الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
سرطان الثدي.. عربيات حولن الألم إلى أمل
رقية العلمي

عوداً على بدء "أكتوبر الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي"، حددته منظمة الصحة العالمية من أجل التوعية من مخاطره؛ وعمل حملات لجمع التبرعات للبحث العلمي ومساندة المريضات المصابات والناجيات. لقبه الثاني "الشهر الوردي" علامته لنفكر وردياً.

اخترنا هذا العام عرض تجارب موثقة لنساء عربيات ناجيات من السرطان قمن بتسخير المرض نحو التوعية عنه من خلال الأبحاث وسرديات سيرته وبرامجه التثقيقية.

الطبيبة سامية العمودي 1952، أستاذة في كلية الطب ومتخصصة في سرطان الثدي، أصيبت بالمرض في 2006 ثم أصيبت به للمرة الثانية في 2015. بعدها أخذت على عاتقها مسؤولية التوعية بالمرض وكسر حاجز الصمت حوله، من خلال نشرها لأكثر من 30 مقالاً في صحيفة "المدينة".

وللعمودي أكثر من 12 كتاباً بالعربية واثنان بالإنجليزية حول صحة المرأة وصحة مريضات السرطان. كتاب "مذكرات امرأة سعودية" سيرة ذاتية لمراحل إصابتها بالمرض بالعربية والإنجليزية.

الثاني "اكسري حاجز الصمت: قصتي مع سرطان الثدي" تدعو العمودي فيه كل أنثى اختبرها الله بمرض السرطان أن تكسر حاجز الصمت وتعلن عنه.

أُدرجت قصتها في مناهج الإنجليزي في الثانوية المطورة بنين وبنات في السعودية، كما تم إنتاج فيلم وثائقي بالعربية والإنجليزية [كسر حاجز الصمت] يحاكي تفاصيل رحلتها مع المرض.

حسب الصحافة السعودية والعربية صنفت العمودي قيادية في هذا المضمار، محلياً وعالمياً، لذلك حصلت على عشرات الجوائز تقديراً لدورها تسليط الضوء على المرض ليس فقط من خلال خبرتها كناجية بل لأنها سخرت حياتها لتقديم المزيد من الأبحاث حوله عملياً وعلمياً وعليه احتلت المركز الحادي عشر في قائمة العلماء العرب الأكثر تأثيراً.

من أهم إنجازاتها إصدارها أول كتاب إرشادي في المنطقة العربية بلغة الإشارة لتوعية فئة الصم وفاقدي النطق بحقوقهن ولنشر ثقافة الفحص المبكر لديهن.

الناجية الثانية هي إيمان شنّن من غزة تناولت حكايتها الأمم المتحدة منشور المساعدات الإنسانية أغسطس 2019: [إيمان تبعث الصمود والأمل في نفوس الفلسطينيات المصابات بمرض السرطان].

إيمان 49 عاماً بعد شفائها من سرطان الثدي قامت بتأسيس مؤسسة "العون والأمل" مستندة إلى تجربتها، فعند إصابتها لم تستطع مغادرة غزة لتلقي العلاج. لذلك سعت إلى تقديم العون للمريضات وتيسير علاجهن وسفرهن فأنشأت "مؤسسة العون والأمل " صندوق " فرحة " داخل مركز الحسين للسرطان في الأردن. حيث نقل أكثر من 40 امرأة من غزة الى المركز.

أُطلق على الصندوق اسم "فرحة"، فرحة التي ماتت لأنها لم تستطع مغادرة غزة ولم تكتمل فرحتها بالسفر للعلاج لكنها تركت بصمة وبسمة على وجوه الكثيرات.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فيعتبر الاحتلال العائق الأساسي في طريق التقدم في التنمية يطال هذا الصحة والأكثر تضرراً هم مرضى السرطان ومريضات سرطان الثدي؛ ففي غزة تعيق سلطات الاحتلال إصدار تصاريح لمريضات سرطان الثدي للدخول لمستشفى المطلع في القدس عبر حاجز “إيرز” لتلقي العلاج الإشعاعي غير المتوفر في القطاع.

وشروط الموافقة تعجيزية منها إرفاق تقارير وتحويلات طبية ونتائج الفحوصات الخزعية، علماً بأن التصريح يصدر بعد أشهر مما يؤدي لتدهور الحالة.

وكانت منظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي لشرق المتوسط 2019 قدمت تقريرها: "الرحلة المضنية التي يخوضها المرضى في غزة لعلاج السرطان" تستعرض فيه واقع مرض السرطان في القطاع والواقع الطبي مستشهدة بأكثر من حالة أعاقت السلطات الإسرائيلية السماح لهم الخروج من غزة عبر معبر إيرز لتلقي العلاج المتخصص مشدد الحق في الصحة لجميع مرضى السرطان الفلسطينيين دون قيود أو عراقيل.. مستشهدة بقصة المريضة.

خديجة، 32 عاماً، وأم لأربعة أطفال، لاحظت شيئاً غير عادي في صدرها في كانون الأول/ ديسمبر 2017. وسرعان ما أكد الأطباء إصابتها بسرطان الثدي. وفي كانون الثاني/ يناير 2018، قدمت خديجة طلباً للحصول على تصريح بالذهاب إلى مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية لإجراء فحص متخصص لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر، وإلى أي مدى بلغ انتشاره. إلا أن طلبها قوبل بالرفض. وبدأت في تلقي العلاج الكيميائي في غزة، ولكن العلاج الأمثل كان يتطلب تدخلاً جراحياً. وفي تموز/ يوليو، قدمت خديجة طلباً جديداً للحصول على تصريح بالخروج، ورُفِض مرة أخرى. وقررت خديجة أن تغيِّر وجهتها إلى مصر، ونجحت محاولتها الثانية لمغادرة غزة إلى مصر في النهاية. وأجرت عملية جراحية في آب/ أغسطس 2018؛ أي بعد سبعة أشهر من تشخيص حالتها.

تجارب متعددة

في الحقيقة هناك ناجيات سخرن طاقتهن للتوعية عنه وتحويله لخدمة الإنسانية؛ منهن الأردنية الناجية رندة الصيفي، تسلقت جبل إفرست لنشر رسالة أمل ضد المرض ولجمع التبرعات للمساهمة في إنقاذ المصابات، وحسب رأيها فإن "القوة تبدأ من الداخل" لمواجهتها المرض بشجاعة لا باليأس.

في الختام لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً إيجابياً وساعدت التحدث عنه بجرأة فأصبحن مثالاً يحتذى بهن.

مصممة الأزياء الأردنية غادة زادة سخرت صفحتها عبر إنستغرام للحديث عن تجربتها مع سرطان الثدي فأصبحت ملهمة للمريضات والناجيات وتطور للتوعية بضرورة الفحص المبكر محورها "كوني طبيبة نفسك".

قابلها الأردنية شذا العلمي والتي تعمل في دبي باستراتيجيات الموارد البشرية نشرت على فيسبوك يومياتها مع سرطان الثدي محورها "السرطان ليس حكم إعدام ولا نهاية الطريق.. بل محاربته والتغلب عليه يعني بداية لحياة مختلفة". وبعد مرحلة العلاج التي تكللت بالشفاء أعلنت لمتابعيها بشرى تعافيها.

إن المساندة المجتمعية في الواقع أو عبر هذا الفضاء الرحب لا شك تساهم في مؤازرة المريضات وترفع معنوياتهن وهذه كله عززته سهولة التواصل بين الناس لا شك أنجح هذه التجارب فالمشاركة تمحو الألم وتقوي الأمل.

 

ليفانت – رقية العلمي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!