عبدالرحمن، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أن الصراع بين روسيا وإيران ليس بالأمر الحديث، إذ يتنافس الطرفان منذ فترة طويلة، متقبلين الاختلافات في وجهات النظر بينهما.

وينوه عبدالرحمن إلى أن كل من موسكو وطهران تسعيان لتحقيق مصالحهما في سوريا، وتتعاونان فيما يخص الصراع في أوكرانيا، لكن تظل الخلافات قائمة في السياق السوري.

ويضيف لـ"العربية.نت" أن التحديات في الصراع بين الجانبين ستزداد حدة مع استقرار الوضع للنظام السوري، حيث يبدو أن النظام يفضل روسيا على إيران، خاصةً أن العلاقات بين دمشق وطهران قد تتأثر بتهم تورط المخابرات السورية في تسريب معلومات عن مصالح إيرانية لإسرائيل، مما يشير إلى استهداف إسرائيل لقيادات إيرانية في سوريا مؤخرًا.

أما الفعاليات الروسية فتجري بالتزامن مع الإيرانية، لكن في مناطق مختلفة من المدينة. يذكر مصدر سوري أن روسيا لا تتدخل في المناطق المحرومة، بل تتمركز في الأحياء الراقية مثل الفرقان وحلب الجديدة وشارع النيل.

وتسعى روسيا للتأثير على المجتمع الحلبي عبر اللغة الروسية، في حين تحاول إيران تعزيز وجودها من خلال مشاريع تعليمية ذات أهداف دينية. يُذكر أن الصراع بين الروس والإيرانيين وصل إلى حد التنافس بين الأجهزة الأمنية في حلب، حيث يُقال أن بعض المؤسسات الأمنية تدعم روسيا، بينما تميل أخرى نحو إيران.

وعلى الرغم من ذلك، يسعى كلا الطرفين لكسب تأييد أهالي حلب من خلال مساعداتهما الإنسانية. فعلى سبيل المثال، أقام الروس مستشفى بعد الزلزال الذي وقع في شباط/فبراير 2023، بينما توزع إيران السلات الغذائية في الأحياء المحرومة بين الفينة والأخرى، وفق ما أفادت به مصادر من المدينة.

ليفانت-العربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!