-
شاهد على غزو عفرين: تهجيرنا هدف تركي
مع حلول الذكرى السنوية الرابعة لغزو منطقة عفرين ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا، من قبل أنقرة وميلشياتها المسلحة المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، والتي استمرت مدة 58 يوماً، استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة وعلى رأسها السلاح الجو، إذ كان الأخير حاسماً في ميل كفة الميزان، التقت "ليفانت نيوز" بأحد أبناء عفرين، الذي تطرق لما حلّ بمنطقته خلال السنوات الأربعة.
وقدم الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن هويته، خشية ملاحقته من قبل مسلحي أنقرة في عفرين، شهادته مؤكداً أنه شهد كامل عملية "غصن الزيتون"، ولم يخرج من مدينة عفرين، مشدداً على أن تهجير أهالي عفرين هو غاية المليشيات المدارة تركياً، وسبب الانتهاكات بحقهم.
اقرأ أيضاً: بالتوازي مع الذكرى الرابعة لغزو عفرين.. أبو عمشة مُلاحق
وقال الشاهد: "قبل أربع أعوام من الآن، وفي تمام الساعة الرابعة والنصف من يوم 20 يناير، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قنوات الإعلام التركية، معلناً بدء عملية غصن الزيتون ضد مدينة عفرين، مباركاً جنوده الذين أرسلهم للمشاركة في العملية المشؤومة، والذين كانوا يقدمون كافة أنواع الدعم للميليشيات المسلحة، للتقدم نحو قرى مدينة عفرين الحدودية، حيث بدأت العملية حينها، بقيام الطيران الحربي التركي بتنفيذ 70 غارة جوية على كافة مناطق مدينة عفرين، معلنةً بداية الحرب".
ويضيف: "في اليوم الأول من عملية غصن الزيتون، وقع العديد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين والعسكريين، واستمر الحال مدة 58 يوماً، لتصل حصيلة خسائرنا البشرية إلى 250 شهيداً مدنياً، إضافة لأكثر من ألفي عنصر من وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات الأسايش وقوات الدفاع الذاتي، بجانب مئات المفقودين إلى يومنا هذا".
ويتابع: "الآن وبعد مرور أربع سنوات على احتلال مدينة عفرين، نستذكر بشكل يومي الجرائم والانتهاكات والفظائع التي يرتكبها عناصر الميليشيات المسلحة وسط صمت الدولة التركية عن كل تلك الانتهاكات، الأمر الذي يكشف أن كل تلك الانتهاكات والجرائم تنفذ وبشكل مباشر من قبل الدولة التركية التي أدخلت إلى عفرين ما يزيد عن 30 ألف مسلح، متمثلة بعدد من الفصائل التي تطلق على نفسها مسميات مختلفة، ومنهم العمشات، الميليشيا ذات الصيت السيء، التي يقودها المدعو محمد الجاسم أبو عمشة، وفرقة الحمزات أو ما يعرف بقوات الكوماندوس بقيادة المدعو سيف أبو بكر، وميليشيا السلطان مراد بقيادة المدعو فهيم عيسى، وميليشيات جيش الإسلام وأحرار الشرقية وأحرار الشام، والكثير من المسميات الأخرى، التي تعمل كلها تحت عباءة الدولة التركية".
وأشار الشاهد إلى أن "الجرائم و الانتهاكات طالت الحجر و البشر و حتى الشجر، حيث تعرضت جميع أثارنا للسرقة والنهب والتخريب كما تعرضت جميع أشجار مدينة عفرين و خاصة أشجار الزيتون للسرقة والحرق والقطع والاتجار بها، وفرض ضرائب وإتاوات على مواسم الزيتون في كل عام".
مستدركاً: "الخاسر الأكبر هو المواطن العفريني الذي تعرض و لايزال للاعتقال والاختطاف والقتل بأبشع الطرق، والهدف بات واضحاً، تهجير ما تبقى من السكان الكورد الذين رفضوا الخروج من أرضهم ومدينتهم، لتحقيق أطماع التغيير الديمغرافي التي تسعى لها الدولة التركية في مدينة عفرين".
هذا وتسببت ما تسمى بـ"عملية غصن الزيتون"، في تهجير ما يزيد عن 300 ألف مدني من سكان مدينة عفرين باتجاه مدينة حلب ومناطق الشهباء، لتتضاءل نسبة السكان الأصليين الكورد إلى ما دون الـ25%، عقب توطين قرابة 400 ألف شخص، جلبتهم أنقرة من مناطق متفرقة في سوريا، كالغوطة الشرقية وحمص وحماه ودير الزور وغيرها.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!