-
عمالة النساء تجتاح مناطق النظام في سوريا
بعد أن غيّبت الحرب السورية رب الأسرة, أصبحت فجأة "المرأة" المعيل الأساسي, للمنزل, وتوجهت لشغل شواغر جديدة في الحياة الاقتصادية في مهن كانت حكرًا على الرجال فقط , لتأمين مستلزمات الحياة.
حيث أثّرت الحرب في سوريا بشكل كبير على الوضع الاقتصادي بالإضافة لحملات الاعتقالات التي كانت تهدف لإلحاق الشبان بالجيش, وهجرة الذكور, وإفراغ البلاد من الشباب, ما تسبب بفجوة جذرية في البلاد، ولكثرة تواجد النساء في الأسواق العامة بات البعض يطلق عليها "مدن النساء" بسبب طغيان الطابع الأنثوي على الذكوري .
وقالت السيدة "هديل سيريا" أم محمد البالغة من العمر 34 عاماً, لـ" ليفانت " أن "قوات النظام السورية أعتقلت زوجي في عام 2013 , بمنطقة داريا بريف دمشق, بدون أي تهمه تذكر , فقط لأنه من سكان المنطقة, و إلى الآن لاتوجد أي معلومات عنه".
وأضافت: "هديل, أن بعد غياب زوجي في سجون قوات النظام, أجبرني على البحث عن عمل في ورشة الخياطة , من أجل تأمين حاجات أسرتي الأساسية", مشيرة إلى أنها أم لثلاثة أطفال صغار.
ترويج النظام لعمل النساء في مهن الرجال
وفي محاولة لتدارك اﻷوضاع سارع النظام السوري بالترويج لعمل النساء في مهن الرجال، حيث نقلت وكالة "سانا" عن مدير الشركة الكهرباء مصلح الحسن قوله إن "خطط الشركة تقوم على إدخال النساء للعمل في عدة مجالات ميدانية".
وأضاف: "الشركة بدأت بتدريبهن على صيانة خطوط التوتر المنخفض والمتوسط إلى جانب أعمال التأشير وقراءة العدادات والضابطة العدلية والطوارئ، وغيرها من الأعمال".
ومع تفاقم صعوبة الحياة المعيشية للغالبية العظمى من الأسر، بسبب الغلاء الفاحش وتردي المداخيل الشهرية، أبدت فئة من الفتيات اللواتي يعملن في مجال التربية (رياض الأطفال) كمرافقات للطلاب، الرغبة بتعلم قيادة المركبات المخصصة للنقل إلى المدارس، وسجلن في مدارس قيادة المركبات لنيل شهادة قيادة سيارة من الفئة العامة ليتمكّنّ من ممارسة عملهن ضمن إطار قانوني”.
ولكن ظاهرة غير مألوفة بدأت تنتشر مع اشتداد حملات النظام في سَوق الشباب إلى الخدمة في الجيش، وهي تسيّد النساء على عرش مهن عديدة منها: المقاهي، والبيع في سوق الهال، وقيادة وسائل نقل عامة وغيرها، بعدما كانت هذه المهن وغيرها من نصيب الرجال فقط.
نسبة الأنشطة التي تقوم بها المرأة السورية
وكانت الأرقام الرسمية تشير إلى أن عمالة النساء في سوريا لا تشكل أكثر من 16 في المائة من قوة العمل السورية، وأن نسبة البطالة وصلت بين الإناث إلى نحو 11.1 في المائة عام 1994، وارتفعت إلى الضعف تقريباً بين عامي 2004 و2009.
وأما لدى الذكور، فقد كانت النسبة 6.3 في المائة، وارتفعت إلى نحو 10.5 في المائة خلال الفترة نفسها؛ لكن الأرقام خلال السنوات الخمس الماضية فإنها ترجح تغيّراً كبيراً لمصلحة النساء.
لكن الأرقام وخلال السنوات الثمانية الماضية ورغم ندرتها إلا أنها ترجح تغيرًا لصالح النساء بعدما أصبحت قطاعات كثيرة تطلب عاملات لسد الثغرات .
وتعمل المصادر الرسمية في سورية على التعتيم على النسبة الحقيقية لعمالة النساء، للكتمان على الأعداد الكبيرة لضحايا الحرب، والفارين من البلاد إضافة للمعتقلين في سجون النظام, كشفت تقارير اقتصادية سورية ، أن نسبة طغيان الطابع الأنثوي على الذكوري في الأسواق والأماكن العامة تصل إلى نسبة 80 في المائة في الوقت الحالي .
طرطوس "مدينة الأرامل"
وأما في مديدنة طرطوس الساحلية التي أطلق عليها "مدينة الأرامل" بسبب مقتل عدد كبير من رجالها في الحرب السورية, ودخل إعلام النظام وسعى لتجميل الظاهرة، وبات يتناول إقبال المرأة على الأعمال التي لم تعمل بها من قبل من باب “الشجاعة” و”النضال”، وأن المرأة السورية لا يقف بوجهها شيء.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!