الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • صحيفة متخصصة: العملات المشفرة تفشل في لعب دور الذهب

صحيفة متخصصة: العملات المشفرة تفشل في لعب دور الذهب
بيتكوين

لم تعد العملات الرقمية على هامش النظام المالي، حسبما يقول صندوق النقد الدُّوَليّ، الذي أشار في مدونة حديثة إلى أن أمثال عملة «بيتكوين» قد تطورت من فئة أصول غامضة يستخدمها عدد قليل إلى جزء لا يتجزأ من ثورة الأصول الرقمية.

ويدعى البعض أنه فى عالم ما بعد وباء «كورونا»، يمكن أن تحل عملة «بيتكوين» محل الذهب كأصل يختاره المستثمرون لمعالجة المخاطر الشديدة، وعدم استقرار الأسعار والاضطرابات الجيوسياسية من النوع الذي تجسده الحرب الروسية الأوكرانية.

وبعد كل شىء، كان الذهب طيلة العصور رمزاً للقوة والثروة والبقاء والجمال، لكن بالنسبة للكثيرين في العالم الحديث سيظل الهدف الأساسي للتراكم الرأسمالي، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.

وعلاوة على ذلك، تأثر أي ادعاء بأن «بيتكوين» قد تكون وسيلة تحوط جيوسياسية بشدة؛ بسبب أدائها في بداية حرب أوكرانيا، فقد انخفضت قيمة «البيتكوين» كثيراً من أعلى مستوياتها القياسية في نوفمبر، بينما تعززت قيمة الذهب في ظل هبوط الأسواق.

وبالنسبة إلى الروس والأوكرانيين، من المفارقات أن «بيتكوين» وغيرها من العملات الرقمية كانت بمنزلة مخزن حقيقي للقيمة مقابل عملاتهم الورقية المحلية المتدهورة – وهي عملات غير مدعومة بأصول حقيقية مثل الذهب أو السلع – وسمحت لهم بتجاوز أنظمتهم المالية التقليدية الهشة.

وفى الوقت نفسه، ظهر استخدام جديد لـ”العملات الرقمية”؛ حيث جمعت حكومة أوكرانيا أكثر من 100 مليون دولار من التبرعات بـ”العملات الرقمية” من جميع أنحاء العالم لتمويل دفاعاتها، واكتشف اللاجئون الأوكرانيون أن تحويل أموالهم إلى عملة رقمية على الهاتف يوفر عملة محمولة أكثر سهولة من الذهب.

وتساعد إمكانات تكنولوجيا البلوكتشين ومنصات التمويل اللامركزية المبتكرة على تفسير الاهتمام الأخير لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة في وادى السيليكون، الذين يستهدفون دعم ثورة التكنولوجيا الرقمية التي من المحتمل أن تعطل مجموعة من الصناعات من الأعمال المصرفية إلى الألعاب إلى الاتصالات.

وفي الواقع، هناك قواسم مشتركة كثيرة بين «بيتكوين» والمعدن الأصفر، على الأخص في امتلاك القليل من القيمة الأساسية أو عدم امتلاكها إطلاقاً وعدم توليد ي تدفق للدخل، حيث تنبع القيمة التي يمتلكانها من اعتقاد مشترك من عدد كاف من الناس بأنهما أصلان قيمان.

ويذكر أن أحد الأسباب المهمة التي تجعل المستثمرين يتدفقون إلى البيتكوين والذهب هو ندرتهما المتأصلة، إجمالي مخزون الذهب فوق الأرض لا يزيد كثيراً على 200 ألف طن متري، وهذا كبير جداً بالنسبة إلى كمية الذهب الجديدة التي يمكن استخراجها وتنقيتها في عام، لكن زيادة المخزون أمر مكلف للغاية.

وهذا يجعل الذهب جذاباً بشكل خاص في فترة كانت الحكومات منخرطة في الإنعاش الاقتصادي للتصدي للأزمة المالية 2007-2009، وأزمة «كورونا»، وكانت البنوك المركزية تطبع النقود بنشاط.

وتكون الجاذبية أكبر عندما تكون العوائد على الأوراق المالية الممتازة المرتبطة بالمؤشر، وهى وسيلة تحوط ضد التضخم أقل مضاربة، سلبية وتضمن خسارة للمستثمرين إذا اُحتفظ بها حتى تاريخ الاستحقاق، ثم أن المنطق نفسه ينطبق على «بيتكوين»، كما يدعى هواة العملات المشفرة.

اقرأ المزيد: إيني تعلن اكتشاف مخزونات نفط وغاز جديدة في مصر

وتوجد سمة مالية مشتركة بين هذين الأصلين هي أن تكلفة الفرصة الضائعة للاحتفاظ بهما – أي الدخل الذي يتخلى المستثمرون عنه بعدم الاحتفاظ بأصول مدرة للدخل – تنخفض عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة أو سلبية.

وقدمت برامج شراء الأصول لدى البنوك المركزية، المعروفة بالتسهيل الكمي، معدلات فائدة منخفضة للغاية أو سلبية، ما أدى إلى نمو كبير في الأصول الرقمية من لا شيء إلى قيمة سوقية تقارب 3 تريليونات دولار في نوفمبر 2021، حسبما يقول صندوق النقد الدُّوَليّ، وهذا يمثل نحو 1% من الأصول المالية العالمية في بيانات بنك إنجلترا.

 

ليفانت نيوز _ فايننشال تايمز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!